الكلب الأسود.. قصة قصيرة لـ شيماء بن عمر

الأحد، 22 سبتمبر 2024 05:00 ص
الكلب الأسود.. قصة قصيرة لـ شيماء بن عمر شيماء بن عمر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"لماذا تطلق عليه هذا الاسم؟"
"لم تكن فكرتي."
"آها، فهمت" قالتها بكل اللامبالاة التي في هذا الكون مشيحة بوجهها عنه وهي تتململ في كرسيها غير المريح...
ولما قد تبالي سيدة مثلها بكلبه الأسود الذي يحمله معه أينما يذهب؟
كانت تتظاهر بالمساعدة، كيف له أن لا يكتشف ذلك؟
"يالني من غبي"
لم يحن وقت رحيله بعد، ولكن لا فائدة من البقاء. كانا يسيران في طريق مسدود كليا. كانت تعلم أنه يعلم. دفع نفقات ضجرها كاملة ورحل في صمت كما أتى اول مرة.
في عالم النساء تسيرالأمور هكذا، او ربما هكذا يجب ان تسير: بخبث وهدوء.
حسنا...
لا يعلم من قام بجلبه حينها، الامر ليس مهما عندما يعود بذاكرته الى الوراء ولكنه كان بالكاد يبلغ ثلاثة أو أربعة عشر ربيعا ويلبس نظرات قبيحة...
لم يقل له أحد انها قبيحة ولكن لم يقل أحد انها ليست ذلك أيضا.
لم ير أي أحد يلبس مثلها.
كانت شيئا قبيحا ومميزا.
وما الذي يعرفه هوعن تربية الكلاب؟... يا إلهي ما هذه الورطة!
لم يدم الامر طويلا ليكتشف كم كان حاد الذكاء وسريع التأقلم، لم يكن يعلم الى أي فصيلة ينتمي ولكنه كان شديد القوة وكثير النهم ولا يكف عن النمو.
"لأكون عادلا، كان يحميني في كثير من الأحيان من المضايقات والتنمر والغباء ولكنني أصبحت اخافه معظم الوقت لما أمسي عليه من ضخامة وشراسة..."
يلازمه كضله أينما ذهب...
لا يدرى أحبا كان ذلك أم شيئا آخر يشبهه...
شيء أكبر بكثير من ادراكه.
اشتد عوده وضمن مغفرته ..ذلك الوغد!
يغيب لأيام ولكنه ذكي فيما يتعلق بالمسافة، لم يكن يطيل الغياب فهو يعود كل مرة ليجلس تارة تحت أرجله او فوق كتفاه وعلى الرغم من وزنه الضخم كان يحتمل إصراره على اللعب والقفز والحركة.
كان يغرق في الظلام يوما بعد يوم...
يغرق امامه ولا يريد انقاذه... "قلتها سابقا، لقد تمكن من راسي وضمن مغفرتي..."
تبدلت الأدوار فجأة بدون أي مباركة منه.
أصبح يطعمه متي سمح له الوقت ويهتم به متى ما أراد ذلك ولكنه... غاضب، غاضب دائما وكأنه يعاني من متلازمة السعار.
لئيم، بدائي وهمجي!
أصبح يحرمه الطعام لأيام ويسجنه داخل عقله لأسابيع، يرفض ان يستحم او ان يقابل الأصدقاء.
نفره كل من حوله بسببه لأنهم لم يفهموه، كان خفيا ويستمد قوته من خفائه.
"لقد التهمني كلبي الأسود كليا " قالها في إستسلام أخيرا...
إلتهمه بدون شفقة..بلا رأفة ..أو أنياب..










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة