قائمة اليونسكو للتراث العالمى.. محور بكين المركزى

فى عام 2024 أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إدراج محور بكين المركزى ضمن قائمتها للتراث العالمى، وهو تجمع معمارى بارز يعكس التخطيط المثالى للعاصمة الصينية عبر العصور.

المحور المركزى قلب بكين التاريخى

يمتد المحور المركزى من الشمال إلى الجنوب عبر مركز بكين التاريخى، ويشمل قصورًا وحدائق إمبراطورية، وهياكل احتفالية ودينية، ومرافق إدارية قديمة، وتُجسد هذه المبانى تطور المدينة، كما تعكس ملامح النظام الإمبراطورى وتقاليد التخطيط الحضرى فى الصين.

يعود تاريخ المنطقة إلى أكثر من 3000 عام، إلا أن ملامح المحور بدأت فى التبلور خلال عهد أسرة يوان (1271-1368)، التى أسست عاصمتها دادو فى الجزء الشمالى من المدينة، لاحقًا شهد المحور إضافات وتحسينات خلال عهدى أسرتى مينغ (1368-1644) وتشينغ (1636-1912)، مما جعله نموذجًا معماريًا يعكس مبادئ التخطيط الكونفوشيوسية، كما ورد فى النص القديم "كاوجونغجى" أو "كتاب الحرف المتنوعة".

أهمية عالمية فى التخطيط الحضرى

يُعد محور بكين المركزى شاهدًا على تقاليد التخطيط العمرانى التى أثرت فى عواصم أخرى بشرق وجنوب شرق آسيا، حيث يعتمد تصميمه على محور رئيسى يمتد شمالًا وجنوبًا، مع توزيع متوازن للمعابد والمنشآت وفقًا للتقويم الزراعي والطقوس الكونفوشيوسية، لا تزال بعض هذه الطقوس تُمارس حتى اليوم، مما يعكس استمرارية التقاليد الثقافية الصينية فى التخطيط الحضرى.

حماية التراث والمحافظة عليه

يتميز المحور المركزى بوضعه الفريد كموقع تراثى متكامل، إذ تم الحفاظ على العديد من معالمه التاريخية، مثل المدينة المحرمة، أبراج الطبول والأجراس، وتل جينغشان، ومعبد السماء. رغم أن بعض الهياكل خضعت لإعادة الترميم، إلا أن التخطيط الأصلي للموقع ظل محفوظًا.

ولتجنب التحديات الناجمة عن التطور العمراني والضغوط السياحية، وُضعت خطط حماية شاملة، مثل "خطة الحفاظ على وإدارة محور بكين المركزي (2022-2035)"، إلى جانب تشريعات محلية تضمن الحفاظ على القيمة الثقافية والمعمارية للموقع. كما تتولى 19 مؤسسة إدارة هذا التراث، بما في ذلك "مركز بكين لحفظ المحور المركزي"، الذي يعمل على تنسيق الجهود بين الجهات المعنية للحفاظ على الموقع.