"الأنظمة العربية خائنة وعميلة و"بنت ستين فى سبعين"، والشعوب العربية مسكينة ومقهورة".
هذا ما هتف به الشعب الفلسطينى ملايين المرات فى أعقاب كل كارثة، بل ولعلك تذكر جملة الفنان محمود الجندى فى فيلم ناجى العلى "الجيوش العربية جايه يا ولاد الكلب"، وعندما لم تأت واحتل الجيش الصهيونى لبنان بالكامل، كان يتساءل وهو مذبوح "الجيوش العربية فين؟!!".
فلماذا يظل الفلسطينيون فى انتظار من لا يأتى؟
لا أعرف، ويدهشنى الإصرار على ذات الخطاب فى أعقاب العدوان الأخير على غزة، فالأصل أن الفلسطينيين هم أولاً وأخيراً هم المسئولون عن تحرير أرضهم، وإذا كانت هناك مساعدات من دول عربية، فهى مجرد مساندة، وإذا كانت هناك حتى ضغوط سياسية دولية، فهى مجرد عامل مساعد، لا أكثر ولا أقل.
ناهيك عن أن هناك درساً بليغاً، وهو أن القضية الفلسطينية تم استغلالها من قبل أنظمة حكم، كانت مشغولة بشراء ولاء هذا الفصيل أو ذاك، بل واقتتلت هذه الفصائل بالسلاح عندما تعارضت مصالح بعض الأنظمة، وهو ما يحدث الآن، فالنظام السورى يستضيف بعض قيادات الفصائل الفلسطينية، أشهرهم خالد مشعل، لاستخدامهم كورقة ضغط لتحسين شروط التفاوض السرى، الذى يجريه على قدم وساق مع إسرائيل، والولايات المتحدة من ورائها. وهو ما يفعله النظام الإيرانى الذى يدعم حماس، ليس من أجل فلسطين ولا من أجل الإسلام، ولكن لمصالحه، وهذا مشروع، ولذلك لم يطلق أىٌّ من النظامين طلقة واحدة تجاه الجيش الإسرائيلى، فى أعقاب المجزرة المستمرة، ولا حتى هددوا، ومثلهم حزب الله رغم أنه يملك السلاح والرجال، فلم يطلق ولو صاروخ واحد كاتيوشا يدعم به أهلنا فى غزة.
فماذا يصر الفلسطينيون على الرهانات الخاسرة؟
ربما لهم العذر، فالمحنة فوق الاحتمال، ولكن لقد "دقت على الروس طبول"، فالحل لإقامة دولة فلسطينية، لن يخرج إلا من هناك فى فلسطين، ولن يكون من مصر أو أى بلد عربى، الحل هو أن يصر الفلسطينيون على إعادة صياغة الداخل فى مواجهة الاحتلال، يجبرون قياداتهم على ما يريدونه، أو يزيحونهم ويأتون بغيرهم، وإذا لم يفعلوا، فلن تنفعهم أوهامهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة