فيسبوك
واتساب
اكتشف علماء الآثار بقايا ملعب عمره حوالى 1800 عام فى مدينة سيدرا اليونانية القديمة الواقعة فى منطقة ألانيا بأنطاليا جنوب تركيا، وتشير النقوش الموجودة فى سيدرا إلى أن الملعب كان للمصارعة والملاكمة، كما استضاف أيضًا مهرجاناتٍ دينيةً واحتفالاتٍ إمبراطورية.
اكتشاف ملعب فى القسم الجنوبى
وفى هذا الإطار صرح مدير التنقيب، إرتوج إرجورر، بأن أعمال هذا الموسم ركزت على الجزء الجنوبي من الموقع، وحدد الباحثون هناك الملعب الذي طال انتظاره، وفقا لما نشره موقع greekreporter.
وقال إرجورر: "كنا على علم بصفوف المقاعد، لكننا لم نتمكن من تحديد موقع الهيكل بسبب التضاريس شديدة الانحدار على ارتفاع 340 مترًا، وأخيرًا، اكتشفنا ملعبًا يبلغ طوله حوالي 200 متر وعرضه 16 مترًا"، مضيفًا أن وجود ملعب هنا يدل على أن سيدرا كانت مدينة متطورة ومزدهرة ولها مكانة مميزة في المنطقة".
مدينة ذات تاريخ متعدد الطبقات
تحافظ سيدرا على آثار الحضارات اليونانية والرومانية والبيزنطية والسلاجقة الأناضولية، وتُجرى أعمال التنقيب في إطار مشروع "تراث المستقبل" التابع لوزارة الثقافة والسياحة، والذي يُسلّط الضوء على أهم المواقع التاريخية في جميع أنحاء البلاد.
تشتهر المدينة بشوارعها ذات الأعمدة، وكهف المعمودية، وحماماتها، وقاعة الاجتماعات، وخزاناتها، وسلالمها، وأنظمة المياه المتطورة، كما اكتشف علماء الآثار فسيفساء مستوحاة من الأساطير اليونانية ، بما في ذلك أعمال هرقل الاثني عشر ، وتماثيل نايكي ، معبود النصر.
وتعكس الاكتشافات الأخرى، مثل الفسيفساء بالقرب من الحمامات الرومانية وخزان يبلغ طوله خمسة أمتار تم تعديله باستخدام حجارة جنائزية أعيد استخدامها، براعة سكانها.
مركز للرياضة والحياة المدنية
يُعتقد أن الملعب يتسع لما بين ألفين وثلاثة آلاف شخص، وقد نُحِت مباشرةً في الصخر، ولا يزال قسمه الشمالي محفوظًا جيدًا، بينما تضرر جانبه الجنوبي بسبب جدران التحصين التي بُنيت في القرون اللاحقة.
كشف علماء الآثار عن صفوف مقاعد، وسلالم، وكتل حجرية منحوتة بدقة، وقال إرجورر بأن المبنى ربما كان يضم مزيجًا من المقاعد الحجرية والخشبية، على غرار مسرح المدينة، ولا تزال أعمال التنقيب مستمرة للكشف عن الأجزاء المتبقية.
مدينة تشكلت من خلال التأثير اليوناني والروماني
توسّعت هوية سيدرا المدنية في ظل الحكم الروماني، حين سكّت عملاتها المعدنية ووفّرت الدعم لسكان يُقدّر عددهم بنحو 5000 نسمة، تُظهر النقوش وجود قدامى المحاربين الرومان، بينما تعكس هندستها المعمارية اندماجًا بين المُثُل المدنية اليونانية والتأثير الإمبراطوري الروماني.
ويعزز هذا الاكتشاف سمعة مدينة سيدرا كمركز ثقافي ورياضي في العصور القديمة، ويسلط الضوء على أهميتها بين المدن القديمة في جنوب تركيا.
