فيسبوك
واتساب
في الفترة الأخيرة ومع اعتماد الكثير من القطاعات على السوشيال ميديا في التسويق وخاصة القطاعات الاقتصادية، استطاعت أن تحل السوشيال ميديا بديلا عن المعارض العقارية، التي كانت تعد الوسيلة الأكبر تفاعلا في القطاع العقارى وتنتظرها الشركات العقارية وكذلك المهتمين بالقطاع العقاري، لانها كانت الوسيلة الوحيدة التي تتيح فرصة الالتقاء وجها بوجه بين العميل والشركة المقدمة للخدمة.
ولكن مع التطور الكبير التي شهدته السوشيال ميديا واعتماد الكثير من المواطنين عليها حتى في الحصول على المعلومة، لجأت الشركات العقارية أيضا لاستخدامها وسيلة أيضا في جذب العملاء بصورة أكثر من الإعلانات التقليدية التي كانت تتبع منها إعلانات الاوت دور وإعلانات الصحف والمجلات وكذا حتى الإعلانات التليفزيونية، فأصبحت السوشيال ميديا قادرة على استهداف العملاء بشكل أكثر فاعلية فضلا عن انخفاض التكلفة مقارنة بالإعلانات الأخرى.
ومع تطور السوشيال ميديا، لم تستطع الشركات المسئولة عن تنظيم المعارض العقارية عن مواكبة هذا التطور، من خلال اللجوء للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعى بحيث تكون هناك مقابلة افتراضية بين العميل والشركة، كما لم يتم الاستغلال بشكل أفضل لجذب العملاء بصور مختلفة والاعتماد على الأدوات التقليدية فحسب، وهو ما جعل العزوف عن معرض سيتى سكيب والذى يعد أكبر المعارض العقارية في مصر والشرق الأوسط، من قبل الشركات أمر طبيعى ومنطقى، فبخلاف الازمة المالية التي تعانى منها شركات العقارات في الفترة الأخيرة، لكن الجدوى التي تعود على الشركات المشاركة في المعارض أصبحت بلا جدوى بالمقارنة بما تجنيه هذه الشركات من استغلال السوشيال ميديا في تسويق منتجاتهم واستهداف العملاء بشكل أكثر دقة واحترافية.
والكثير يعلم أن السوشيال ميديا أصبحت القناة الأساسية الأولى للتسويق العقاري، سواء عبر الإعلانات الممولة، الفيديوهات التوضيحية، أو حتى الجولات الافتراضية، فضلا عن أنها تتيح الوصول لعدد ضخم من العملاء المستهدفين بسرعة وبتكلفة أقل من المعارض، وتوفر تفاعلًا مباشرًا وسريعًا مع العملاء، بالمقارنة بالمعارض العقارية والتي لم تعد المصدر الأساسي للعميل كما في السابق، لكنها بقيت منصة مهمة لبناء الثقة، والتواصل المباشر، وإتمام الصفقات الكبيرة، وتُستغل أكثر في الإطلاقات الكبرى أو للترويج للمشروعات الفاخرة، ونستطيع أن نؤكد أن السوشيال ميديا حلّت محل المعارض في التسويق الأولي والوصول للعميل.
ومن هنا نود أن نؤكد أنه يجب على الشركات المسئولة عن تنظيم المعارض العقارية، تطور فكرها والياتها بصورة أكثر تفاعلا وتناسب التطور التكنولوجى الذى نشهده في هذا العصر ، والعمل على الاحتفاظ بقيمة المعارض العقارية أو ما تبقى منها حتى لا نأتى في أحد الأيام وتختفى تلك الأداة المهمة التي كانت تمثل الفرصة الحقيقية للالتقاء وجها بوجه بين العيل والشركة، فضلا عن ضرورة أن يتنازل تلك الشركات المنظمة عن جزء من الربح في تطوير اليات المعارض العقارية حتى تكون هناك نقلة نوعية حقيقة في المعارض العقارية، والابتعاد عن الطرق التقليدية.
