القارئ العزيز "كمبل"، رفض مطالبتى بألا يكون التطبيع بلا ثمن، وذلك تعليقا على ما كتبته أمس بعنوان "محاكمة الجلاد"، وأشار إلى أننى نسيت "إن سينا رجعت تانى لينا، وهناك معاهدة يجب احترامها ومن بنودها التطبيع ولا احنا ناويين نحمرأ، ثم نتهم اليهود بخيانة العهود".
الملاحظة الأولى هى أن إسرائيل ومن يعيشون فيها ليسوا كل اليهود، وليسوا ممثلى اليهود فى العالم، وليسمح لى بأن أقول إن هذه أحد الأكاذيب الكبرى التى روجتها إسرائيل، وللأسف انتقلت إلينا ونرددها. فالصراع مع هذا الكيان، ليس صراعا دينيا، ولكنه صراع مع محتل، ولو كان الذى احتل سيناء وفلسطين مسلما فواجبنا أن نقاتله بكل السبل. الأمر الثانى هو أن ما قاله "كمبل" صحيح طبعا، و"مش هحمرأ" كما قال، فمصر الرسمية تمارس التطبيع بشكل عادى بناء على معاهدة كامب ديفيد.. ولكنى أتصور أن خارج هذه الدائرة هناك كبير للتطبيع وأتصور أنه موقف صحيح.. وسأقول لماذا؟
أولا لأن احتلال دولة إسرائيل لأراضى فى المنطقة يصنع توترا شديدا يؤثر دون شك فى المحيط الإقليمى المصرى، وبدون شك، يؤثر على بلدنا بالمعنى الاستراتيجى.. وإذا كان هذا الاحتلال على حدودنا، فمصر الدولة صاحبة مصلحة مباشرة فى التوصل لتسوية سلمية له، على أرضية دولتين لشعبين.هذا لا يعنى أن نخوض حرباً، فأنا ضد ذلك بالكامل، ولكن يعنى أن نشارك بفعالية فى هذا المسار، وهذا ما تفعله الإدارة المصرية بكفاءة فى رأيى.
فى هذا السياق أعتقد أن التطبيع أحد الأوراق الهامة التى لا يجب التفريط فيها دون ثمن "دولتين لشعبين".. وإذا كان الأستاذ "كمبل"، يختلف مع رأيى، فهذا حقه، دون تخوين ودون إساءة لرأيه الذى أحترمه جدا جدا. فأنا من الذين يؤمنون أن دعاة التطبيع ليسوا خونة، فالحكم بالخيانة مكانه الوحيد القضاء، وبتهمة محددة هى التجسس، وبالتالى لا يجوز استخدام هذه التعبيرات فى صراع سياسى، مبنى بطبيعته على الاختلاف. ولذلك أعتبر أن دعاة التطبيع وطنيون، يمارسون ما يعتقدون أنه لصالح البلد حتى لو اختلفنا معهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة