أتمنى أن يتقدم أهالى نادين وهبة شهيدتى مدينة الشيخ زايد بشكاوى إلى نقابة الصحفيين ضد بعض الصحف التى انتهكت حرمات ابنتيهم، انتهكت أعراضهما، ونسبت لهما زورا وبهتانا الكثير من الأكاذيب، وبلا قلب كانت هناك تلميحات رخيصة بمخدرات وحفلات جنس وغيره.. إنه استقواء على الضعفاء لا يليق، وانتهاك لميثاق الشرف الصحفى.. وانتهاك للأخلاق.
هل هذا استعداء على حرية الصحافة؟
بالطبع لا، فما فعلته بعض الصحف لا يمكن أن نحسبه على خانة الحريات، ليس منطقيا نشر كلام مرسل، أى تحريات، ليس عليها دليل ضد مواطنين.. ثم من قال إن الحرية تعنى انتهاك حريات الآخرين، ومن قال إن الحرية تعنى أن أمسك مطواه وأمزق السمعة الشخصية لمواطنين ضعفاء؟
فالحرية تعنى تقديس الحريات الفردية للآخرين، ومن هنا أهمية التصدى للتجاوزات، وإجبار النقابة على تفعيل ميثاق الشرف الصحفى ومحاسبة أعضائها، فليس منطقيا أن يثار الكلام على هذا الميثاق"الوهمى" وضرورة تفعيله عندما يتم الاعتداء على الكبار .. فى حين تتجاهل مجالس النقابة المتعاقبة، من كل التيارات السياسية، الانتهاكات اليومية للمواطنين الضعفاء.
لابد أن تتصدى النقابة لنشر صور وأسماء المتهمين، فهم مجرد متهمين قد يكونون أبرياء، ناهيك عن أنه حتى لو أدانهم القضاء، فهل هذا مبرر لعقابهم مرة أخرى بنشر صورهم وأسمائهم، أليس هذا عقابا مزدوجا؟
أظن ذلك، وأظن أن الجريمة الواحدة لها عقاب واحد، ثم إن فلسفة العقاب فى القانون هدفها محاولة إصلاح الفرد المدان، وليس التنكيل به وبأسرته، وحرمانه من أن يعيش حياة طبيعية بعد أن كفر عن خطئه، رغم أن هذا حقه، فليس لأنه أخطأ نظل نعاقبه طوال حياته.
وللأسف، فى الأغلب الأعم نقابة الصحفيين ستبقى الميثاق فى الثلاجة، ولن تستجيب إلى شكاوى أهالى الشهيدتين، لو تقدموا بها، بالضبط مثل وضع القضايا التى حولها النائب العام ضد بعض الزملاء إلى الثلاجة.. فللأسف هناك حسابات انتخابية وحسابات سياسية.. ولذلك أتمنى أن نساند أهالى الشهيدتين فى اللجوء للقضاء، لتدفع هذه الصحف غرامات كبيرة، وتعتذر فى صفحاتها الأولى.. حتى تصوب هذه الصحف نفسها، وتتعلم أن انتهاك الأعراض لا علاقة له بمهنة الصحافة العظيمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة