اكتشف علماء الآثار في ليتشي، إيطاليا، حصنًا بيزنطيًا يعود تاريخه إلى القرنين الخامس والسادس الميلاديين، يُعيد هذا الاكتشاف صياغة المعرفة بتاريخ المدينة في العصور الوسطى، وفقا لما نشره موقع" greekreporter".
المدرج الروماني
يتركز التنقيب بين ساحة سانت أورونزو وشارع ألفينو، بالقرب من المدرج الروماني الذي لا يزال يهيمن على المركز التاريخي، وقد كشفت أعمال إعادة رصف الشوارع أواخر عام 2024 عن أجزاء مألوفة من المعلم الأثري، بما في ذلك الكهف والجدار الدائري وثلاثة أعمدة محيطية.
جدران غير متوقعة تكشف عن حصن
ما لم يتوقعه الباحثون هو ظهور جدران ضخمة شمال المدرج مباشرةً، كشفت الحفريات أنها تنتمي إلى نظام تحصينات يضمّ البنية الرومانية.
بُني الجدار الرئيسي، الذي يبلغ عرضه 3.7 أمتار، والذي لا تزال بعض أجزائه محفوظةً حتى ارتفاع يزيد عن مترين، بطريقة "الساكو"، احتوى لبه على تراب وحجر، بينما بُنيت واجهاته الخارجية من كتل كبيرة مُعاد استخدامها، أُخذت من المدرج والآثار المجاورة.
قلعة بنيت في عصر مضطرب
يبدأ الجدار من أعمدة محيط المدرج، ويمتد شمالًا لمسافة ستة عشر مترًا تقريبًا، ثم ينعطف شرقًا أسفل المباني الحديثة المحيطة بالساحة، وتشير الأدلة الطبقية إلى أن تاريخ بنائه يعود إلى القرنين الخامس والسادس الميلاديين، وهي حقبة مضطربة اتسمت بعدم الاستقرار السياسي وانعدام الأمن.
بحلول ذلك الوقت، كان المدرج قد فقد وظيفته بالفعل بعد انتشار المسيحية وقرار الإمبراطور هونوريوس عام 404 الذي حظر الألعاب المصارعة.
دفاعات معززة للبرج
في مرحلة لاحقة، خلال أوائل العصور الوسطى، عُزِّزت الدفاعات ببرج دائري قطره حوالي اثني عشر مترًا، بُني البرج من نفس الكتل المُعاد استخدامها، ومن المرجح أنه استجاب لاحتياجات تكتيكية جديدة أو لتهديدات حصار.
يشبه الجدار المستقيم على طول شارع ألفينو هيكلًا من الكتل المُعاد استخدامها، اكتشفه عالم الآثار كوزيمو دي جيورجي في أوائل القرن العشرين أثناء تشييد مبنى بنك إيطاليا، يعتقد الباحثون الآن أن كليهما ينتميان إلى نفس المجمع المُحصّن، الذي أعاد استخدام الجزء الأكبر من المدرج، وهو أبرز مباني ليتشي الرومانية.
أصبح المدرج كاسترونًا بيزنطيًا
يعكس هذا التحول اتجاهًا أوسع نطاقًا في جميع أنحاء إيطاليا، حيث أُعيد توظيف الآثار الرومانية وتحويلها إلى حصون، في ليتشي، تحوّل المدرج إلى قلعة بيزنطية، حيث كان بمثابة حصن عسكري ومركز سياسي في آنٍ واحد، يُبرز اعتماد هذا المصطلح اليوناني البصمة الثقافية والإدارية لبيزنطة في جنوب إيطاليا.

حصن بيزنطى