أكرم القصاص

الجمهور أصدق أنباءً.. من "الهجاصين" فى مصر والجزائر

السبت، 30 يناير 2010 02:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مرة ومرات كثيرة أختلف مع بعض الأصوات التى اعتبرت الأمر أكثر من مباراة، ومازال هناك من يصر على أن يتجاهلوا ما هو قادم من أجل تفريغ عقدة تتجلى بشكل كبير. مع أن الأمر- كما قلنا- يبدأ وينتهى فى الملاعب وليس خارجها. وأظن أن نتيجة مباراة مصر والجزائر تكفى ليفرح الجمهور المصرى الذى ساند فريقه وتعاطف معه ودافع عنه، ونجح الفريق المصرى بسرعة فى تجاوز حالة كادت تتحول إلى عقدة بلا داعٍ.. ومازلت أدعو إلى أن يستمر فرح الجمهور المصرى مع الدور النهائى غدا، ألا نتوقف عند الجزائر، و يفترض أن ينسى الجزائريون الموضوع ويتفرغوا لكأس العالم الذى يحتاج إلى مساندة جمهورهم للفريق وليس لمعركة كلامية لن يكسب منها سوى بعض تجار المشاعر.. هناك من يتمنون استمرار الخلاف والكيد والشتم إلى ما لانهاية، وهؤلاء لا يشعرون بالتحقق إلا فى معارك الكلام.. والبعض يريد أن يكسب مزيدا من الاهتمام، فى حرب لاناقة ولاجمل فيها للجمهور الحقيقى الذى يواصل مساندة فريقه ويطلب منه الفوز ويحزن لهزيمته. جمهور مصر يساند فريقه فى النهائى ويحلم بأن يعود بالكأس.

لقد تخطينا مباريات كثيرة وأصبح الفريق المصرى على أعتاب النهائى ربما يوفق فى العودة مرة أخرى بالكأس ولاشك أننا يجب أن نشكر الجزائر والفريق الجزائرى بالرغم من كل ماجرى لأنه لولا التحدى الذى صنعته الجزائر، ربما ما اكتشفنا حاجتنا للشعور بالتحدى. والمنافسة هى أكثر الدوافع الإنسانية أهمية وشرعية طالما التزمت بالفرص المتكافئة والروح التى تتقبل الفوز والهزيمة.

أشعر أن الكثير من هذا الكلام يبدو بعيدا عن مشاعر كثيرين يعتقدون أن هناك ثأرا مع الجزائر ونفس الأمر لدى إخوة جزائريين لمحت من تعليقاتهم أنهم يريدونها حربا مستمرة لقد وقع شقاق وشق واسع بين مصر والجزائر، وكدنا نتصور أنه التأم لكنه تجدد بفضل كبار المتعصبين فى الجانبين- نعم فى الجانبين- هناك مصريون يكتبون كلاما ويشتمون ويعيرون ، ويرد جزائريون أو منهم من يبدأ بالشتم والسب.. وهؤلاء هم من يشعلون الحرب وينشغلون بتسخين الأجواء.

لقد تخلى بعض العقلاء عن عقولهم واندمجوا فى حفل الردح المتبادل بعد أن كدنا نتصور أنهم هدءوا بعد نتيجة ترضى كل الأطراف لكنهم عادوا إلى سيرتهم الأولى بصرف النظر عن نتائج أفعالهم.

هى مباراة وليست انتصارا عسكريا أو سياسيا، بل إننا نبتذل الانتصارات السياسية كما ابتذلنا كل شىء وكما وصلت الشتائم والحروب إلى أقصى مدى من السب والقذف دون مراعاة لحرمة..وهناك من بين الإخوة الجزائريين من يحاول تسفيه الفوز المصرى، بصورة تتجاوز أى روح رياضية.. بينما جمهور الجزائر يعرف مثلما يعرف جمهور مصر.. فالجمهور اصدق من الشتامين والهجاصين.

ومازلنا نتمنى من الإخوة الشتامين ألا يعودوا للإساءة لرموز مصر والجزائر وأن يواصلوا لهاثهم وشتائمهم بعيدا عن الإعلام، ولو حسبنا عدد الشتامين هنا وهناك سنجدهم أقل من أصابع اليد والقدمين، وهو رقم أقل من أن يشعل تلك الحرب.. فى كل لحظة ستجد من يشير إلى مقال يشتم هنا أو هناك فيرد البعض، وهى رغبة فى جذب الأنظار، مع أن الشتائم لها نهاية ولا يمكن أن تعيش صحف ويعيش كتاب على الشتيمة.. ومازلت مصرا على أن غالبية المصريين والجزائريين أبرياء من الشتامين وان لدى مواطنى الشعبين من الهموم والمشكلات ما يكفيهم ويزيد وأن كل جمهور فى البلدين يريد أن يفرح ليغسل الكثير من الهموم.. الجمهور هو البطل الحقيقى وهو الذى يحب لا انتظارا للثمن غير فوز ولو صغير. هؤلاء لا ينشغلون تماما بأخلاق الثأر والقبلية وغيرها.. وأظن أن فرح الجمهور المصرى كان أصدق من مشاعر الشماتة، فرح بالفوز.. ومازال يساند فريقه الذى لم يخذله.. جمهور يمنح مشاعره مجانا، ولايتوقف عند مباراة واحدة انتهت من زمان..وكم نتمنى أن تظل مشاعر هذا الجمهور تشجع مصر فى كل شئونها إلى مابعد النهائى، فهو جمهور حقيقى وليس مصنوعا ولا موظفا عند أحد.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة