أكدت رئيس الإدارة المركزية للعلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة الدكتورة رانيا عبد اللطيف أن مشاركة مصر فى المؤتمر العالمى للسياسات الثقافية والتنمية المستدامة (موندياكولت 2025) بمدينة برشلونة الإسبانية، أهم مشهد ثقافي في مصر على مدار العام، خاصة أن المؤتمر يتضمن أهم اجتماعات صانعي السياسات الثقافية على مستوى العالم، وتنظمه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو".
وقالت رانيا عبد اللطيف في تصريحات صحفية إن تمثيل وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو لمصر في مؤتمر (موندياكولت 2025)، يؤكد أن الثقافة تأتي على رأس أولويات العمل الحكومي المصري، ويعد تأكيدا كبيرا على اهتمام مصر بالعمل الثقافي، في ظل الدعم الذي توليه القيادة السياسية لهذا القطاع.
وأضافت أن مصر محط اهتمام دولي حالياً وتجذب أنظار العالم في أي محفل دولي، نظراً للدور الريادي الذي تلعبه في متابعة القضايا الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والوضع في غزة وذلك على كل المستويات، ولذلك فإن مشاركة مصر في المؤتمر تكتسب أهمية خاصة هذا العام.
وذكرت أن هذا المؤتمر، الذي يشهد مشاركة 194 دولة، يختص برسم السياسات الثقافية ووضع أجندة العمل الثقافي للدول المشاركة، مشيرة إلى أنه منذ بدء تنفيذ خطة عمل وزارة الثقافة مع بداية العام، كان تعزيز التمثيل الثقافي المصري بالخارج على رأس أولويات هذه الخطة، فهناك جهود كبيرة تبذل على مدار العام بالتنسيق مع وزارة الخارجية ووفقاً لتوجيهات القيادة السياسية ليصبح دور وزارة الثقافة موازيا للحراك السياسي تأكيداً على الدور المهم التي تلعبه القوى الناعمة للدولة المصرية على الساحة الدولية.
وأوضحت أن أهمية تمثيل مصر في هذا المؤتمر تأتي في إطار محورين، الأول سياسي حيث إن هذا الاجتماع من أهم اجتماعات صانعي السياسة الثقافية، ويضم أكبر عدد لوزراء الثقافة على مستوى العالم تحت قيادة منظمة اليونسكو، ومن المقرر أن يخرج عنه توصيات تدير المشهد الثقافي على الساحة الدولية، أما المحور الثاني فهو أهمية التوقيت، حيث انعقد هذا الاجتماع بعد أيام قليلة من زيارة ملك إسبانيا المهمة إلى مصر وقبل التصويت على منصب مدير عام منظمة اليونسكو، حيث تخوض مصر السباق بمشاركة المرشح الدكتور خالد العناني، والذي يمثل القارة الإفريقية بأكملها وليس فقط الدول العربية، وذلك بعد حصوله على دعم الاتحاد الأفريقي في مايو الماضي، وكذلك قبل أيام من افتتاح المتحف المصري الكبير.
ولفتت رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة إلى أن المؤتمر هذا العام يؤكد رسائل مهمة، وهي دور الثقافة في تعزيز السلام والتنمية الثقافية والمجتمعية وكذلك هناك رسائل متعلقة بالذكاء الاصطناعي، ولذلك اختارت مصر محور الحقوق الثقافية، لأنه يشمل كل أبعاد العمل الثقافي، لعرض الجهود المصرية المبذولة على الأرض خاصة نشر العدالة الثقافية والخدمة الثقافية في كافة ربوع الوطن، في إطار الحرص على بناء الإنسان المصري.
وشددت على أن وزير الثقافة سيلقي الضوء أيضاً، على حقوق الملكية الفكرية، واكتشاف المواهب والمبدعين وأهمية التراث وهو حق أصيل للأجيال القادمة وكذلك دور الصناعات الثقافية والإبداعية في نشر الثقافة المصرية.
وتابعت الدكتورة رانيا عبد اللطيف أن العمل الثقافي حالياً يقام على قياس الأثر في المجتمع من حيث انتشار الثقافة والزخم على المستوى المجتمعي وعلى المستوى الخارجي، ولذلك فإن هذه المشاركة لها مردود قوي، وكان هناك على مدار عام كامل دور كبير للمشاركة الخارجية المصرية في الاجتماعات الثقافية أبرزها اجتماعات البريكس مما يؤكد أن الثقافة أصبح لها دور كبير في تعزيز التنمية الدولية.
ونوهت بأن الفعاليات الثقافية المصرية حالياً تأتي في إطار مستهدفات الدولة والانتشار الثقافي على الأرض لتحقيق العدالة الثقافية ونشر الحقوق الثقافية وكذلك الزخم الخارجي الذي يتم بالتوازي مع الحراك السياسي.
وكان الدكتور أحمد فؤاد هنو، قد شهد أمس الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي للسياسات الثقافية والتنمية المستدامة (موندياكولت 2025)، الذي تنظمه منظمة اليونسكو بمدينة برشلونة الإسبانية، بمشاركة وزراء الثقافة من مختلف دول العالم، وممثلي المنظمات الدولية والمجتمع المدني.
وعلى هامش الجلسة، التقى وزير الثقافة بعدد من نظرائه من وزراء الثقافة المشاركين، حيث تناولت اللقاءات سبل تعزيز التعاون الثقافي وتبادل الخبرات، وبحث آفاق جديدة للشراكات الدولية في المجالات الفنية والإبداعية.