منذ أحداث ( ٢٥ يناير ٢٠١١ ) وأنا أشعُر بأننا بصدد ( مسرحية ) هزلية غرضها تنفيذ أهداف تخدم العدو وبالتالي فهي أهداف ضد المصالح المصرية ، ( مسرحية ) كل فصل فيها مُنفصل عن الأخر ، ( مسرحية ) مثل الحلقات المنفصلة لكنها تتشارك فى الهدف النهائي وهو : النيل من مصر ووحدتها
مثلاً : الفوضي التى حدثت بعد أحداث يناير أمام مجلس الوزراء ثم مجلس النواب ثم وزارة الداخلية ثم ماسبيرو ثم محمد محمود ثم مظاهرات العباسية ثم أمام وزارة الدفاع ثم أمام مدينة الإنتاج الإعلامي ما هي إلا مظاهرات مُدبرة ومُتعمدة تهدف إلي تفكيك مؤسسات الدولة والتشكيك فيها .. مثلاً : خلال عام حُكم الجماعة الإرهابية كان هناك عمليات طعن مُمنهجة ضد مؤسسات الدولة وأعمدتها الرئيسية ومنها "المحكمة الدستورية العليا" و "النائب العام"
ظنى أن كل ما حدث منذ ( أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ ) ما هو إلا مسرحية مُفتعلة من جهات خارجية تقوم بإستخدام أدوات لها فى الداخل ومن هذه الأدوات : الجماعة الإرهابية وأعوانها ، أؤمن بأن التنظيمات الإرهابية التى عاثت فى مصر فساداً بعد أن نجحت ( ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ ) هى فى حقيقة الأمر جزء من المخططات التي يستهدف مصر ، فتنظيم "أنصار بيت المقدس" كل قياداته وأعضاؤه وأنصاره وعناصره ومُموليه جميعهم ينتمون لـ ( الإخوان ) ، تنظيم "أجناد مصر" قائده إخواني وعناصره إخوان وتمويله من الإخوان ، حركة ( حسم ) الإرهابية كل عناصرها ومُخططيها وتمويلها وأهدافها ( إخوانية ) ، وتنظيمات ( صامدون وصاعدون وأحرار والتوحيد والجهاد ) جميع عناصرها إخوان .. الهدف من وراء عملياتهم الإرهابية يخدم مصالح الأعداء وينال من إستقرار مصر
يحق لنا القول بأن ( كل فصل من فصول المسرحية _ التي نحن بصددها _ له هدف مُحدد يصل بنا إلي نقطة جديدة يتم الإنطلاق منها إلي هدف جديد .. الأمثلة علي ذلك كثيرة ولا تعد ولا تحصي حتى وصلنا إلي تطور الأوضاع فى البحر الأحمر وهو ما أثر تأثيراً مباشراً علي عائدات مصر من قناة السويس
أما الأن ، فنحن أمام ( فصل جديد من فصول المسرحية ) ، وهو أخطر فصل علي الإطلاق ، فصل ( تهجير الفلسطينيين من أراضيهم _ قسريأ أو طوعياً _ بإستخدام القصف الصاروخي مرة وبإستخدام المساعدات الإنسانية لتحقيق أهداف عسكرية وسياسية مرة أخرى ) هو نهاية المسرحية لتبدأ مسرحية أخرى وهى الإستيلاء علي غزة رسمياً من قبل الإحتلال الإسرائيلي والسيطرة عليها بنسبة ( ٧٥ ٪ ) خلال الشهرين القادمين ليعيش أهالي غزة الذين رفضوا التهجير فى مساحة ( ٢٥ ٪ ) من مساحة قطاع غزة ، وتصريحات "بتسلئيل سموتيرتش" وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بضرورة السير قدماً فى الحرب علي غزة وعدم القبول بوقف إطلاق النار دليل دامغ علي تعمد إسرائيلي قتل الشعب الفلسطيني وإرتكاب جرائم حرب والإستيلاء علي أراضيهم وتهجيرهم ، أما "إيتمار بن غفير" ، أما "بنيامين نتنياهو" رئيس الوزراء الإسرائيلي يعمل بكل السُبل علي توسيع الصراع فى الشرق الأوسط وإطالة أمد الصراع حتى يبقي علي رأس الوزارة ويكسب الوقت ليمنع محاكمته فى ( ٣ ) قضايا هامة أمام القضاء الإسرائيلي
إنشاء شركة لتوزيع المساعدات الإنسانية فى غزة هو جزء أساسي من الفصل الأخير من المسرحية الرامية لتهجير الفلسطينيين والتى أقول أنها مسرحية فاشلة وستفشل ويتم إسدال الستار دون كتابة النجاح لمخطط التهجير ، فالأشقاء الفلسطينيون صامدون علي أراضهم ولن يوافقوا علي التهجير ، و "مصر" تتصدي للتهجير بل وتطالب بالحق الفلسطيني كاملاً دون نُقصان ، الحق فى دولة مُستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية ، الرهان _ أيضاً _ علي الضغط الدولي الغاضب من الممارسات الإسرائيلية ضد أهالي غزة والضفة
سيأتي اليوم الذى تُحل فيه حكومة نتنياهو ، سيرحل هو و المتطرفون ، سيُكتب فى التاريخ صمود أهالي غزة ، ولن تُمحي جرائم الإحتلال الإسرائيلي ، وسيعود الحق لأصحابه وستعلن راية فلسطين ، ومهما زادت جرائم الإحتلال فإن الصمود والنضال باقيان ولن يضيع الحق الفلسطيني