دينا شرف الدين

رسالة على الخاص

الجمعة، 07 فبراير 2025 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من جديد أعاود الحديث عن تلك الآفة التى ثبت بالقطع أنها تضر أكثر مما تنفع، وهى وسائل التواصل الاجتماعى، والتى باتت مسرحاً للمهازل والابتزازات والمطاردات والتحرشات وغيرها من أشكال التعدى السافر على الحرية الشخصية للآخرين، سواء كان ذلك طواعية ممن ينشرون تفاصيل أيامهم لحظة بلحظة على المشاع، أو كرهاً لمن يضطرون إلى استخدام تلك الوسائل لخدمة أعمالهم، لكنهم بشكل أو بآخر قد يكونون فرائس لآخرين من مرضى العقول ومعدومى الضمير والأخلاق وما أكثرهم.

كنت قد كتبت منذ سنوات قليلة عن حالات كثيرة من ضحايا السوشيال ميديا، وكان المقال بنفس العنوان (ضحايا السوشيال ميديا)، ورويت ما تعرضت له شخصياً من سرقة لحسابى الشخصي.

وقد كان ما سمعته ورأيته بجهاز مباحث الإنترنت من قصص مروعة قد جعلت من مشكلتى التى ذهبت بناء عليها لتحرير بلاغ نقطة مياه فى بحر.

ولكن:
لم يقتصر الأمر على مجرد بعض المضايقات الافتراضية أو حتى سرقة الحسابات الشخصية، لكن الأمر قد فاق الحدود وبلغ ذروته بالآونة الأخيرة.

إليكم أحدث قصص التحرش:

فقد كانت القصة التى سأرويها بمقال اليوم والتى جاءتنى على الخاص بمثابة كابوس، قد نال من إحدى السيدات وعرض حياتها الأسرية للتوتر وحالتها النفسية لحافة الانهيار.

تلك التى بدأت قصتها بسلامة النية فى التعامل مع الأصدقاء على السوشيال ميديا، وتحديداً هذا الشخص الذى كان يدعى الفضيلة ويتعامل بكل ود واحترام فى حدود الزمالة المهنية، إلى أن كشف عن وجهه الآخر الذى حمل كل أشكال التعدى السافر على حرمة الحياة الشخصية لهذه السيدة، والإطاحة بكل معانى الرقى والاحترام، والتجاوز عن الحدود المقبولة، والتى دفعت صاحبة الشكوى إلى حظر صداقة هذا الشخص المتطاول من وسائل التواصل أو الاتصال، بعدما قرر فجأة أن يتحرش بها متجاهلاً كونها زوجة وأما وشخصية محترمة، ظناً منها أن الأمر قد انتهى، وأنها قد تخلصت من هذا المتجاوز.

لكنها ولمدة عام كامل بعد هذا الحظر لم تسلم من مطاردات تتبعها مطاردات تتبعها مطاردات، تتنوع ما بين اعتذارات ورجاء بالسماح عن هذا التجاوز لعودة الصداقة والأخوة التى لم تكن بهذا العمق إلا من وجهة نظر هذا المتجاوز، ثم هجوم وتحرش لفظى وتهديدات بأنه لن يتركها يوماً، فإما أن تعود صديقة له وإما أن ينهى حياتها وحياته.

وباتت تتلقى مكالمات هاتفية من سيدات من لبنان وفلسطين وغيرهما يترجينها أن تسامح هذا الشخص وتعود له أختا وصديقة، وعندما لم ترد، يتحول إلى وحش كاسر، يسبها بأبشع الألفاظ ويتحرش بها لفظياً من خلال عدة حسابات وهمية، كلما حظرت واحداً تجد العشرات غيره، وكذلك من عدة أرقام هاتفية قد تجاوزت الـ100 رقم.

ملاحقات ومطاردات تحمل تفاصيل حياة هذا الشخص لحظة بلحظة، والذى كرس حياته لمراقبة وملاحقة هذه السيدة، التى كلما ظنت أنه سيبتعد إلى غير رجعة، تجد له ألف وجه فلا يكل ولا يمل.

وبعدما طفح الكيل، استأذنت زوجها وأصرت أن تذهب برفقته لتحرير محضر رسمى فى النيابة العامة، إيماناً منها أنه أبسط حقوقها وأنه من المفترض أن يكون القانون هو الملجأ والحماية من مثل هؤلاء الخطرين.

وقدمت أدلة دامغة على هذا السب والقذف والتحرش والتهديد، ليكون الخلاص من هذا الكابوس المزعج، بعد أن أرفقت عددا كبير من الرسائل التى تكفى لأن تكون أدلة لـ100 قضية، إذ أن الملاحقات والتجاوزات قد فاقت الحدود، لدرجة أن هذا الشخص بات يهدد بالقتل كل من حول هذه السيدة من معارف وأصدقاء، إن كتب لها تعليقاً أو شارك منشوراً لها، من عدد كبير من الحسابات الوهمية وعلى رأسهم حساب باسمها وصورتها، والذين تم رصدهم جميعاً، إذ أن هذا المتحرش قد قدم كافة الدلائل التى تدينه بيده لا بيد أحد.

فما أكثر هذه الجرائم التى تتعرض لها سيدات كثيرات، ربما يخشين من أزواجهن أن يروا مثل تلك الصفاقات والتحرشات فيخفينها ويتركن أنفسهن فرائس سهلة بيد حفنة من معدومى الضمير والإنسانية.

نهاية:

إن كانت هذه السيدة الشجاعة تمتلك من الجرأة ما مكنها من القتال لرد كرامتها التى تم امتهانها واتخاذ الطريق الذى من المفترض أنه الصحيح للحصول على حقها بالقانون، فكم من سيدات أخريات لا يمتلكن هذه الجرأة، ويخشين من أزواجهن ومن الشوشرة دون ذنب اقترفوه، غير أن هناك مرضى كثر بالمجتمع يستغلون ضعف النساء والفتيات وخوفهن ليفترسوهن ويتحرشوا بهن ويبتزوهن وقلوبهم آمنة مطمئنة أنه لن يحاسبهم أحد، وأن الأنثى تخشى الفضائح وإن كانت مجنى عليا.

لذا أناشد الجهات المعنية كلها، من النائب العام وأجهزة الشرطة والمجلس القومى للمرأة لوضع استراتيجية جديدة لحماية النساء الذين قد أولاهم الرئيس عبد الفتاح السيسى رعاية واهتماما غير مسبوق، وتفعيل القانون، لمحاصرة هذه الكوارث التى لا حصر لها، وتقييد هؤلاء المرضى المختلين ووضعهم بالأماكن التى تليق بهم لحماية المجتمع من شرورهم، فإما معاقبتهم بالقانون الصارم أو وضعهم بمصحات نفسية لحين استعادة صوابهم.

أتمنى أن يصل ندائى لأعلى جهة، وأن يكون هناك حل قاطع لإنهاء مثل هذه المهازل.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة