تنتمى لشبه الجزيرة العربية وتنتشر فى الهرم والفيوم والبحيرة والإسكندرية

عائلة خطاب.. أنشأت شارع الهرم.. واستقبلت الملك السنوسى والملكة فريدة.. وتعلم الشيخ الشعراوى على أيديهم

الخميس، 09 يوليو 2009 03:43 م
عائلة خطاب..  أنشأت شارع الهرم.. واستقبلت الملك السنوسى والملكة فريدة.. وتعلم الشيخ الشعراوى على أيديهم صورة مجمعة لأبناء «خطاب» فى أحد منازلهم بالجيزة
كتب علاء فياض وعلام عبدالغفار- تصوير: ماهر إسكندر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يمكنك إضافة اسم عائلتك ضمن أجندة هذه الصفحة، اكتب إلى محمد الجالى على m.eljaly@youm7.com

تعود أصول عائلة خطاب إلى شبه الجزيرة العربية ودول شمال أفريقيا، جاءت إلى مصر مع بداية الفتح الإسلامى على يد عمرو بن العاص، وانتشرت فى عدة مناطق ومحافظات، منها نزلة السمان بالهرم، وأبو رواش، والفيوم، والبحيرة فى كوم حمادة، وفى الإسكندرية فى سموحة وسيدى بشر، وفى الشرقية فى كفر صقر، وفى طنطا محافظة الغربية، وفى كفر الشيخ وبنى سويف والمنوفية.

ويقدر تعداد عائلة خطاب حاليا بحوالى 300 ألف نسمة تقريبا فى جميع المحافظات.
فى البداية اصطحبنا يوسف السيد خطاب إلى مقر العائلة بنزلة السمان، مؤكداً أن عائلة خطاب تعود إلى قبائل «أولاد على الحمر»، التى سكنت الصحراء الغربية من مصر، لكن الجد الكبير خطاب، رحل هو وبعض أفراد عائلته إلى محافظة البحيرة، وهناك أسسوا مدينة «الخطاطبة»، وهى المدينة التى استقرت فيها العائلة فترة طويلة، حتى أن كبار العائلة ومؤسسيها تم دفنهم بها، كان منهم بشر خطاب وسليمان خطاب والشافعى خطاب، وخرج من الخطاطبة أولاد سليمان والشافعى، حيث رحلوا إلى منطقة الهرم فى نزلة السيسى، وتحديداً فى هضبة الهرم بعيدا عن فيضان النيل، فاستوطنوا تحت سفح الهرم وفى نزلة السمان، ليؤسسوا فيها عائلة خطاب.

عمل أبناء عائلة خطاب بالتجارة وفلاحة الأراضى فى بداية حياتهم فى نزلة السمان بعد أن امتلكوا الأراضى، فكانت أولى العائلات فى محافظة الجيزة التى امتلكت الكثير من الأراضى فاستقروا فيها، حتى أنه ما تزال الأحواض الزراعية فى خرائط المساحة بأسماء خطاب، مثل حوض على الشافعى خطاب ومحمود حمد خطاب.

منذ 200 سنة رحل بعض أفراد خطاب من نزلة السمان إلى أبو رواش، ليكون الفرع الثانى لهم فى تلك القرية الصغيرة، ولكنهم لم ينسوا أقاربهم هناك، وظل لفظ «ولد عمى» متوارثا بينهم حتى اليوم، وما زالت العائلة تذكر بيوت آل خطاب بيتا بيتا، فيعدون من آل خطاب من نزلة السمان بيت حمد سليمان خطاب، وبيت سلومة حمد خطاب، وحمد سليمان خطاب، وحميدة حمد خطاب، والسعداوى حمد خطاب، ومن هذه البيوت خرج أبناء العائلة فى الهرم ونزلة السمان، أما فى منطقة أبورواش التى كان من أوائل من ذهبوا إليها محمد إبراهيم حمد سليمان خطاب، فنشأ هناك بيت محمد إبراهيم حمد وأولاد علام محمد إبراهيم وأولاد محمود محمد إبراهيم وأولاد مهدى محمد إبراهيم حمد خطاب وبيت خطاب الصغير سليمان خطاب وبيت عبدالله خطاب، ومنهم خرج أبناء خطاب أبورواش، وهناك العديد من بيوت خطاب فى مختلف المحافظات السابقة.

كما أنه فى عهد الملك فؤاد أراد أن يخطط لشارع كبير مستقيم، يربط القاهرة الخديوية بالهرم مباشرة، ومنه كان التفكير فى إنشاء شارع الهرم، فقام الملك فؤاد بنزع ملكية 10 أفدنة من العائلة، لإنشاء هذا الشارع، ولكن الملك فؤاد دفع للعائلة تعويضا مقابل انتزاعه الملكية، قدره الملك بــ 10 آلاف جنيه ذهباً بواقع ألف جنيه عن كل فدان، وكان هذا المبلغ كبيراً فى ذلك الوقت.

بعد الرواج السياحى فى منطقة الهرم، ترك معظم أبناء العائلة مهنة الزراعة، وعملوا فى الإرشاد السياحى، فأصبحت هى الوظيفة الغالبة على آل خطاب جميعا حتى صاروا من مرشدى الأسرة الملكية أيام الملك فاروق وبعدها.

فرع العائلة فى أبو رواش، الذى أسسه محمد إبراهيم خطاب بعد رحيله إلى منطقة أبو رواش التابعة حاليا لمحافظة أكتوبر، تمكن من الإقامة الدائمة هناك، بعد أن ترك أمواله وأملاكه فى الهرم، وبحب الناس لمحمد خطاب ومكانته التى عرفوها عنه، تولى عمدية أبو رواش، ثم تولى خمسة من أبناء العائلة العمدية من بعده، منهم علام محمد إبراهيم خطاب ثم محمد صلاح الدين خطاب الذى توفى فى عام 1962 ثم محمد مهدى خطاب الذى وافته المنية فى عام 1964، ولم يمكث فى العمدية سوى سنتين فقط، ثم جاء علام محمد صلاح الدين مهدى خطاب العمدة الذى استمر 21 سنة إلى نهاية عام 1985، ثم نجله العمدة الحالى خطاب محمد صلاح الدين، الذى روى لـ«اليوم السابع» أصول وجذور العائلة فى أبو رواش، قائلا: السبب الحقيقى وراء وقوف الناس معنا رغم بعدنا عن موطن العائلة الأصلى، هو البساطة واللين فى التعامل وعدم استخدم القوة، ومحاولة إنهاء الخصومات الثأرية بين الناس ووقف الخلافات بين العائلات، حتى صارت المنطقة هادئة تماما وخالية من المشكلات، وذلك من خلال الاجتماعات المتتالية اليومية فى دوار العمدية، وبمساعدة أولاد عمنا أعضاء مجلسى الشعب والشورى، وآخرهم مجدى أبوطالب خطاب عضو مجلس الشعب لثلاث دورات، وعبدالله رحومة خطاب عضو الشورى.

تذخر عائلة خطاب بالذكريات التى يحفظونها عن رموزهم، ويورثونها لأبنائهم، ومن أشهر هذه الحكايات أن الحاج علام محمد إبراهيم، العمدة الأول فى تاريخ أبورواش، استضاف الملك إدريس السنوسى قائد الثورة الليبية ضد الاحتلال الإيطالى، والذى تولى حكم ليبيا بعد ذلك، استقر السنوسى عند مجيئه إلى آل خطاب فى الحوش الغربى، الذى يملكه علام خطاب لمدة قاربت العام، ثم عاد إلى ليبيا بعد أن قضى مع العائلة فترة من الصعب نسيانها، حيث كان يتردد أجدادنا عليه يومياً وقاموا باستضافته على أكمل وجه، كما زار أيضا الملك السنوسى فرع العائلة فى نزلة السمان، فنزل عند إبراهيم فرج خطاب، وأخيه محمد خطاب، فقامت العائلة بإمداد الملك السنوسى بجميع أنواع العتاد والمال.

الملكة فريدة وبناتها أردن زيارة مصر فى عام 1977 بصفة رسمية، فكان يرافقهن أثناء الزيارة فرجانى خطاب ونبيل خطاب، وكانا من شيوخ المرشدين السياحيين الذين رافقوهن على الباخرة حتى أسوان.

تاريخ عائلة خطاب ملىء بالشخصيات المهمة صاحبة التاريخ العريق، فكان منهم الشيخ إبراهيم خطاب قاضى ورئيس محكمة شرعية، والذى حصل على الإجازة العالية من الأزهر الشريف فى عام 1934، ثم اختير عضوا فى برلمان المديرية، وتتلمذ على يديه فى الأزهر الشيخ محمد متولى الشعراوى والدكتور عبدالحليم محمود وهما من كبار العلماء، وتوفى الشيخ إبراهيم خطاب فى عام 1956 وشيعت جنازته رسميا بحضور أعضاء من مجلس قيادة الثورة.

اللواء أركان حرب زكريا الدسوقى خطاب، كان من أهم قادة الدفاع الجوى فى حرب 6 أكتوبر، حيث كان أحد قادة لواءات الصواريخ المضادة للطائرات، التى تدافع عن القاهرة وقت الحرب، وكرمته الدولة وسجلت اسمه مع قادة حرب أكتوبر فى المتحف الحربى بالقلعة.

أما اللواء أركان حرب على حلمى سليمان خطاب فقد عمل بمنطقة الحدود المصرية الإسرائيلية، حتى خروجه إلى المعاش فى عام 2008.

كما ظهرت شخصيات من آل خطاب فى عهد عبدالناصر، منهم سميح عبدالنبى خطاب أستاذ الهندسة بجامعة القاهرة، وأخوه الأستاذ نصر عبدالنبى وكيل وزارة المالية، والربان سليمان حلمى سليمان كبير مرشدى قناة السويس، والربان ماهر عبدالعزيز خطاب كبير مرشدى السفن فى قناة السويس وكان من أوائل المرشدين الذين تولوا عملية إرشاد السفن بقناة السويس فور تأميمها.

عائلة خطاب تعمل على حل المشاكل لجميع أفراد العائلة من خلال الجلسات العرفية، ومجالس العرب، التى يقولون عنها إنها تحقن الدماء، وتحافظ على تقوية الروابط العائلية، لذلك قامت العائلة بمصالحة عائلتى عزام وخضر، بعد أن وصلت الخصومة بينهما إلى حد الاقتتال، وراح ضحية هذا الصراع الدائم بين العائلتين محافظ الجيزة السابق عبدالله عزام، لكن الحاج سيد هنداوى خطاب، رئيس لجنة المصالحات وفض المنازعات بالجيزة وعضو مجلس محلى المحافظة سابقاً ومؤسس الخدمات البترولية فى مصر، قام بهذه المصالحة التاريخية، والتى تعتبر من أشهر المصالحات التى قامت بها عائلة خطاب، حيث قام السيد هنداوى خطاب بجمع العائلتين فى نادى الوفاء والأمل بالهرم، فى حفل كلف العائلة 80 ألف جنيه مصرى، دعت فيه جميع أفراد العائلتين بالإضافة إلى مفتى الجمهورية وشيخ الأزهر ومدير أمن الجيزة ومندوبون عن وزارة الداخلية، وهو الاجتماع الذى خرج بالتصالح فى الوقت الذى فشلت فيه جميع جهود المصالحات الرسمية التى تمت من قبل الداخلية وغيرها من قبل.

يوسف السيد خطاب أحد أبناء العائلة، يقول إنه يعمل حاليا على إنشاء رابطة تضم جميع أفراد العائلة فى مختلف المحافظات المصرية، تحت مسمى «رابطة آل خطاب»، سيكون من مهامها استخراج بطاقات شخصية مطابقة لبطاقات عائلات الأشراف فى مصر، ولها نشاطات اجتماعية وثقافية، وذلك بالتنسيق بين مختلف فروع العائلة فى جميع المحافظات، وأكد يوسف أن المشكلة الرئيسية التى تقابلهم دائماً، هى أن العائلة عددها كبير ومنتشرة فى أماكن عديدة، مما يؤدى إلى تشتيت الجهود بالزيارات إلى جميع أماكن العائلة فى المحافظات، لكن حسين صلاح الدين خطاب، مدير الصرف الصحى بالجيزة ومن فرع أبورواش، اتخذ نفس الموقف الذى عبر عنه يوسف السيد خطاب الداعى لإنشاء رابطة للعائلة، خاصة بعد تعرض حسين خطاب، لموقف أحرجه فى عام 1965، عندما كان طالبا فى مدرسة أحمد لطفى بالجيزة، وتشاجر مع ابن عمه فى المدرسة دون أن يعرفه، وتجمع الأهل لحل الخلاف، فتبين أنه من أبناء عمومتهم فى الهرم، مما أصابهم جميعا بخجل، فقرروا من حينها أن يعملوا على لم شمل العائلة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة