أعتذر عن عدم الكتابة أمس السبت، فقد أفزعتنى، كما أفزعت الكثيرين، الجرائم الإسرائيلية فى غزة، ولا أحب الكتابة وأنا فى هذه الحالة، لأنها تكون مبنية على الانفعال، كما كان صعباً أن أكتب عن أى شىء آخر.
ودعنى أفكر معك بصوت عالٍ:
1- هذه لم تكن الجريمة الأولى لإسرائيل، كان معروفاً ومعلناً أن هذه الضربة ستتم، وفى الغالب لن تكون الأخيرة.
2- وكان معروفاً أيضاً أن حماس ونظم الحكم مثل سوريا وإيران ووسائل إعلام مثل الجزيرة، وحتى داخل مصر، ستلعن بكل قوتها كل الأنظمة العربية قليلاً، وستركز على أن الإدارة المصرية هى المسئولة.
3- كما كان متوقعاً بناءً على أداء حماس، أنها تريد الوصول إلى نقطة الصدام، رغم أنها تعرف جيداً أن توازن القوى ليس فى صالحها على الإطلاق، وأن صواريخها لن تشكل قوة ضغط حقيقية، بمعنى أنها لن تشكل قوة ردع لإسرائيل.
الخلاصة التى أفكر فيها معك بصوت عالٍ، أن المشهد كله ليس جديداً رغم مأساويته، فهل يمكن أن نفكر معاً فى حلول تكون قابلة للتحقيق على الأرض، وليست من النوع المستحيل التحقق، مثل خروج الجيوش العربية لتحرير فلسطين، أعتقد أنه ممكن، بل وضرورى أن لا نكتفى بالهتافات والشتائم ونفكر فى اقتراحات منها ما يلى:
1- ليس أمام حماس والسلطة الفلسطينية، سوى الوصول إلى اتفاقات واضحة حول خطة العمل القادمة فوراً، ومن المؤكد أن التنازلات ستكون أكبر من جانب حماس إذا أرادت حماية أهلنا فى غزة من المجازر، وإذا لم تفعل سيستمر الذبح.
2- التوقف عن ابتزاز الشعوب العربية، فحتى لو خرجت مظاهرات بالملايين فى الشوارع، فهى مجرد عامل ضغط خارجى، بينما الحل الجذرى هناك فى داخل فلسطين، والخارج مجرد قوى مساعدة ومساندة.
3- أى إذا لم يكن هناك حل سياسى داخلى بين الفلسطينيين، فلن يستطيع أى أحد أو أية قوة أن تنقذهم مما هم فيه.
هذه اقتراحاتى وقد تكون خطأ، وقد يكون هناك أفضل منها يمكن أن تفكر أنت فيها ونناقشها جميعاً، ولكن فى كل الأحوال، أعتقد أن علينا التوقف عن الصراخ، ونفكر جدياً ماذا نفعل؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة