محمود عبدالراضى

يوم وطني سعودي بنكهة التعاون العربي

الإثنين، 22 سبتمبر 2025 09:47 ص


تحتفل المملكة العربية السعودية في هذه الأيام بيومها الوطني وسط مناخ من النجاحات والإنجازات التي تحققت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

وقد سنحت لي الفرصة بزيارة المملكة عدة مرات، وكل مرة كنت أشهد تحولًا وتقدمًا ملموسًا في مختلف جوانب الحياة.

ما تقدمه المملكة من جهود سنوية في خدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين محل تقدير عالمي، سواء من حيث التنظيم أو حسن الاستقبال، وهو ما يعكس صورة مشرفة عن بلاد الحرمين الشريفين.

كما أن سفارة المملكة في القاهرة، بقيادة السفير صالح بن عيد الحصيني، تواصل أداءها المتميز في تمثيل المملكة، من خلال ما تقدمه من تسهيلات وتعاون، يعكس صورة متحضرة تعكس روح الانفتاح والتواصل.

العلاقات المصرية السعودية تمتد جذورها عميقًا في التاريخ، وهي علاقات أثبتت على مر العقود صلابتها وقدرتها على تجاوز مختلف التحديات. فقد سجلت القيادتان والشعبان في البلدين الشقيقين مواقف تاريخية تعكس عمق الروابط الثنائية، والتي تُرجمت في عشرات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تغطي مختلف مجالات التعاون.

العام الجاري شهد قمة ثنائية جمعت الرئيس عبد الفتاح السيسي وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ولم تكن هذه القمة سوى محطة من سلسلة لقاءات وتنسيقات مستمرة على مختلف المستويات، أبرزها اللقاء الذي جمع وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي بنظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان في الرياض، حيث ناقشا ملفات إقليمية ذات اهتمام مشترك، في مقدمتها الوضع الإنساني في قطاع غزة، مع تأكيد الجانبين على تطابق مواقفهما تجاه قضايا المنطقة.

كلا البلدين يرفضان بشكل قاطع التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية، ويؤكدان دومًا دعمهما للحلول السياسية والسلمية التي تضمن استقرار الدول العربية ووحدة أراضيها. وهو موقف ثابت في التعامل مع الأزمات في سوريا واليمن وليبيا والسودان، بما يضمن الحلول المستدامة ويحفظ المصالح الوطنية لتلك الدول بعيدًا عن التدخلات الأجنبية.

أما على صعيد التعاون الاقتصادي، فقد شهد العام الحالي نشاطًا كبيرًا في تبادل الزيارات الرسمية وتوقيع الاتفاقيات، كان أبرزها زيارة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إلى الرياض في الخامس عشر من سبتمبر، حيث تم الإعلان عن تفعيل اتفاقية حماية الاستثمارات السعودية في مصر خلال أسابيع، إلى جانب توجيه ولي العهد بضخ استثمارات بقيمة خمسة مليارات دولار كمرحلة أولى.

كما عقد مدبولي لقاءات مع عدد من الوزراء والمسؤولين السعوديين، واتفق الجانبان على تعزيز التعاون الاقتصادي في عدة قطاعات. وجاءت اجتماعات اللجنة السعودية المصرية المشتركة لتؤكد هذا التوجه، من خلال مراجعة الملفات وتحديد جداول زمنية للتنفيذ.

بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 5.7 مليار دولار في عام 2022، بينما تجاوزت الاستثمارات السعودية في مصر 6 مليارات دولار في قطاعات حيوية، فيما بلغت الاستثمارات المصرية في السعودية 1.4 مليار دولار، ما يعكس تنامي التعاون وتنوعه. وقد اتفق الطرفان على دفع هذه الشراكة نحو آفاق أوسع تواكب رؤيتي 2030 في البلدين.

على المستوى الثقافي، تبرز العلاقات السعودية المصرية من خلال مشاركة المملكة الدائمة في الفعاليات الثقافية بمصر، وحضور الفنانين المصريين في المشهد الفني السعودي، سواء عبر الحفلات أو المهرجانات أو التعاونات الفنية المتعددة. كما بحث وزير الإعلام السعودي خلال زيارته للقاهرة في فبراير الماضي آفاق التعاون الإعلامي مع نظرائه المصريين، بما يعزز المحتوى المشترك ويخدم الرؤى المتقاربة.

من اللافت كذلك إعلان المستشار تركي آل الشيخ عن تعاون فني مرتقب بين البلدين، فضلا عن تعزيز التعاون السياحي والثقافي بين البلدين، بما يساهم في تعميق أواصر الترابط بين الشعبين المصري والسعودي، وتحقيق مصالحهما المشتركة.

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب