هل تسببت لوحة رافاييل في وفاة فنان من شدة الغيرة؟

في عالم الفن، لا تقتصر القصص على الإبداع والجمال، بل تمتد أحيانًا إلى الأساطير والدراما النفسية، وهناك واحدة من أكثر الروايات إثارة تعود إلى لوحة القديسة سيسيليا التي رسمها رافاييل عام 1514، والتي يُقال إنها كانت السبب في وفاة الفنان فرانشيسكو فرانشيا من شدة الغيرة والانبهار، وفقا لما نشره موقع " news.artnet".

تُظهر اللوحة القديسة سيسيليا محاطةً بعدد من القديسين، تستمع إلى موسيقى سماوية بينما تتناثر الآلات الموسيقية عند قدميها، وقد أُعجب بها شعراء مثل بيرسي بيش شيلي، واعتبرت من أكثر أعمال رافاييل حيويةً وتأثيرًا.

بحسب المؤرخ الفني جورجيو فازاري، فإن فرانشيا، الذي كان فنانًا بارزًا ومديرًا لدار سك العملة في بولونيا، شعر بصدمة عميقة عندما رأى اللوحة لأول مرة، كان قد تلقى العمل من رافاييل نفسه لتركيبه في كنيسة سان جيوفاني، مع رسالة تسمح له بإصلاح أي خلل محتمل، لكن اللوحة كانت مثالية إلى درجة أنه شعر بأنه لا قيمة له أمام عبقرية رافاييل، مما أدى إلى انهياره النفسي ووفاته بعد فترة وجيزة.

أسطورة أم حقيقة؟

رغم أن فازاري هو مصدر هذه القصة، إلا أنه نفسه شكك في صحتها بعد ذلك، مشيرًا إلى أن وفاة فرانشيا ربما كانت نتيجة تسمم أو سكتة دماغية، وليس الحزن أو الغيرة، ومع ذلك، تبقى الرواية رمزًا لقوة الفن وتأثيره العاطفي العميق، حتى على المبدعين أنفسهم.

القديسة سيسيليا، التي ألهمت هذه اللوحة، تُعد من أشهر شهيدات روما، عُرفت برؤاها الصوفية وغنائها للتواصل مع الله، وقد ألهمت فنانين من أرتميسيا جنتيليشي إلى جماعة ما قبل الرافايليين.