اكتشاف وعاء خزفى نادر من القرن الخامس عشر فى جزر الكنارى

اكتشف علماء الآثار فى مدينة لا بالما فى جزر الكنارى، وعاءً خزفيًا نادرًا سليمًا يعود تاريخه إلى الغزو القشتالى، مما يوفر رؤى جديدة حول ثقافة الغوانش في وفقا لما نشره موقع greekreporter.

تم الاكتشاف في كهف لاس جيميناس، الواقع في بارانكو دي لوس غوميروس بمنطقة تيخارافي، على الساحل الشمالي الغربي لجزيرة لا بالما، ينتمي الإناء إلى المرحلة الرابعة (IVb)، وهي الطراز الخزفي السائد في أواخر القرن الخامس عشر، عندما عززت مملكة قشتالة غزوها لجزر الكناري.

القطعة الأثرية تتحدى الافتراضات السابقة

يتميز هذا الإناء بحفظه وحرفيته العالية، معظم خزف الغوانش من هذه الفترة قطع بسيطة وعملية، إما غير مزخرفة أو عليها آثار أظافر بدائية، على النقيض من ذلك، تتميز القطعة الأثرية المكتشفة حديثًا بزخارف غنية، تعكس مستوىً فنيًا رفيعًا من التفاصيل، نادرًا ما يُنسب إلى فخار السكان الأصليين في الجزر.

وأشاد المسئولون المحليون بهذا الاكتشاف باعتباره نقطة تحول في فهم الثقافات، وقالت يايزا كاسيريس لورينزو، عمدة تيخارافي، إن هذا الاكتشاف يمثل نقطة تحول في فهم جذور الجزيرة، التي يجب مواصلة دراستها وحمايتها ومشاركتها.

وأكدت التزام المدينة بدعم المبادرات التي تثري التاريخ المحلي وتعزز الهوية الثقافية.

ونُقل الإناء إلى ورشة ترميم مؤقتة بعد أعمال التنقيب، وصرحت المرممة سالومي غونزاليس رودريغيز بأن العملية كانت صعبة ومثمرة في آن واحد، مؤكدةً أهمية الحفاظ على أصالتها من خلال معالجات قابلة للعكس وتضمنت أعمال الترميم التوثيق والتنظيف والتثبيت، لضمان الحفاظ على القطعة على المدى الطويل.

رمز للذاكرة

وقال علماء الآثار إن الإناء ليست مجرد قطعة أثرية نادرة، فملامحها الزخرفية تتحدى الافتراضات السابقة حول الثقافة المادية للغوانش، وتشير إلى مجتمع حافظ على إبداعه وهويته حتى مع انتشار الفتوحات من حوله.

ويؤكد هذا الاكتشاف على قيمة البحث الأثري في جزر الكناري، حيث لا تزال بقايا الثقافة الأصلية تظهر على الرغم من قرون من الاستعمار.

ويشير الباحثون إلى أن كل اكتشاف يساعد في بناء صورة أكثر وضوحًا عن شعب أواريتاس، وقدرتهم على الصمود، والإرث الثقافي الذي نجا بعد دمار الغزو.