أثر العابرين.. أحمد شوقى رمز من رموز الشعر فى الوطن العربى

الأربعاء، 30 يوليو 2025 09:00 ص
أثر العابرين.. أحمد شوقى رمز من رموز الشعر فى الوطن العربى أحمد شوقى

كتب محمد فؤاد

أحمد شوقي.. لا يعد مجرد شاعر عابر عاش في زمن ليس ببعيد، وإنما هو رمز من رموز الشعر العربى فى مصر والوطن العربى، شعره يدرس في مدارسنا إلى يومنا هذا، كما ترك أرث من الكتب والدواوين الشعرية التى دائمًا ما تقاوم الزمن، وعبر سلسلة "أثر العابرين" والتى نستعرض من خلالها سيرة ومسيرة العديد من الشخصيات التي تركت أثرًا واضحًا على الواقع الثقافى والفكرى فى مصر نستعرض لمحات من حياة أمير الشعراء.

يعتبر للشاعر  أحمد شوقى أحد أعظم شعراء العربية في مختلِف العصور حتى أن الأدباء والشعراء بايعوه في عصره على إمارة الشعر فلقب ﺑ "أمير الشعراء"، حيث تمَت مبايعة شوقى أميرا للشعراء فى عام 1927م من قبل شعراء العرب: خليل مطران، وحافظ إبراهيم، وأمين نخلة، وشبلى ملاط، وقد خصه حافظ إبراهيم بقصيدة عند مبايعته جاء فيها: أمير القوافى قد أتيت مبايعًا وهدى وفود الشرقى قد بايعتْ معِى، غير أن أحمد شوقى لم يكتف بالشعر فكتب النثر أيضًا ومن رواياته عذراء الهند التي نتناولها فى هذا السياق.

ميلاد موهبة شعرية

ولد أمير الشعراء، فى يوم 17  أكتوبر من عام 1870، ليكون هذا الميلاد ميلاد موهبة شعرية فذة بشهادة الكثير من النقاد والشعراء والأدباء، وكان الشعر يجرى على لسانه بكل سلاسة ويسر.

يؤرخ فى تاريخ المسرح الشعرى بأن أمير الشعراء هو أول أديب وشاعر كتب مسرحياته في الشعر، وفتح بابا لكتابة المسرحية الشعرية ثم كتب كثير من المسرحيين مسرحياتهم الشعرية بعده، والحقيقة أن شوقي في الكثير من مسرحياته اعتمد على الصراع الذي يجري داخل النفس البشرية أو خارجها، وكان ذلك بالتحديد في ثلاث مسرحيات هي: عنترة، مجنون ليلي، مصرع كليوباترا، وهذا الصراع كان العامل المهم في مسرحياته الثلاث والذي كان عنصر جذب لمشاهد هذه الأعمال أو القارئ لها ، برغم أن الكثير من النقاد كانوا ينتقدون عدم تعمقه في الصراع لإثارة الانفعالات أو للتفكير العميق لدي المشاهد لهذه الأعمال.

وكانت جدة أحمد شوقى لأمه وصيفة فى قصر الخديوى إسماعيل، فتكفلت بتربيته منذ صغره، ونشأ معها فى القصر، ودرس أحمد شوقى فى كتاب الشيخ صالح بالسيدة زينب، وفى مدرسة المبتديان الابتدائية والمدرسة التجهيزية الثانوية، وحصل على المجانية كمكافأة على تفوقه ثم التحق بمدرسة الحقوق عام 1885م وانتسب إلى قسم الترجمة وبعد أن أتمها عينه الخديوى فى خاصته وأرسله بعد عام ليستكمل دراسته فى فرنسا حيث قضى 3 أعوام عاد بعدها بالشهادة النهائية فى 1893.

وعندما عاد أحمد شوقى إلى مصر أطلق ديوانه "الشوقيات" وصدر الجزء الأول منه عام 1898، ثم قام الدكتور محمد السربونى بجمع الأشعار التى لم يضمها ديوانه وصنع منها ديوانًا جديدًا فى مجلدين أطلق عليه "الشوقيات المجهولة".

المسرح الشعرى لدى أحمد شوقى

وفى نهاية حياته صاغ أحمد شوقى فنا عظيما فى اللغة العربية هو المسرح الشعرى، فظهرت مسرحيات مثل "مصرع كليوباترا" و"قمبيز" و"مجنون ليلى" و"على بك الكبير".

كان شوقى فى عام 1914م الشخصية الأدبية الرائدة فى مصر، فقد كان شاعراً ذا إنتاج غزير، ومتباين ما بين الشعر، والقصص، والمسرحيات الشعرية، حيث كان يرسل قصائد يمدح فيها الخديوى توفيق وهو فى فرنسا، وبعد عودته أصبح شاعر القصر، فكان مقرباً أيضاً من الخديوى عباس حلمي، وقد استغل شوقى شعره فى مهاجمة الاحتلال البريطاني، فما كان منهم إلا أن نفوه إلى إسبانيا عام 1914م، فاستطاع شوقى الاطلاع على الأدب العربي، وحضارة المسلمين فى الأندلس، ونظم الشعر مدحاً، وإشادة بها خلال فترة نفيه التى استمرت أربع سنوات.

رحل أحمد شوقى، أمير الشعراء، عن عالمنا، فى يوم 14 أكتوبر من عام 1932، بعدما تحقق أدبيا بشكل كبير وصار أشهر رمز أدبى فى عصره.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب