سعيد شعيب

أخلاق العمل

الجمعة، 17 يوليو 2009 07:39 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما يكون المشترك فى الملف الذى نشرته مجلة روزاليوسف فى عددها الأخير، هو عدم ميل المصريين للإتقان فى العمل، المجلة التى تحقق تميزا صحفيا يتزايد كل أسبوع، نشرت عدة حوارات مع أجانب يعيشون ويعملون فى مصر، منهم مارجريت فاريل التى تعمل فى وحدة الأبحاث البحرية الأمريكية، والتى لا تعرف لماذا لا يحترم العاملون معها التزامات العمل، وبالطبع هى مندهشة جدا.
الحكم هنا ليس إجماليا على كل المصريين، فلدينا من يتقنون عملهم فى كل المجالات، ولكن الحقيقة أن الأكثر انتشارا هو عدم احترام الإتقان والمهارة، فكم "صنايعى" دخل بيتك، ولم ينجز ما طلبته بكفاءة وإخلاص. وكم مرة عذبك موظف فى مصلحة حكومية لأنه لم يؤد عمله بمهارة، وتسبب فى تعطيلك وخراب بيتك.

وإذا حدث وطلبت الإتقان فى مكان عملك، لابد أن يصفك مرؤوسك بأنك "حنبلى" و"مصعب" الدنيا، ويعتبرك زملاؤك "مزودها"، وفى الحالتين لابد أن يصيبك ما تيسر من "الزنب" التى يلحقها أضرار، رغم أن الطبيعى هو أن تتم مكافأتك وليس عقابك.
ناهيك عن عدم احترام المواعيد، فـ"الشغلانة" التى يقول لك سين أو صاد أنها ستستغرق يومين، تأخذ عشرة، فى حين أنه يستطيع أن يخبرك بالزمن الحقيقى لكى ترتب ظروفك. وبالمثل التأخير عن مواعيد العمل أصبحت عادة، ومن تكون مواعيده منضبطة لابد أن يشعرك أنه "مجاملك" و"عشان خاطرك بس عمل كده".

لذلك من الطبيعى أن تنهار الخدمات فى مصر، ففى محل كبير لبيع الأحذية دخلت نقاشا عبثيا مع مديره، لأننى أردت تغيير الحذاء الجديد الذى دفعت ثمنه و"طلع مقطوع"، كان يطلب منى الانتظار أياما حتى يصلحه فى المصنع، وكأنى المسئول عن هذا الإهمال الجسيم.

أعرف وتعرف أن عدم احترام العمل من أسبابه الهامة، أن الشاطر فى بلدنا غالبا لا يأخذ حقه، ولدينا "واسطة وكوسة".. الخ. ولكن فى النهاية لا يمكن أن أتقدم أو تتقدم للأمام دون أخلاق عمل محترمة، ربما تتعثر حقوقى، ربما تتعطل، لكن فى النهاية أظن أننى سوف أحصل على ما يليق بكفاءتى وإخلاصى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة