ليست لدى مشكلة فى أن تخرج مظاهرات فى العاصمة السورية تندد بالحكومة المصرية، بل وبالرئيس مبارك شخصياً، فنحن هنا فى مصر نفعل ذلك وأكثر منه، ولكن لا يمكننى أن أصدق أن هذه المظاهرات التى احتجت هناك أمام السفارة المصرية فى دمشق، حسنة النية، أو هدفها الدفاع عن أهلنا فى غزة ودفع الحكومة المصرية لفك الحصار عنها.. لماذا؟
لأننى لم ولن أسمع عن أى مظاهرة خرجت لتندد بأصغر مسئول سورى، ولم أسمع ولن أسمع عن مظاهرات رفعت ولو شعاراً واحداً يندد بأى سلوك للرئيس السورى بشار الأسد ومن قبله والده حافظ، كما لم أقرأ ولن أقرأ فى أى صحيفة سورية أى انتقاد جاد للسياسات السورية .. فكيف يمكننى أن أصدق من يصمتون على الاستبداد والقمع فى سوريا، عندما ينتقدون الرئيس المصرى، وكيف يمكننى أن أصدق أن هذه المظاهرات لم تخرج بأوامر من الحكومة السورية، أو بتنسيق تام معها؟!
هذا لا يعنى أن موقف الإدارة المصرية تجاه غزة صحيح، فقد كتب الكثيرون وشنت الكثير من الصحف الحملات، بل إن قاضٍ جليل مثل المستشار محمود الخضيرى وصف من يراهم السبب فى حصار غزة، يقصد الحكومة المصرية وليس حماس، بالخيانة، فهل يجرؤ أحد هناك فى سوريا على أن يقول واحداً على مليون من ذلك؟!
بالطبع مستحيل، فنظام الحكم المستبد الفاشى هناك يسمح بحرية مدحه، وحرية سب أعدائه، أما من يجرؤ على الاعتراض ولو قليلاً فمصيره معروف، ويمكن الرجوع إلى تقارير المنظمات الحقوقية لنعرف تفاصيل مروعة.
لكن الذى يحيرنى هو كيف تتعامل السلطة الحاكمة هناك بكل هذا الصلف، وهى لم تقدم شيئاً للشعب السورى أو للقضية الفلسطينية، فلم نسمع أن مستوى المعيشة هناك مرتفع، ولم نسمع عن أى هامش حرية، كما لم تطلق هذه السلطة رصاصة واحدة فى اتجاه إسرائيل لتحرير الجولان المحتل، ولم تخض حرباَ عندما كان جيش إسرائيل يحتل لبنان، ولم تنتفض كرامة مسئول هناك عندما تنتهك إسرائيل أو الإدارة الأمريكية أرضها.
فمن أين تكتسب شرعيتها، ومن أين يأتى رئيسها بشار بكل هذا الغرور وكأنه محرر العرب؟!
الإجابة أنتظرها من الذين يدافعون عن نظام حكم بشار الأسد هنا فى مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة