لا أذكر من قالها على وجه التحديد ولكنه محق تماما، وهى أنه لولا قرار الأستاذ ضياء رشوان بخوض الانتخابات على موقع النقيب لنجح الأستاذ مكرم محمد أحمد بالتزكية، وهذه إساءة كبرى للصحفيين، ليس انطلاقاً من كراهية للأستاذ مكرم، ولكن لأن هذا يعنى أن الجماعة الصحفية فقدت حيويتها وتحولت إلى جثة هامدة، تسير وراء هذا أو ذاك.
لذلك وبغض النظر عن عدم فوز الأستاذ ضياء، فإننى سأظل ممتنا لهذه الخطوة التى كبدته الكثير من المشاق وكبدته أيضا الكثير من السهام غير الموضوعية مثل كل انتخابات فى الدنيا، بل ومثلما فعل هو ومناصروه ضد منافسه، فهذا التراشق رغم تحفظى الشديد عليه، إلا أنه لا يمكن القول بأنه كان الجسم الرئيسى فى هذه المعركة النزيهة.
أقول هذا رغم أننى لم أعط صوتى لأى من الأستاذين ضياء ومكرم لأسباب كثيرة ليس الآن مجال سردها، ولكنى فى النهاية فالذين فازوا والذين خسروا، وكل الصحفيين يجب أن يكونوا فخورين بما حدث، فقد قدمنا نموذجاً مشرفاً للمجتمع كله.
لكنى منزعج من تصريح الأستاذ ضياء الذى نشره موقع اليوم السابع أمس، من أن "انتخابات الجولة الأولى كانت نتيجتها للصحفيين، بينما كانت نتيجة الإعادة نتيجة دولة"، لأن هذه إهانة لزملائه الذين يعاقبهم لأنهم لم يختاروه، فى حين أنه يعرف أن كل المكاسب التى حصل عليها الصحفيون فى الانتخابات مثل زيادة البدل وتوسيع المدينة السكنية فى أكتوبر، لن يتم سحبها لو فاز الأستاذ ضياء، بل هو نفسه قال من قبل إن الدولة (يقصد السلطة الحاكمة) تعاملت بشكل طبيعى مع نقيب محسوب على المعارضة هو الأستاذ جلال عارف.
فليس منطقيا أن نشيد بالصحفيين عندما يعطوننا أصواتهم، مثلما حدث فى الجولة الأولى، ونهينهم عندما لا يفعلوها.
وما قاله الأستاذ ضياء فى الحقيقة ليس استثناء، فقبله فعلها المحسوبون على المعارضة، فعندما يفوزون يرفعون الجمعية العمومية إلى عنان السماء، وعندما يهزمون يسبونها ويتهمونها بالجهل والجرى وراء مكاسب صغيرة .. الخ، دون أن يحاولوا، ومعهم الأستاذ ضياء، أن يقدموا نقدا ذاتيا حقيقيا لأنفسهم، ودون أن يحاولوا معرفة الخطايا والأخطاء لتجاوزها، وكأنهم يريدون أن نأتى لهم بجمعية عمومية على هواهم مستوردة من الصين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة