لا جديد فى رد محسن راضى القيادى فى جماعة الإخوان على محمود أباظة رئيس حزب الوفد، فما كتبه فى العدد الأخير من «اليوم السابع» يصلح لأن يكون خطبة جمعة وليس خطاباً سياسياً.. ولكن هذه هى عادتهم، والأمر هنا لا يتعلق بكون انتقادات أباظة على الجماعة صحيحة أم لا، فهذا هو خطابهم فى مواجهة البلد كله، بعد تغليفه بطلاء ديمقراطى مزعوم، ولكنه طلاء لا يصمد طويلاً، فسرعان ما ينهار لأنه يستند إلى أكاذيب:
1 - الأولى أن الإخوان هم المعيار لصلاح السياسة وفسادها، كل من يختلف معهم حليف للسلطة الحاكمة، وهذا ترهيب، فهناك قطاع كبير فى بلدنا يرفض هذه السلطة الحاكمة المستبدة، ويرفض أفكار الإخوان الأكثر استبدادا، لأنها تتستر خلف الدين.
2 - هذا التكفير السياسى من جانب الجماعة لابد أن يسانده على الفور تكفير دينى، فالكذبة الثانية للإخوان هى وصم خصومهم بتأييد الدولة العلمانية، ثم يضعون لها تعريفاً معادياً للدين، ومن ثم يصبح خصمهم ضد الدين، فالأستاذ راضى يؤكد أنها «ترفض الإسلام وتفصل الدين عن الدولة».. فى حين أن الدولة العلمانية لا تعادى أى دين، لأنها لا تنحاز لأى دين، ولأنها كذلك فهى تحمى حق كل أصحاب الأديان فى ممارسة عقائدهم بحرية كاملة، بل والدعوة لها بشكل سلمى، بشرط عدم الإساءة للأديان الأخرى، وبالتالى فالخطر على الإسلام وغيره من الأديان هو الدولة الدينية التى يريدها الإخوان.
3 - الكذبة الثالثة هى أن الإخوان كما يزعم راضى لا يريدون دولة دينية، فى حين أن البرنامج السياسى المعلن للجماعة يفرق بين المصريين، مسلمين ومسيحيين، رجالاً ونساء، خالطاً بتعمد بين الولاية الدينية والولاية السياسية، منتهكين أبسط حقوق المواطنة، ومفرقين بين المصريين على أسس دينية وجنسية وعرقية.
4 - الكذبة الرابعة هى ما يسمونه «المرجعية الإسلامية» وهى تعبير مطاط وغير محدد لجأوا إليه للتخفيف من انحيازهم لدولة يسيطر عليها «شوية مشايخ». فبرنامجهم السياسى فيه لجنة علماء سلطاتها فوق سلطة القضاء والبرلمان والشعب، فهل هذه الديمقراطية على الطريقة الإيرانية هى التى يعد بها راضى وجماعته المصريين؟!.
5 - الكذبة الخامسة هى تصديرهم مفهوما للديمقراطية يستند إلى الأغلبية العددية، فمن يملكها يملك البلد.. وهذا مفهوم يتطابق، وليسمح لى الأستاذ راضى، مع البلطجة، فالأكثر عددا هو الذى تكون له الغلبة.. فى حين أن الديمقراطية تعنى حكم الأغلبية ولكن بشرط ألا تنتهك حقوق ولو فرد واحد من المجتمع.
6 - ولكل ذلك لا يمكننا الاطمئنان إلى أنهم لو حدث -لا قدر الله- وتولوا الحكم أن يتركوه، فكيف يترك الحكم من يعتبرون أنفسهم «ظل الله على الأرض» لبشر، أو شعب يحتاج -كما قال مهدى عاكف وغيره من قيادات الإخوان- إلى من يربيه من جديد؟!!. لكل ذلك لا نريد الإخوان ولا الحزب الوطنى.. فليس منطقياً أن نستبدل مستبدا مدنيا، بمستبد دينى!.
موضوعات متعلقة..
القيادى الإخوانى محسن راضى: الوفد كومبارس النظام.. وينتظر الفتات من السلطة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة