شهد شهر أغسطس الميلادي رحيل نخبة متنوعة من كبار الأدباء الذين أثروا المكتبة العربية وتركوا بصمة في تاريخ الأدب، ورغم أن المكتبة العربية فقدت أقلام فريدة، إلا أن أثرهم ما زال باق رغم مرور عشرات السنوات على رحيل بعضهم، ومن بينهم أديب نوبل العالمي نجيب محفوظ.
إبراهيم المازني
ولد إبراهيم محمد عبد القادر المازني في 19 أغسطس 1889 بالقاهرة، وكان والده يعمل بالمحاماة وبعد وفاته بدد ابنه الأكبر ما تركه من مال، فنشأ المازني نشأة فقيرة بائسة، التحق بمدرسة الناصرية الأولية، ونال الشهادة الثانوية من المدرسة الخديوية الثانوية في عام 1905، والتحق بكلية الطب لكنه لم يتحمل دروس التشريح فتركها وأراد الالتحاق بمدرسة الحقوق لكن مصروفاتها كانت في غير استطاعته، فاضطر للالتحاق بمدرسة المعلمين العليا وتخرج منها عام 1909، وقد تم اختيار المازني عضوًا مراسلاً لمجمع اللغة العربية بدمشق، كما تم تعيينه بمجمع اللغة العربية بالقاهرة في 1947، وشارك في أعمال المجمع ولجانه خاصةً لجنتي الآداب ورسم الحروف، وأُختير لتمثيل المجمع في الاحتفال بمرور 75 عام على المجمع البولوني للعلوم والآداب، ورحل عن عالمنا في أغسطس عام 1949.
محمود تيمور
ولد محمود تيمور في 16 يونيو 1894، في أسرة اشتهرت بالأدب، فوالده أحمد تيمور باشا الأديب الكبير المعروف، الذي عرف باهتماماته الواسعة بالتراث العربى، وأحد أهم الباحثين فى فنون اللغة العربية، والأدب والتاريخ، بمكتبة عظيمة تعد ذخيرة للباحثين إلى الآن بدار الكتب المصرية، بما تحوى من نوادر الكتب والمخطوطات، وقد رحل عن عالمنا في الخامس والعشرين من أغسطس عام 1973.
يوسف إدريس
يوسف إدريس أحد أبرز رواد الأدب العربي خلال القرن العشرين، لقب بـ"نبي القصة"، ولد لأسرة متوسطة بمحافظة الشرقية، وكان والده متخصصًا فى استصلاح الأراضى، وكانت الكيمياء والعلوم من العلوم المفضلة ليوسف فقد أراد أن يكون طبيباً، تفوق في دراسته حتى التحق بكلية الطب، وتخرج منها جراحًا، من خلال جامعة القاهرة عام 1951م، وعمل فترة بوزارة الصحة، قبل أن يتفرغ للكتابة والتأليف، وكان في أول الأمر يريد أن يعمل ممثلا، وعندما فشل كان يريد أن يعمل مخرجا مسرحيًا.
بدأ يوسف إدريس مشواره الأدبي بقصص قصيرة كتبها عام 1950، لكنه أصدر مجموعته القصصية الأولى "أرخص ليالى" عام 1954، والتي نجحت نجاحا كبير، وتتويجا لمسيرته الأدبية الكبيرة فقد حصد يوسف إدريس على عدة أوسمة، منها وسام الجزائر "1961" ووسام الجمهورية "1963 و1967" ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى "1980"، ورحل عن عالمنا في 1 أغسطس عام 1991.
نجيب محفوظ
وُلد نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا في 11 ديسمبر 1911 بحي الجمالية في القاهرة، واستطاع بفضل أدبه أن يضع الرواية العربية في مصاف العالمية، كما خلّد اسمه في سماء الأدب، وهو الأديب العربي الوحيد الحاصل على جائزة نوبل في الآداب، الجائزة التي لم ينلها أي كاتب عربي آخر حتى اليوم، ورحل عن عالمنا في 30 أغسطس عام 2006.
صنع الله إبراهيم
يعد الأديب الراحل صنع الله إبراهيم أحد أبرز رواد الأدب فى مصر، كما أنه علامة من علامات الأدب المصرى، وله مجموعة متنوعة من الأعمال المميزة، ودخلت بعضها فى قائمة أفضل مائة رواية عربية، ولد في القاهرة عام 1937م، وكان لوالده أثرٌ كبير على شخصيته، فقد زوَّده بالكتب والقصص وحثَّه على الاطِّلاع، فبدأت شخصيتُه الأدبية في التكوين منذ الصِّغَر.
تَميَّز إنتاج صنع الله إبراهيم الأدبي بالتوثيق التاريخي، والتركيزِ على الأوضاع السياسية في مصر والعالَم العربي، فضلًا عن سرده الكثيرَ من حياته الشخصية.
ومن أشهر أعماله: رواية "شرف" التي تحتلُّ المرتبةَ الثالثة ضمن أفضل مائة رواية عربية، و"اللجنة"، و"ذات"، و"الجليد"، و"نجمة أغسطس"، و"بيروت بيروت"، و"النيل مآسي"، و"وردة"، و"العمامة والقبعة"، و"أمريكانلي"، وغيرها من الأعمال الأدبية التي تحظى بمكانة متميزة في عالم الأدب.
رحل عن عالمنا الأديب الكبير صنع الله إبراهيم في 13 أغسطس 2025 الجاري عن عمر ناهز 88 عاما، إثر إصابته بالتهاب رئوي نقل على أثره إلى أحد مستشفيات القاهرة.