غيّرت جمجمة قديمة عُثر عليها في الصين مسار التطور البشري، أفادت دراسة أجراها شياوبو فنج من كلية التاريخ والثقافة بجامعة شانشي، أن الأحفورة التي يبلغ عمرها مليون عام من يونشيان بمقاطعة هوبي، تنتمي إلى سلالة انفصلت عن الإنسان الحديث قبل حوالي 1.3 مليون عام، وفقا لما نشره موقع" greekreporter".
وتشير النتائج، التي نشرت في مجلة ساينس ، إلى أن أصل مجموعات الإنسان الرئيسية يعود إلى ما يقرب من 400 ألف عام، استُخرجت الجمجمة الجزئية، المسمّاة "يونشيان 2"، من رواسب مصاطب نهر هانجيانغ في أواخر ثمانينيات القرن العشرين، وُجدت بالقرب من أدوات حجرية وعظام أفيال ووحيد القرن منقرضة، مما يُشير إلى نظام بيئي غنيّ في السهول الصينية.
أدى الضغط الشديد من التربة المحيطة إلى تشويه العظم، تاركًا شكله الحقيقي مخفيًا خلف الشقوق والانحناءات، وتعثرت عدة محاولات سابقة لقراءة الأحفورة لأن الضرر حجب محيطها الخارجي والعديد من أسطحها الصغيرة.
التكنولوجيا تكشف أسرار الجمجمة التالفة
حوّل فريق فنج هذه العقبة إلى ميزة، غذّوا آلاف شرائح التصوير المقطعي المحوسب ببرنامج جديد قادر على وسم شظايا الأحافير، وإزالة الطبقة الصخرية، وإعادة القطع إلى مكانها كما لو كانت أحجية ثلاثية الأبعاد.
حتى أن البرنامج عوّض عن الأجزاء المكسورة بمحاكاة الجانب السليم من الجمجمة، والنتيجة جمجمة افتراضية شبه مكتملة، يمكن تدويرها وقياسها ومقارنتها دون أي خطر على الأصل.
تشير الدلائل إلى فرع جديد في السلالة البشرية
قام الباحثون برسم 533 معلمًا تشريحيًا من Yunxian 2 مقابل 178 أحفورة وأشخاص أحياء آخرين، وفي تلك الخريطة ثلاثية الأبعاد، تتجمع العينة الصينية مع جماجم آسيوية من منتصف العصر البلستوسيني مثل هاربين ودالي وجينيوشان، وتبرز منفصلة عن كل من إنسان نياندرتال والإنسان العاقل .
وقد أظهرت اختبارات التأريخ الإحصائية المتقدمة أن الانقسام بين الفرعين حدث منذ حوالي 1.32 مليون سنة، أي قبل وقت طويل من التقديرات الجينية السابقة التي تراوحت بين 500 ألف إلى 700 ألف سنة.
يشير هذا الانقسام الأعمق إلى أن إنسان دينيسوفا وإنسان نياندرتال والإنسان الحديث سار كل منهم على مسارات تطورية منفصلة لفترة أطول بكثير مما كان يُعتقد في السابق.
وهذا يشير أيضًا إلى أن الاختلاط الجيني الذي شوهد في الهياكل العظمية اللاحقة حدث بين مجموعات كانت قد سلكت مسارات مميزة بالفعل.

جمجمة من الصين