حل لغز جاكسون بولوك بعد 77 عاما.. تحديد أصل اللون الأزرق في لوحته الشهيرة

الإثنين، 22 سبتمبر 2025 04:00 ص
حل لغز جاكسون بولوك بعد 77 عاما.. تحديد أصل اللون الأزرق في لوحته الشهيرة جاكسون بولوك

كتب عبد الرحمن حبيب

يُعتقد أن لوحة "رقم 1أ، 1948"، المعروضة في متحف الفن الحديث (MoMA) في نيويورك، ترمز إلى الحرية الإبداعية المطلقة واللامحدودة لجاكسون بولوك وتتميز هذه اللوحة بدوامات ديناميكية من الزيت وطلاء المينا، تتقطر من ارتفاع عالٍ على القماش لوحة لافتة تتناقض مع عنوان اللوحة البسيط والآن، وبعد 77 عامًا، حدد العلماء الصبغة "المنقرضة" التي استخدمها بولوك في رسم هذه التحفة الفنية إذ لأول مرة أن الفنان التعبيري التجريدي استخدم لونًا أزرق زاهيًا لم يكن متوفرًا لعقود.

ظلت اللوحة قيد الإنتاج من ثلاثينيات القرن الماضي حتى تسعينياته، بعد أن حظرها المجتمع الفني بسبب مخاوف من سميتها وفي وقت رسمها، كان بولوك الذي عانى من إدمان الكحول طوال معظم حياته على الأرجح يجهل مخاطر هذا اللون لكن الآن، وبعد أن عرف العلماء اللون الدقيق، تُقدم نتائجهم "سياقًا حاسمًا للحفاظ على أعماله" وفقا لديلى ميل البريطانية.

تُبرز هذه اللوحة تحديدًا، المسماة "رقم 1أ، 1948"، أسلوب بولوك الكلاسيكي "بالتنقيط" الذي اشتهر به. في الفترة التي أُنجزت فيها هذه اللوحة عام 1948 توقف بولوك عن إعطاء لوحاته عناوين مُلهمة، وبدأ بدلاً من ذلك بترقيمها.

ويتضح من النظر إلى العمل، تقطر الطلاء وتناثر على القماش، مما خلق عملاً نابضاً بالحياة، متعدد الألوان، وفوضوياً حتى أن بولوك أضفى لمسة شخصية على العمل، مضيفاً بصمات يديه بالقرب من أعلى اليمين، أشبه بتوقيع شخصي.

تُعد لوحة "رقم 1أ، 1948" مثالاً بارزاً على "لوحاته الحركية"، التي تُبرز الفعل المادي للرسم ويصفها فريق العلماء من متحف الفن الحديث وجامعة ستانفورد وجامعة مدينة نيويورك بأنها "واحدة من أكثر لوحاته الحركية شهرة" ويقولون: "تتداخل خيوط الألوان، وقطرات الأسود، وبرك الأبيض في ديناميكية متعددة الطبقات تُميز أسلوبه".

في حين أن الأعمال السابقة حددت الصبغات الحمراء والصفراء في اللوحة، إلا أن اللون الأزرق النابض بالحياة فيها "لم يُحدد" ولمعرفة المزيد، قام الباحثون بأخذ عينات من الطلاء الأزرق واستخدموا الليزر لتشتيت الضوء وقياس كيفية اهتزاز جزيئات الطلاء ما منحهم بصمة كيميائية فريدة للون، الذي حددوه بدقة بأنه أزرق المنجنيز، وهو صبغة صناعية كانت تُستخدم في الماضي في علب ألوان الفنانين.

ما هو أزرق المنجنيز؟

استُخدم أزرق المنجنيز أيضًا لتلوين أسمنت حمامات السباحة، ولكن توقف استخدامه في التسعينيات بسبب المخاوف البيئية والاشتباه في سميته ووفقًا لموسوعة مواد الحفظ والفنون على الإنترنت، يُمكن أن يُسبب استنشاق أو تناول أزرق المنغنيز اضطرابًا في الجهاز العصبي.

أزرق المنجنيز، وهو لون أزرق سماوي ساطع صُنع لأول مرة عام 1907، يصعب للغاية حتى اليوم تقليده بشكل صحيح عن طريق خلط الدهانات الموجودة.
 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب