عصام محمد عبد القادر

المشاركة في الانتخابات أمن قومي

الثلاثاء، 05 أغسطس 2025 07:00 ص


تتأتى أهمية المشاركة في الانتخابات في ثبوتية حالة التماسك، والترابط المجتمعي، والاصطفاف حول بوابة الديمقراطية في إطارها المسئول؛ حيث إن الإدلاء بالصوت من خلال صناديق الاقتراع، يؤكد على أن النضج السياسي قد بات يتمتع به الشعب المصري، وأن المضي نحو استكمال مسارات التنمية في صورتها المستدامة قد أضحى مسلمة، لا حياد عنها، وأن تحقيق النهضة قرار صائب، لا تراجع عنه؛ لذا نؤكد على ضرورة الاستقرار السياسي، من خلال مشاركة فعالة، تشمل الجميع، ممن لهم حق التصويت وفق نص الدستور.


نوقن بأن محاولات التشكيك تستعر في تلك الفترة على وجه الخصوص؛ لأن من يقوم بهذه المهمة خبيثة المأرب، إنما في الأصل يستهويه أن يقوض نهضة الوطن، ويستهدف أن يفت في عضده، عبر اضطرابات، لا يتوافر فيها نعمة الاستقرار، وهذا لن يثنينا نحن المصريين عن طريق قويم قد سلكناه، منذ أن اتخذت القرار بإنهاء حكم جماعة الإخوان الإرهابية؛ لنصل من خلاله إلى وحدة الصف، والغاية، ونوفر في خضمه مستقبل أفضل، لجيل تلو الآخر؛ ومن ثم نبلغ دون ريب إلى بر الأمان، والاطمئنان، يسهمان في الدفع إلى الأمام بسفينة وطن عزيز على قلوبنا.


الواجب الوطني لا ينحصر فقط في المشاركة في الانتخابات المقبلة، بل، يقوم على إيجابية تؤكد ضرورة توعية كل من حولنا بأهمية تلك المشاركة، وهنا ندرك أن التفاعل، والحراك الاجتماعي، هو الفاعل الذي أحيا قضايانا، التي تحوز وجداننا الراقي، يسهمان في أن نخطو بثبات، وثقة نحو الحرية، والديمقراطية المسئولية؛ حيث الإمعان في الاختيار القائم على معادلة الوعي الصحيح، بمتلون البرامج الانتخابية في الساحة، سواءً تعلقت بالأفراد، أو بالأحزاب السياسي، التي تقدم أفضل ما لديها من أجل العمل العام.


أعتقد أن نجاح الثورات، لا يتوقف على مرحلة بعينها؛ لنعبر إلى مبتغانا سالمين؛ لكن يبدو أنها ترتكن إلى مسوغات، تضمن حصد ثمار طيبة، وأرى دون مواربة أن إنجاح العملية الانتخابية أحد الركائز، التي تحقق ماهية الاستقرار السياسي في بلادنا الحبيبة، كما أثق بأن التنمية لن تؤتي أكلها، إذا لم يتوافر التصحيح التلقائي للمؤسسات الوطنية بكل أنواعها، وهذا بالطبع يعتمد على مجالس نيابية، تقوم بواجبها وفق ما حدده صحيح القانون، وإجراءاته التنفيذية، حينئذ نصل إلى غايات سمتها رؤى الدولة، وأكدت وظيفتها استراتيجية وطنية.


ندرك أن مهمة بناء الأوطان، لا يستثنى، أو يقصى منها أحد؛ إذ يتشارك فيها الجميع، بل، تتضافر الرؤى، والجهود، حيال إثبات الهوية الوطنية بشكل يتسم بالصدق، واليقين في قدرات، ومقدرات ما يمتلكه بلدنا العظيم، وعلى تلك المبادئ الجلية، نستطيع أن نفسر ماهية الحقوق، والواجبات بصورة تتضح في الأذهان؛ فإذا ما أردنا أن نحصد ثمارًا، علينا أن نغرس الغرس، ونرويه بفيض محبة، تنبع من وجدان نقي، يحرص على السلم، والسلام، الذي يتمخض من ممارسات ديمقراطية منضبطة، تقوم على النزاهة، والشفافية، وتفتح للجميع أبواب المشاركة نحو تمثيل جمهوره.


من يتشدق بالحريات، نقول له باب الحرية المسئول مفتوح في بلادنا على مصراعيه، ومن ينادي بتكافؤ الفرص، نؤكد له أن الميدان يسع الجميع، ومن ينادي بالانضباط، نشير إلى جهود مؤسسات الدولة الوطنية في توفير المناخ الداعم للعملية الانتخابية؛ لذا يجب أن نسهم في تعزيز مسارنا الديمقراطي، دون أدنى شك؛ لنفرض إرادتنا الحرة على كل من يدعي الأباطيل، ويبث الشائعات المغرضة، تجاه مؤسساتنا الوطنية، ورموزها، وقيادتها الحكيمة؛ فالجميع يعمل لمصر، ومن أجلها محبة، وتقديرًا، وامتنانًا، لشعبها العظيم.


لا أبالغ حين أذكر بأن المشاركة في الانتخابات أمن قومي؛ فبواسطتها نستطيع أن نختار من نعول عليها مسئولية البناء، ومن نثق في أنه سيضيف إلى لبنات هذا البلد الكبير؛ ليصبح قويًا ذا منعة، بما يمتلكه من مقدرات بشرية، واعية أولًا، وبما يحويه من مقدرات مادية في كافة ربوعه؛ لذا نوجه الدعوة للداخل، والخارج للمشاركة في هذا العرس الممتد في زمانه، ومكانه.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب