أكرم القصاص

انتخابات الصحفيين.. التنوع والاحترام وتحديات المهنة والتكنولوجيا

الأربعاء، 26 فبراير 2025 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التى تتم فيها انتخابات التجديد النصفى لنقابة الصحفيين لاختيار نقيب و6 أعضاء، ومن الطبيعى أن تكون هناك منافسة وبعض الخشونة التى لا تصل إلى التجاوز المرفوض، وبالرغم من أننا كنا دائما مع أحد أطراف الترشح ضد المنافس، فقد احتفظنا باحترام متبادل لمرشحينا ومنافسيهم.

نقول هذا بمناسبة بعض الحالات الفردية التى تشهد تجاوزات وشتائم أو انتقادات تصل إلى حد نفى الآخر أو يتحول البعض إلى مسامير وسكاكين تمزق الآخر، وهى فى الواقع تمزق المهنة.

أقول هذا منطلقا من احترام وتقدير لكل الزملاء المرشحين على منصب النقيب أو عضوية المجلس، وإن كنت أنحاز إلى زميلى فى «اليوم السابع» محمد السيد، ليس انحيازا جهويا أو مؤسساتيا، لكن لأسباب موضوعية، بسوابق تجربة الزميل المهنية والنقابية، بناء على معرفة، لكونه بالفعل نموذجا أحب أن أراه وأمثاله فى المجلس، من دون أن أقلل من جهد زملاء وزميلات فى المجلس أو يطرحون أنفسهم ولكل منهم برنامجه.

وعلى مدى سنوات كانت انتخابات نقابة الصحفيين تدور فى أجواء من المنافسة، و«الصحفيين» من النقابات التى انتظمت فيها  الانتخابات على مدى عقود، وكانت هناك قدرة على استيعاب التناقضات، والاستقطابات، وهناك قاعدة بأن الناخبين يذهبون لإزاحة  الموجود فى الانتخابات على اختيار أعضاء جدد، وأعتقد  أن الصحفيين  الحقيقيين أصحاب رأى، ولدى كل منهم إرادته وتوجهه، يمكن الاقتراح عليهم وليس إجبارهم على اختيار، وهى صيغة ميزت الصحفيين دائما.

والدعاية أمر مشروع لكل طرف من الأطراف المتنافسة، وقد تتضمن الدعاية خشونة أحيانا، تبقى فى سياق مقبول ومشروع، لكنها أحيانا تصل إلى حد التجاوز والتلاسن وتوجيه شتائم أو تشهير، بما يتجاوز الانتقادات للسب هى أمر مستحدث، ومنقول من ظواهر يرفضها المجتمع مثلما يجرى فى عالم الرياضة أو انتخابات النوادى وهى سوابق اخترعها أشخاص معينون معروفون، يتحولون إلى كاركترات مضحكة لفترة، لكنهم لا يقدمون أى نتائج مفيدة ويصنعون حالة نفور من واقع متدنٍ.

ويجب الاعتراف بأن مواقع التواصل بميزاتها وعيوبها، أنتجت واقعا جديدا من ناحية التورط فى تجاوزات تصل إلى حد تسخيف القيمة وانتزاع أى ميزة للخصوم، وحتى بعض الكبار يصغرون أنفسهم بالتورط فى أنواع من التلاسن غير المرغوب، لكن يظل هذا الأمر فى حدود ضيقة تصيب أصحابها أكثر مما تخدمهم.

والواقع أن ما يطرح فى الانتخابات من برامج أو وعود غالبا ما يسفر عن بعض ما يمكن تطبيقه والبعض الآخر يصعب تنفيذه خاصة فى ظل ظروف مختلفة، من دون أن ينفى هذا أن لكل مرشح الحق فى الدعاية لنفسه وتقديم برنامجه، وعلى مدى سنوات فاز البعض وخسر البعض الآخر، بنفس القواعد والظروف وتفضل الجمعية العمومية التغيير كل فترة.

خلال المؤتمر العام الأخير للصحفيين قلت إن التحدى أمام الصحافة تحدٍ مركب، بعضه تحديات أمام الصحافة الورقية بسبب الصحافة الإلكترونية، وهناك تحديات أمام الصحافة الإلكترونية من تطورات مواقع التواصل الاجتماعى، وهو ما يجعلنا بحاجة إلى صيغ جديدة للصحافة الرقمية، والتفاوض مع مواقع التواصل الكبيرة كما فعلت دول ومؤسسات أوروبية، باعتبار المواقع تعتمد على منتجات المواقع الإخبارية، الأخبار المنشورة فى الصحف، لكن هناك جدلا ومساعى من مواقع التواصل لدعم منتجى المحتوى الأفراد، بجانب تعمد تقليل المتابعة للمنتجات السياسية والتركيز على الترفيه والنميمة، بل وأحيانا المحتوى الإباحى والتافه.

ربما أبدى هذه القضايا بعيدة عن برامج انتخابية، أو جولات للزملاء، وقد تكون أقل شعبية وجماهيرية من الحديث عن البدل أو التوظيف، لكنها ترتبط بالتدريب، والتوظيف وتنمية الموارد، صحيح أن هناك مبالغة فى تقدير دور الذكاء الاصطناعى، لكن يظل تحديث القدرات التكنولوجية للصحفيين والمؤسسات ضرورة لاستمرار القدرة على الصمود والتطور، خاصة أن صناعة الإعلام صحافة وتليفزيون لم تعد تنفصل عما جرى لأدوات ومنصات النشر، من الصحافة التقليدية الورقية إلى الصحافة الإلكترونية، واندمجت أدوات الإعلام فى بعضها وسقطت الحواجز بين الصحافة والفيديو، وأصبح مصطلح «الديجيتال» يجمع كل الأدوات ويضع مسؤولية التطوير جزءا من عملية البناء.

وعلى الزملاء إدراك أن الصحافة تواجه تحديات، ومع أنها مؤسساتيا تقوم على المنافسة، فإنها نقابيا تحتاج عملا جماعيا وتوحدا، وقد نجح الصحفيون دائما بالتوافق حول قضاياهم واحترام التنوع، وإدارة تنوعهم بصبر وحوار، يراعى الفروق الفردية ويدفع نحو تعاون عام.

p.8









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة