حازم حسين

نزوة فرد ومأساة بلد كامل.. عن الشخصنة والثأر وحاجة فلسطين للتداوى من الطوفان

الإثنين، 28 يوليو 2025 02:00 م


أخطر ما يتهدد القضية الفلسطينية أنها صارت لعبة فى أيدى الصغار. وانسحقت تحت وطأة الأيديولوجيا، إلى أن تسطّحت الجغرافيا، ودُفع البشر قهرًا للزحف على بطون خاوية، من دون مقاومة فاعلة أو سياسة تستدرك على السلاح فى خطاياه ونزواته.

رُهِنَ القليل المُتبقِّى لدى احتلالٍ نَهِم، لا يشبع ولا تتوقَّف محاولاته لاختلاق الذرائع، وتوظيف البعض فى غزَّة وغيرها ضد الكل.

انفجر الطوفان من سقف بالغ العلوّ والتوهم؛ واعدا بتحرير الأرض ما بين النهر والبحر، واستعادة الأقصى وتبييض السجون، لكنه آل غرفة مظلمة يُفاوض فيها على وقف الحرب ظاهرا، وعلى حماس نفسها فى الجوهر.

وما عادت الآمال الكبرى كافية لتدبير وجبة أو علبة حليب لرضيع أنهكته المغامرة، واستبدت به الوحشية الصهيونية، فيما لا يراه خالد مشعل وعصبته مع سواه أكثر من كونهم خسائر تكتيكية عابرة.

عادت المساعدات إلى القطاع بعد انقطاع، وقد أنجز الإخوان فروضهم المطلوبة والمُلزّمة لهم من مشغّليهم، بإثارة الغبار وحرف الوقائع عن سياقاتها الواضحة.

ولن تتوقف محاولات التعريض بمصر تحديدا، أكان بالمزاعم الملفقة عن إغلاق معبر رفح، أم بادعاء فاعلية الضغوط فى تمرير الدفعة الأخيرة من الشاحنات.

بينما لا ذِكر لديهم للمُحتل الذى أوصل الأمور لما هى عليه الآن، أو المُختل الذى أهداهم منفذا ذهبيا لتفعيل أجندتهم الإبادية، وظل على حال التغطرس والإنكار، ومن خلفه جوقة يرددون نشيدا دعائيا صاخبا، لا غاية له إلا التغطية على وقائع المأساة، وإبراء المتسببين الحقيقيين فيها من تهمة النزق، والمقامرة بالبلاد والعباد لغايات تنظيمية، أو لمُكايدة يُموّلونها من شرايين الأبرياء وأمعائهم المُتيبّسة.

لم يكن السنوار على قدر الأمانة التى حُمِّل إياها فى غزة. بدا الرجل ممرورًا من عقدين قضاهما فى سجون إسرائيل، ولم يجتهد أو يتيسّر له التطبيع مع الحياة العادية فى السنوات التالية لتحريره ضمن مبادلات صفقة شاليط.

وعلى ما يبدو؛ فقد تسلّط عليه الثأر الشخصى إلى أن خلط بين الفرد والجماعة، وبينهما والقطاع، ثم عموم القضية وكامل أصولها.

كأنه كان ينتقم لنفسه بالأساس؛ فلم ير الغزيين طرفا فى المعادلة. استبعدهم من القرار مُتخيّلا أنها مباراة ثنائية مع العدو؛ فأعادهم نتنياهو إلى قائمة الاستهداف ولم يجنّبهم وطأة التداعيات.

تستّر الحماسىُّ بهم؛ فاتّخذهم الصهيونىُّ وسيلةً لحصار الحركة، ومنصّةً للترويع واستعراض القوة.

الفردانية واضحة منذ اللحظة الأولى، وليس من جهة الاستبداد بالأمر دون مراجعة أو تشاور فحسب؛ إنما فى كل ما تولّد عن هجمة الغلاف من سلبية لاحقة وإدارة هشة ومتراخية.

انقطعت القنوات بين الخنادق والفنادق، أو تعطلت، وتظهّر المشهد على صورة الإرادتين المتصارعتين: ما يقوله المفاوض ينسفه المقاتل، والعكس، بالتزامن مع رؤية عدوانية على الجانب الآخر، توخّت اللعب على المتناقضات، واعتصار طاقة الجناحين معا حتى القطرة الأخيرة.

والعودة إلى البديهيات فى سياق كهذا؛ إنما يُراد منها استراق الوقت والتعمية على المسؤوليات الحقيقية. إذ لا خلاف على وحشية إسرائيل، والنازية الكامنة فى وعى الفكرة الصهيونية منذ النشأة.

تأسست الدولة العبرية بالاحتيال أولا، ثم بالإرعاب وبناء حائطها الردعى بالجماجم والعظام.

وعليه؛ فلم يكُن متصوَّرا أن تمر رصاصة قسامية من دون رد، ولا أن نتنياهو وعصابته سيعقبون على هدية الطوفان إلا بأشرس منها.

ما يفرض السؤال عن حجم التدبر والبحث فى التبعات قبل الإقدام على الفعل، وما كان وراء ذلك من برامج عملية وخطط طارئة لاحتواء الآثار المتوقعة، أو الإفلات منها بأقل الخسائر الممكنة.

ستظل المسؤولية الكبرى على عاتق الصهاينة؛ لكن كثيرا من هفوات الضحايا تكون لها ارتدادات أسوأ من جنون الجناة.
ولا سبيل لافتراض أن السنوار وحاشيته الضيقة شاغبوا الضباع على أمل أن يُقعدها الشبع عن الافتراس، أو يسعفهم العالم بحائل حديدى.

كانت مغامرة هوجاء فى أحسن الفروض، وانتحارية فيما أفادت به الاستقراءات المعجلة لأسابيعها الأولى، وما من تصوّر عاقل يمكن أن يقود إلى مواقف حماس الراهنة، أو يبرر التقاعس عن الهرب من المنازلة، أو خوض المواجهة وحدهم بمعزل عن الأبرياء.

القضية عادلة تماما، والمقاومة حق أصيل من دون شك؛ لكنهما لا يكفيان وحدهما لفتح صندوق باندورا على الغزيين، وإعادة فلسطين ومسيرتها النضالية عقودا إلى الوراء.

المعيار أن تتقدم للأمام ولو ببطء، أو تحافظ على موقعك فلا ترتد للوراء شبرا واحدا.

لكن عملية الغلاف بحجمها وما واكبها من دعاية كانت أقرب إلى المنازلة الصفرية، والرهان على كل شىء أو لا شىء، دون اعتبار لفوارق الحجم والقوة، أو طبيعة التوازنات السياسية والجيوسياسية فى المنطقة والعالم. كانت قفزة واسعة نحو بناء الشرعية وتثبيتها؛ لكنها كانت فى فراغ مجهول للأسف.

تشعر حماس بمأزق يخص وجودها فى غزة؛ إذ سلّمتها إسرائيل مفاتيحه دون الاعتراف المُعلن بسلطتها.

ما تزال منظمة التحرير الممثل الشرعى الوحيد للشعب الفلسطينى، فيما تضخمت الحركة فى القطاع حتى ضاق عليها، وتطمع فى ابتلاع بقية الفضاء الوطنى ولو بإضعاف السلطة ومرافقها، والإجهاز على آمال التسوية السياسية وخيطها الواهى. فكأن الغزوة كانت موجّهة ضد رام الله، بأكثر مما تستهدف تل أبيب.

إشعال النار لأجل لفت الأنظار، ثم الجلوس إلى طاولة التفاوض لتنحية القديم الباهت، وابتكار الجديد المصقول بالنار والدم.

مات عرفات قبل عقدين وما يزال إرثه حاضرا، وحتى أوسلو التى تواطأ عليها اليمين المتطرف من الناحيتين، تظل عصيّة على الموت الكامل، وتتأبّى على الاندثار ومحاولات الدفن.

نتنياهو يتطلع لمراسم تشييعها طمعا فى سحب الاعتراف بالمنظمة والسلطة، وحماس تشاركه الرغبة ضمنيا لوراثتهما، وكلاهما حافظ على التخادُم فى مرحلة كان اليسار حيًّا فى تل أبيب، والمناضلون الأوائل مُتحفّزين فى الضفة الغربية، وحالما يفرُغان لبعضهما لن تعود العلاقة لسابق عهدها، وتلك عقدة الصراع ومفارقته التى لا يراها الحماسيون.

استغل الليكود حماوة الأصولية الإسلامية للصعود على جثة رابين، ثم أعان حماس على التمكين لإزاحة تراث عرفات ورجاله.

والحركة باقية فى غزة إلى اليوم؛ لأن الغرض المقصود منها لم يُستَوف كاملا، بمعنى أن عرقا ينبض فى جسد المنظمة الشائخ، يكفى لإزعاج الحكومة الإسرائيلية المتطرفة وإبقائها على ورقة البديل الأصولى.

بينما لا يستشعر خليل الحية أنه يُستَتبع لصالح الأجندة المضادة، وتُوظّف أطلال حركته فى ضعفها المُزرى ضد القضية، مثلما تشاركت فى إضعافها إبان أزمنة القوة والدعم المفرط وحقائب الدولارات العابرة من مطارات الصهاينة ومنافذهم البرية.

المسألة تتخطّى حاجز المأساة الماثلة فى غزة، وما يُدَار بقصدٍ صهيونى لإحكام الحصار وتسليح المؤون والمساعدات. «حماس» سلاح الاحتلال للقضاء على البديل السياسى من جهة رام الله، والمجاعة وسيلته لكَىّ الوعى والخلاص من حماس نفسها، عبر إخراجها بالدم والجوع من نسيج الحاضنة الغزية.

أمَّا الوسط بين الغايتين المتطرفتين؛ فأن يُحكَمَ القطاع عسكريًّا بالأصالة من الغاصب، أو توكَلَ المهمَّة لهيئة دولية تشرف عليها الولايات المتحدة.

وفى الحالين لا أفق للحركة كما يتيقّن قادتها حاليا، ولا هامش لإدخال غزة تحت مظلة السلطة الوطنية، وللأسف ربما يرتاح الحماسيِّون لأىِّ خيار لا يربحون فيه، طالما لن تربح رام الله.

لو صحّت النوايا كما يزعمون؛ لكان عليهم أن يبحثوا عن مخارج استباقية ناعمة، تجنّبهم واقع الضغوط الحالية بكل أشراطها الثقيلة، وتستنقذ البيئة الغزية من مخطط التدمير، وسحق الحياة والآمال.

لقد تآكلت ورقة الأسرى بنسبة 80% عما كانت عليه فى أكتوبر 2023، وتعاظمت أرقام الضحايا لأكثر من 60 ألف شهيد وقرابة مائتى ألف جريح ومفقود.

نتنياهو على تشدده، وترامب عاد للحديث عن أنهم يريدون الموت لا الاتفاق، بينما الخيارات شبه معدومة لدى القادة المستقرين فى فنادق الدوحة.

وعمّا قريب قد تتدخل واشنطن لإبعادهم من قطر، مثلما تدخلت سابقا لنقلهم إليها من دمشق، أو أن تُطلِق آلة التحييد والقتل المستهدف لمُلاحقتهم هناك أو فى أى ملجأ آخر.

قدّمت حماس الجندى مزدوج الجنسية، عيدان ألكسندر، هدية للإدارة الأمريكية ولم تجنِ شيئا. أبرمت اتفاقًا فى يناير أكل نصف مخزون الرهائن ولم يُوقف الحرب، وصفقة ويتكوف المعروضة حاليًا تُقدِّم وعودًا من دون ضمانات، بل لا مانع أصلاً من منح الضمانة ثم سحبها لاحقا، وهو أمر متكرر طوال سنوات وليس جديدا.

هكذا تقضى التوازنات التى لا راد لها، ولا منتهى إلا أن تتنحّى الحركة جانبًا قبل أن تتسبب فى مزيد من النزيف، طالما أنها اخترقتها دون معرفة أو رؤية، وأنها غير قادرة على إبرام اتفاقات متوازنة وتحصينها، أو غير راغبة فى الحكم والتحكُّم بمصير البشر والحجر كما تقول.

يرتاح الصهاينة إلى مفاوضة الحركة قطعا؛ لأنها فى الأخير مجرد ميليشيا موصومة بالإرهاب من أغلب دول العالم، وحتى المحايدون بشأنها لا يمكنهم القفز على الشبهة، ويفتتحون مقارباتهم الإنسانية لمأساة غزة بإدانة حماس والطوفان، قبل البكاء على الجوعى والمشردين.

صارت كتائب القسام طوقا فى رقاب الغزيين، وثقلا حديديا يُقعد القطاع والقضية عن التحرك للأمام، أو التماس أسباب النجاة الممكنة.

فى غيابهم يمكن أن تتحسن الأوضاع أو تظل على حالها؛ إنما لا يحدث فى حضورهم إلا أن تزداد سوءا وتتضخم أعباؤها بما يفوق الاحتمال.

سردية النصر المزعومة ليست محاولة لتثبيت القاعدة التنظيمية؛ لأن أغلبها انحل من الجسد وتذروه رياح التقلبات العنيفة.

إنها محاولة للاستثمار فى المأساة حتى الرمق الأخير، انطلاقا من أنه مع الانتصار لا حاجة للاعتراف بهزيمة غير موجودة أصلا، وبالتبعية لا معنى للمطالبة بالاعتذار والتصويب وسداد الأثمان.


فيما تُزاح جانبا مسألة التوفيق بين الزعم والواقع؛ حتى أنهم لا يلحظون المفارقة المزعجة وشديدة القسوة على المنكوبين، وهى أن منطق حروب العصابات عن الربح بمجرد البقاء، لا يستقيم سوى فى حالة واحدة فقط، أن حماس تعتبر الغزيين قضية لا تخصهم، وتعزل نفسها عن النكبة المدنية الثقيلة، وتكتفى بالتنظيم عن القطاع والقضية وفلسطين كلها.


هنا يكتسب دخول الإخوان على الخط معنى أعمق؛ إذ لا يمكن أن يتحقق النصر للاحتلال والمقاومة معا، والصورة أوضح وأقسى من كل محاولات التزييف والاصطناع.

وبهذا؛ يكون الحل من وجهة نظرهم أن يُعزَل السياق الراهن عن مسبباته، ثم تُغسَل سُمعة حماس بإبعادها من ثنائية الإدانة مع تل أبيب، مع نقل المنازعة إلى خارج الحدود بالتصويب على مصر فيما يخص غزة، ولاحقا يحضر الأردن حال تصاعد الضغوط على الضفة الغربية.

ولا غضاضة لديهم فى تبرئة إسرائيل ضمنيا؛ لأنها فى تلك السردية حليف غير مُعلن لاختصام الدول الوازنة فى المنطقة، أو القصاص من إطاحة مشروع التمكين الإخوانى تحت ستار الربيع العربى.

والانطلاق من مقدمات خاطئة لا يمكن أن يقود إلا لنتائج خاطئة، ومضللة وباعثة على استمرار النزف دون فسحة للتعافى والاعتبار.

كان الطوفان مؤامرة على القضية؛ ولو بحُسن نية. دُفِع السنوار من محور الممانعة، أو أراد أن يستحثّهم غصبا ودون استعداد.

لم يكن القصد حتما أن تخوض حماس معركة غير متكافئة؛ إنما أن تتفجّر حرب إقليمية يُستَدعى إليها الجميع بلا منطق أو اختيار.

وما لم يتحقق قبل عشرين شهرا بالنار، يظل وفق هذا التصوّر متاحا بالإنكار والمزايدة والتأجيج العاطفى، فإما يقع الصدام مع الدولة العبرية، أو تشتغل مجتمعات الحزام الإقليمى من داخلها.

حتى الآن فسدت الخطة المقصودة؛ لكن المصلحة الإقليمية والفلسطينية تتجاوز قطعا نطاق التشفّى وألعاب الأطفال.
لا يرتاح عاقل لهزيمة حماس، ولا لتصفية القضية؛ إنما التعقل نفسه يوجب أن يُشخّص الداء بوعى ليُعرَف له علاج ناجع. حماس لم تعترف بالخطأ حتى الآن، ولهذا تواصل السير فى حقل الألغام مأخوذة بنزق السنوار وفجاجته الغبية.
والواجب ألا تتستر وراء المعروف بالبديهة عن إجرام الصهيونية، بل أن تُبادر بتحمل نصيبها من المسؤولية والتكفير عنه، ومغادرة سجن الأصولية وتحالفاتها المنحطة مع رجعية الإخوان أو بلطجة الشيعية المسلحة.

عليها أن تقفز على كل الخلافات الصبيانية، وأن تنقل الولاية على غزة للسلطة الوطنية اليوم قبل غد، وأن تفتدى القطاع بالأسرى الباقين، وبنفسها لو احتكم الأمر.

وبدلا من الاختناق بخيار الموت حرقا أو جوعا، تضع الاحتلال أمام خيار التفاوض مع السلطة الشرعية أو الانكشاف الكامل أمام العالم، ومن دون مكرمة الذرائع الهاطلة عليه كلما تحدثت حماس أو رفعت رايتها، لتشق الصف الوطنى وتُعمّم وصمتها على الجميع.

المقاومة بحثٌ دؤوب عن الحياة لا فتنة مَرَضيّة بالموت، ومن واجبها أن تكون ديناميكية إبداعيّة، وكلّما تعطّل لها مسار ابتكرت بديلاً أكثر كفاءة واستيعابا للدروس.

المؤسف أن حماس تُدير تجربة اليوم بعقلية النكبة الأولى، وتُفنى الناس فى مُغامرات غير محسوبة، لأجل تعرية الاحتلال وإثبات ما هو ثابت عليه بالفعل.

أغفلت السياسة تماما، وأغرقت فى الأحلاف والأجندات الخارجية، وبدلاً من استثمار عودة القضية لبيئتها بعد أوسلو، أعادت تصديرها للخارج مُجدَّدًا، ولزّمتها لرُعاة ومُموّلين يتقصّدون منها أهدافًا خاصة، ويُفوّتونها عند أول محكٍّ حقيقى.
انحطّ الطوفان من التحرير إلى الإطعام، وأكبر خطأ أن يُقزّم الامتحان الراهن لمُجرد الخلاف فى عدد الشاحنات أو محتواها؛ على أهمية الأمر طبعا. ما وراء تجويع الغزيين أو إشباعهم أكبر من المفاوضة الجارية مع حماس، بعدما سقطت سلطتها أمام الاحتلال ومشروعيتها فى نفوس الجمهور.

التهجير خطر حقيقى داهم، لم يُرفَع عن الطاولة، كما لا يُمكن أن يُقاوَم بوجبة أو بمصلحة يجنيها القادة فى فنادقهم، بل بإعانة غزَّة على العودة للحياة، وخوض معركتها مع المشروع الإبادى بأدواتها السلمية المتاحة، ومن دون تشغيب أو استتباع وتوظيف لأهداف أخرى.

يجب أن تُوجّه الحركة ما تبقَّى من رصيدها؛ إن كان ثمّة رصيد أصلاً، لصالح السلطة والحاضنة العربية الأمينة. أن تُعلن الانقطاع عن ماضيها المُرتبك والقطيعة مع حلفائها المُربكين، وأن تتواضع أمام محنة الناس وتتوقَّف عن تجارة الشعارات الدعائية.

لا مفازة اليوم أو غدا؛ بل نكبات تتوالى وتتناسل من أرحام بعضها، يصنعها الصهاينة فيما يُعينُهم الحماسيون عليها؛ وإن عفوا ومن دون قصد.

القضية أرض وبشر أولا وأخيرا، لا فصائل أو رايات دون راية الوطن الجامعة. وينبغى على المقاومين؛ لو كانوا صادقين، ألَّا يضعوا الأيديولوجيا فوق فلسطين، وألَّا يختاروا الميليشيا على حساب الشعب المطحون ببطشِها سابقًا، كما بوحشيَّة الاحتلال الآن.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب