قالت له يوما في مساء أحدى الليالي الشتائية حين ألتقت به، وكان الهدوء يكسو الوجود من حولهما، فالبرد يدب في أوصالهما كما يدب في الوجود المحيط بهما، قالت له: إن قلبه لم يعرف الحب يوما.
قادهما النادل فور وصولهما إلى طاولة صغيرة مستديرة مصنوعة من خشب الماهونجي الأحمر اللامع في ركن يبدو كأنه منفصل عن باقي المطعم ومجاورلنافذة طويلة تطل على الشارع الرئيسي...
كانت قطرات المطر تنقر زجاج النافذة المطلة على حديقة البناية... لفت انتباهها منظر الحديقة وكأنها تلحضها لأوّل مرة..
"لماذا تطلق عليه هذا الاسم؟" "لم تكن فكرتي." "آها، فهمت" قالتها بكل اللامبالاة التي في هذا الكون مشيحة بوجهها عنه وهي تتململ في كرسيها غير المريح.
إنها السابعة والنصف صباحًا ولم تنم بعد.. رغم أنها لا تفكر وليست لديها قضية يدور بها رأسها كالعادة.. وليست لديها نية لشغل رأسها بأى شىء..