أحمد التايب

الشرق الأوسط وأجواء ما قبل الحرب

الإثنين، 29 سبتمبر 2025 01:36 ص


توتر متزايد واحتمالات التصعيد باتت كبيرة، بعد أن عادت كل العقوبات الأممية التي كانت مفروضة على إيران قبل توقيع الاتفاق النووي لعام 2015، وذلك بعد انقضاء مهلة آلية الزناد التي أطلقتها الترويكا الأوروبية (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا) ، تزامنا مع ضبابية كبيرة للموقف الأمريكي في ظل الاجتماع الطارئ الذي دعا إليه وزير الدفاع بيت هيغسيث، والذي سيحضره المئات من كبار قادة الجيش في قاعدة كوانتيكو بولاية فرجينيا، فضلا عن قرار الرئيس ترامب الحضور، ليتساءل الجميع ماذا يدور؟.. خاصة أن الشرق الأوسط بات على برميل من الباردود قابل للانفجار في ظل مواصلة إسرائيل العدوان على غزة وتصعيدها المتزايد على كل الجبهات في سوريا وفى لبنان وفى اليمن، وفى ظل ما أحدثه اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة من تحولات نوعية في المواقف الأوروبية تجاه أمريكا وإسرائيل ما أقلق ترامب وأغضبه وما أشعر إسرائيل إنها نحو عزلة دولية لا محالة..

كل هذا يتزامن مع رد إيران المتصاعد والذى جاء على لسان الرئيس الإيراني بزشكيان، والذى قال: نختار طريق الصمود في مواجهة اسرائيل وأمريكا.. وبعدما طرح البرلمان الإيراني مناقشة خطوة الخروج من معاهدة حظر الانتشار النووي كإجراء تهديدي تجاه الغرب، مؤكدًا أن النية للخروج موجودة وأن إيران تستطيع القيام بذلك في أي وقت، لتصبح الحقيقة الواضحة بعد كل هذه الأحداث أن ما يجرى بمثابة تحول خطير يهدد ما تبقى من المسار الدبلوماسي الإيراني.

والخطر كل الخطر، أن هذه العقوبات تعود بإيران رسميا إلى وضع قانوني ينضوي تحت طائلة الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يطبق في حالات تهديد السلم والأمن الدوليين، كما ورد في القرار الدولي العقابي على إيران رقم 1737 الصادر عام 2006، ما قد تستغله أمريكا وأوروبا لتحقيق ما تريده إسرائيل، بالقيام بتدخلات عسكرية، خاصة أن مثل هذه الإجراءات السياسية ينظر إليها كونها تمهيد لعملية عسكرية من المحتمل أن تقوم بها أمريكا وإسرائيل في المدى القريب، لكن سيكون النظام الإيراني هو المستهدف هذه المرة..

وفى ظل هذه الأجواء، من المهم الانتباه إلى أن حديث ترامب عن خطة لإنهاء الحرب في غزة قد يكون في إطار المراوغة المقصودة لإشغال المنطقة بآمال نهاية الحرب لحين انتهاء اسرائيل من تجهيزات المرحلة القادمة من عدوانها القادم سواء بالدفع بتنفيذ مخطط التهجير في غزة، أو الانتقال إلى العراق كما حذر نتنياهو في الأمم المتحدة، أو التوجه مجددا نحو إيران.. وهو ما يجب الانتباه إليه جيدا في ظل اتباع ترامب دائما لسياسة الخداع الاستراتيجي والإصرار على تحقيق ما تريده إسرائيل من ناحية ولتحقيق أهدافها من جهة أخرى..




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب