على أعتاب عام دراسى جديد، تنشغل آلاف الأسر فى تجهيز أبنائها، بين كتب وحقائب وأحلام كبيرة لكن خلف هذه الصورة الطبيعية، هناك أطفال يدخلون المدارس بوجع خفى، أطفال غاب عنهم الأب، ليس بالموت أو القدر، بل بالجحود والتخلى.
أى عذر يمكن أن يبرر أن يعيش ابنك أو ابنتك بلا سند منك، وأنت حى تُرزق؟ كيف يطيب لك أن ترى طفلك يكبر دون أن تسأل عن احتياجاته، أو تسمع عن يومه الدراسي، أو تشاركه فرحة صغيرة؟.
الجد قد يتكفل بالنفقات، والأم قد تنهض بكل الأعباء، لكن مسؤوليتك كأب لا يسقطها أحد عنك، الأبوة ليست عقدًا ماليًا ولا اسمًا فى شهادة ميلاد، بل هى حضور، رعاية، وموقف لا يغيب.
قد تظن أن غيابك يمر دون أثر، لكنك تترك داخل أبنائك شروخًا عميقة لن تندمل بسهولة، الطفل الذى يرى أصدقاءه يُمسكون بأيدى آبائهم أثناء الذهاب إلى المدرسة في اليوم الأول للدراسة، ماذا تقول له حين يسأل: "لماذا أبى ليس هنا؟".
المدرسة لا تعنى أقلامًا ودفاتر فقط، بل بداية بناء شخصية، والطفل يحتاج إلى دعم أبيه النفسى أكثر من أى شيء آخر.
رسالة إلى كل أب غائب بإرادته:
غيابك ليس حرية شخصية، بل أنانية وجريمة صامتة فى حق من جئت بهم إلى الدنيا، إذا لم تستطع أن تكون سندًا لأبنائك، فلا تتوقع أن يسامحوك حين يكبرون.
الأبوة شرف ومسؤولية، ومن يتخلى عنها عن عمد، يُسقط عن نفسه أبسط معانى الإنسانية.