عصام شلتوت

كابتن حسام.. «قفا» الحكم زى عود الكبريت!

الجمعة، 27 مارس 2009 12:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا يمكن أن يحدث للعدالة إذا ما تم الاعتداء على قاض وهو على المنصة -تحديداً- وليس فى شارع عام هو غير معروف فيه، أو فى مكان عام: شاطئ أو كافيه خمس نجوم.. الأشخاص فيهما يشبه بعضها بعضا ، والقاضى بطبيعة الحال لن يعلق، ما يفيد أنه أحد حماة ميزان العدالة «العمياء» التى لا تعرف المصرى ولا الأهلى ولا حتى ريال مدريد بجلالة قدره!
مصيبة بكل المقاييس يا كابتن حسام.. يا من عرفنا عنه صرامة القاضى وحسم المنصة، ولم يأخذك قبلاً فى الحق لومة لائم.. فماذا حدث؟!

لا يعنينى كثيراً شخص المعتدى عليه فهو نفسه لم يراع زيه المقدس، ولا شرف الصافرة التى فى يديه عندما سمح لـ«قفاه» أن يصفع من كائن من كان.. وكان رد فعله هو استعمال هاتفه المحمول ولعلها لحظة يجب أن نمقت هذا الاختراع خلالها، لسبب بسيط هو أن هذا الجوال اللعين سمح للمدعو سعيد عبدالغفار أن يلجأ للسلطات المعنية طلباً للمشورة حتى يهدأ «قفاه» ويستكمل المهزلة.. آه أقصد المباراة!

كابتن حسام لن أقول لك غير أن قفا الحكم زى عود الكبريت لا يمكن أن يصفع مرتين.. وبطبيعة الحال لا يوجد معالج حديث لضرب «القفا».. مش كده.

كنت ومازلت أنتظر موقفاً حاسماً من الحسام الذى كنت أعرفه وكم تعلمت منه أن كل الأشياء ترخص كثيراً أمام هيبة قاض أو قلم شريف.. أو قول حق.

أنتظر وسأنتظر وأنتظر أمرين، إما أن يذهب هذا السعيد عبدالغفار المتواطئ على «قفاه» إلى غياهب النسيان سريعاً حتى لا تنتقل العدوى إلى أصحاب «الزى الأسود».. أما الفوشيا والأصفر والفوسفورى فهى ألوان ما أنزلت بها العدالة من سلطان إلا للتفرقة بين لون القاضى وألوان متشابهة مع الوشاح الأسود لقضاة الملاعب مع فانلات لاعبين.

الأمر الثانى الذى أنتظره ولن يعيد هذا السعيد -على إيه ما أعرفش- إلى منصة القضاة، هو أن تطلب يا كابتن حسام أن تحسم نتيجة المباراة بـ«هدفين للا شىء» لصالح الفريق الضيف كعقوبة، باتت متساهلة لأنها تأخرت، لكنها ستمثل حفظ ماء الوجه.. للقضاة، ولن أقول حفظ ماء «قفا» هذا السعيد عبدالغفار.. وبالمناسبة فالغفار لا يغفر إلا بعد ان يعترف المخطئ بذنبه ويرض بالعقاب.

شىء آخر لم أجد له تفسيراً منطقياً للكابتن حسام الذى أعرفه جيداً هو لماذا طلب من الحكم أن يستكمل المباراة ولماذا لم يطلب منه وهذا حقه «كوزير لعدل» قضاة الملاعب ونقييهم أيضاً أن يستكملها صورياً.. وهو ماكان قد رواه لى فى أكثر من موضع كروى.

تشاء الصدفة أن يحدث نفس الحدث وإن كان الفاعل وقتها مجهولا فماذا كان الحدث ومن المجهول وما هو الحكم؟

الحكاية مش غريبة رغم قدمها.. فالحكم الدولى الجابونى «قوى البنية» ديرمبا الذى أدار مباراة مصر وزيمبابوى فى تصفيات كأس العالم.. 1994 وفى قلب ستاد القاهرة كتب تقريرا عن أحداث عادية تحدث فى أحسن العائلات الكروية، وهى أن المدير الفنى لفريق زيمبابوى ومنتخبه مهزوم بهدفين مقابل هدف، ضرب رأسه فى حديد دكة البدلاء قبل استبداله بالبلاستيك المقوى وأصاب نفسه بجرح فى رأسه واستدعى مساعدوه الحكم لحبك التمثيلية.. يعنى كمان ديرمبا لم يضربه أحد على «قفاه» ولا حتى بالشلوت، ولا حتى على إيده والعياذ بالله.

فماذا فعل ديرمبا.. أولاً لم يطلب المراقب ولا رئيس لجنة الحكام الأفريقية الذى كان موجوداً فى المقصورة الرئيسية، لأنه كما تعرف كان يعيش وقتها فى القاهرة -كمان- وربط بين أصابة المدرب المدبرة وبعض الحجارة من المدرج درجة ثالثة شمال المقصورة، وتحديداً عند الراية الركنية بسبب توقف اللعب بضربة ركنية لمنتخب مصر، يعنى الطوب كان على اللاعب المصرى الذى سيذهب لأخذ الركلة.. مش كده برضه.

ديرمبا لا فض فوه كتب فى تقريره، وقد سمح لى التاريخ بالاطلاع عليه عبر صديق مشترك لى مع الكابتن حسام الآتى: «إننى أعتبر أن المباراة بين مصر وزيمبابوى قد انتهت فعلياً فى الدقيقة 32 من الشوط الثانى.. وقد استكملتها -والكلام لازال على لسان ديرمبا- فى جو من الإرهاب حفظاً لأمن اللاعبين والأجهزة الفنية والطاقم التحكيمى والمراقبين».

كابتن حسام.. خرجنا وقتها من كأس العالم لأن قاضيا غالط ضميره..ولم تصل مصر للمونديال حتى الآن، فما بالك بحكم انضرب هو شخصياً وتحديداً أثناء تأدية واجبه بزى القضاة وعلى قفاه؟

الغريب والذى لا أصدقه حتى كتبت هذه السطور.. وأتمنى أن أفيق من هذا الكابوس على قرارات.. لا تبريرات للكابتن حسام قاضى القضاة، أنك أمرته باستكمال المباراة الهزلية.. معقوله يا كابتن حسام!.

الأخ العزيز والأستاذ الكبير إبراهيم حجازى أعطيت كثيراً.. وعلمت جيلاً يقود الآن الصحافة الرياضية.. تركت المنصب فى بلاط صاحبة الجلالة وبطبيعة الحال المناصب لا رابط بينها وبين الإبداع.

أعتبرها استراحة محارب من المنصب الإدارى الذى هو سدة الحكم فى المهنة «رئاسة تحرير» الأهرام الرياضى أحد علاماتك المتميزة، سيصعب كثيراً أن يتميز كاتب مثلما تميزت.. لكننا ننتظر أن تتواصل مع جماهيرك وتلاميذك لأنهم لا يمكن أن يستغنوا عنك.
أهلاً بـ إبراهيم حجازى الكاتب الكبير.. والأخ الجميل، صاحب الأيادى البيضاء على الجميع.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة