يجتمع عدد من قادة وزعماء الدول العربية والإسلامية في العاصمة القطرية الدوحة بعد غد الأحد، وذلك في قمة تهدف لبحث سبل الرد على العدوان الإسرائيلي السافر على قطر بعد استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمكتب حركة حماس خلال مناقشتها للمقترح الأمريكي لإبرام صفقة تبادل الأسرى والرهائن ووقف الحرب.
ما تقوم به إسرائيل خلال الأعوام الماضية هو عبث واستهداف واضح لأمن واستقرار الدول العربية سواء الخروقات السافرة المستمرة للأجواء اللبنانية واستهداف أهداف مدنية، مرورا بتدمير مقدرات الجيش العربي السوري ومحاولتها العبث بالنسيج الاجتماعي في سوريا واللعب على وتر الطائفية، بالإضافة إلى القصف المستمر للأراضي اليمنية، واستمرار عدوانها على قطاع غزة بالمخالفة للقانون الدولي والإنساني.
تعد الولايات المتحدة الأمريكية الداعم القوي لإسرائيل في المنطقة فهي المخطط والممول والداعم لما يقوم به المتطرف بنيامين نتنياهو، لكن الدول العربية ولا سيما الخليجية تمتلك أوراق ضغط قوية على الإدارة الأمريكية لعل أبرزها الاستثمارات الخليجية الضخمة في الاقتصاد الأمريكي وهو السلاح الأقوى الذي يمكن أن يردع إسرائيل عن جرائمها، فضلا عن سلاح المقاطعة السياسية والدبلوماسية العربية الكاملة للكيان الإسرائيلي المحتل وملاحقته بشكل مستمر لمحاسبته على جرائمه.
إسرائيل دولة إرهابية لن ترتدع إلا بالقوة فهي تظن أن عدوانها المستمر على شعب أعزل سيمكنها من فرض سيطرتها على الإقليم وهي أوهام تدور في عقلية الصهاينة الذين عانوا من الضربات الإيرانية التي أوجعتهم وأثبتت مدى ضعفهم وخوفهم من مواجهة دول نظامية تمتلك مؤسسات وجيوش وطنية، طالما لم ترتدع إسرائيل وتمارس إرهابها فيجب أن يتم الرد عليها بالقوة هي اللغة الوحيدة التي يفهمها المحتل الذي أنهار جيشه خلال سويعات في السابع من أكتوبر 2023.
الولايات المتحدة الأمريكية التي اعتبرتها القوى الإقليمية والدولية دولة قادرة على حل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي باتت جزء من المنظومة الصهيونية ويجب استبدال دورها بدور أكثر حيادية وفاعلية من خلال تفعيل عمل "الرباعية الدولية"، وذلك بسبب الانحياز الأمريكي الواضح لليمين المتطرف في إسرائيل والذي يسعى لحرق الإقليم.
يجب على الولايات المتحدة الأمريكية التحرك بشكل سريع للحفاظ على العلاقات مع الدول الحليفة لها في المنطقة بالضغط على رئيس الوزراء اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو لوقف الحرب على غزة فورا بدون تأخير على أن يتحرك الوسطاء خاصة مصر بالعمل على اقناع وفد حركة حماس للعودة إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى صفقة شامل تنهي هذه الحرب المدمرة.
ما يجري في الأراضي الفلسطينية يدفع ثمنه المواطن الفلسطيني الأعزل مع استمرار العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية والقدس وغزة للقضاء علي أمل لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وتحول قطاع غزة إلى ركام وخراب ودمار مع انتشار أمراض فتاكة وممارسة إسرائيل لسلاح التجويع ضد الفلسطينيين، وذلك وسط تماهي من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية التي تتعامل بازدواجية تجاه الوضع في غزة بعكس ملفات أخرى أبرزها الوضع في أوكرانيا.
ما يحدث في الأراضي المحتلة يؤكد وجود ضرورة ملحة لشخصيات وطنية فلسطينية قوية ولديها رؤية موحدة وقادرة على انتزاع حقوق الفلسطينيين التي تتآكل يوميا مع استمرار الاستيطان وقضم الأراضي واستهداف كل ما هو فلسطيني في الأراضي المحتلة.
ما يحدث في الاقليم يؤكد صواب الرؤية المصرية التي تشدد على ضرورة تقوية دولة المؤسسات مع التأكيد على أهمية الوحدة والاصطفاف الشعبي في ظل التحديات الصعبة التي تعصف بدول الإقليم، وتحتاج الدول العربية إلى رؤية موحدة يتم الاتفاق عليها للتصدي للإرهاب الصهيوني الذي يسعى لحرق الإقليم برمته.