تَعودتُ على قول الصِدِق وكتابة الصِدِق وتَبنى الصِدِق وحَمل لواء الصِدِق ، وتَعودتُ _ أيضاً _ ألا أقول غير الحقيقة حتى لو كانت "الحقيقة مُرَة ومُؤلمة" ، فـ "الصِدِق والحقيقة" هُما أقصَر الطُرق لمُصارحة النفس وقراءة الواقع .. لذلك سأُوجه حديثي _ بكُل تجرُد _ للشعب المصرى _ المُحب لوطنه _ الذى يُصارع من أجل العيش الكريم والذى يقرأ المشهدين الداخلي والخارجي قراءة مُتأنية ومُنصِفة وعادلة ، سأُوجه حديثي للشعب المصري أملاً فى وقفة مع النفس تجعل الطمأنينة تَثبُت فى نفوسنا وتجعلنا _ كما نحن دائماً _ مُتماسكون ومحافظون على وحدة جبهتنا الداخلية وعلى قلب رجُل واحد بإستمرار ، سأُوجه حديثي للشعب المصري _ الواعي _ الذي كان سبباً فى إجهاض أكبر وأشرس وأخطر مُخطط فى تاريخ البشرية لإبادة الشعب الفلسطينى وتهجيره وتصفية قضيته.
لدى عدة نقاط هامة أُريد التركيز عليها لعل وعسي تكون سبباً رئيسياً فى إزالة الشوائب التى سببتها الشائعات المُغرضة التى يُروجها أهل الشر من خلال قنواتهم وصُحفهم بالخارج .. وهذه النقاط هى :
١_ الموقف المصرى الداعم للقضية الفلسطينية والأشقاء الفلسطينيين موقف مُشرِف ولا يمكن أبداً التقليل منه ، تَصدت "مصر" بقوة لكل أشكال التعنُت والتعسُف الإسرائيلي ، رفضت "مصر" التهجير ، كان ( المُفاوض المصري ) حاضراً فى كل جولات المفاوضات التى أُقيمت فى باريس والدوحة والقاهرة ، هدف "مصر" من وراء وقفتها الصلبة فى وجه إسرائيل أصبح واضحاً للجميع ، فَمِن إعادة الهدوء ووقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية وعلاج المصابين إلي إدانة الجرائم الإسرائيلية التى إُرتكبت _ ومازالت تُرتَكَب _ وفضح الممارسات الإسرائيلية الرامية لجعل قطاع غزة غير قابل للعيش فيه وطارد لأهله مروراً بضرورة حل الدولتين وإعطاء الفلسطينين حقهم فى دولة فلسطينية مُستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل الخامس من يونيو ١٩٦٧ ورفض محاولات إسرائيل فى ضم أراض جديدة وبناء عليها مُستوطنات غير شرعية ورفض فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية
٢_ لولا "مصر" لضاعت القضية الفلسطينية ، نعم هذه الحقيقة ، لولا الموقف المصري المُتمثل فى موقف الرئيس عبدالفتاح السيسي الرافض للتهجير والمُتمثل أيضاً فى موقف الشعب المصرى المتوافق مع موقف الرئيس السيسي والمُتمثل أيضاً مع موقف البرلمان المصري المتوافق مع موقف الرئيس السيسي لكانت القضية الفلسطينية ( ذهبت مع الريح Gone with the wind ) وإنتهت للأبد ، لهذا فإنه لابد من إعلاننا عن ثقتنا المُطلقة فى القيادة الوطنية الأمينة على مصر والقادرة على الحفاظ على أمننا القومى والقادرة على صون دوائر أمننا القومى القريبة والبعيدة
٣_ مع ثبات الموقف المصري تزداد الضغوط بشراسة ، لذلك على الجميع أن يعلم بأن أوراق الضغط مُتعددة وفى كل المجالات ، مثلاً : ما يحدث فى مضيق باب المندب ليست أحداث طارئة ، والصراع فى البحر الأحمر والتأثير المباشر على حركة سير السفن الآتية لقناة السويس ليس صُدفة ، فقد تأثرت "مصر" وخسرت ( ٨٠٠ ) مليون دولار شهرياً من جراء ذلك
٤_ رغم كل ما يحيط بنا من كل الجوانب ورغم عدم الإستقرار فى المنطقة ورغم خط النار المُشتعلة فى مناطق كثيرة فى الشرق الأوسط لابد أن نعترف بأن مصر قادرة على الحفاظ علي نفسها بل والقادرة على إستمرار عمليات التطوير والتخطيط والتنمية فى كل شبر علي أراضيها وتحقيق مُعدلات إقتصادية مُطمئنة جداً ومُبشرة جداً ، مثلاً : حققت السياحة معدلات غير مسبوقة من العائدات الدولارية بنهاية عام ٢٠٢٤ وهى ( ١٥٫١ ) مليار دولار ، حققت تحويلات المصريين بالخارج رقماً عظيماً بنهاية عام ٢٠٢٤ وهو ( ٣٠٫٥ ) مليار دولار ، حققت الصادرات المصرية أرقاماً تدعونا للفخر بل أن الصادرات الزراعية فقط وصلت إلى ( ١٣٫٥ ) مليار دولار ، ولا ننسي أن نذكر بأن الإحتياطي النقدي وصل ( ٤٧٫٢ ) مليار دولار ، ولا ننسي أن مساحة الأرض الزراعية زادت وخلال النصف الثانى من عام ٢٠٢٦ سيُضاف مليون ونصف المليون فدان جديد ، ولا ننسي أن نقول أن مساحة المعمور فى مصر زادت بعد أن تم بناء وتشييد ( ٤٢ ) مدينة جديدة من مُدن الجيل الرابع وكلها تعمل وأصبحت جاذبة للسكان
كان لزاماً عليّ إن أقول ذلك حتى يتأكد الشعب المصري بأن وطننا بخير ، وحتى يتيقن الشعب المصري بأن قدرة مصر وقوتها لا تتوقف فقط على التصدي للمخاطر التى تحيط بنا بل أن قدرة مصر وقوتها جعلتها تتصدى للمخاطر وتبني وتُشيد وتُنجز وتحقق كل الخير لأبناءها .. لذلك دعونا نتشرف بما حققناه جميعاً ونسعَد ونفرح ونقول ( أحلي بلد بلدي ) ، بلدى التى تجمع الأشقاء من كل البلدان العربية ، بلدى الآمنة المُستقرة القوية