حنان يوسف

إدارة المؤسسات الإعلامية العربية :الرؤية والأليات

الثلاثاء، 25 فبراير 2025 12:01 م


في ظل تزايد دور الإعلام الان في صنع القرار في المجتمعات وفي ظل تنوع أشكال وطرق ادارة المؤسسات الإعلامية ما بين عام وخاص وحتي نمو  فئات من الأجيال الجديدة من  اصحاب الملكية الفردية وهمً  المؤثرين وصناع المحتوي الاعلامي علي مواقع التواصل الاجتماعي ، تظهر أهمية النظر بدقة الي دور الإدارة الإعلامية الرشيدة لأي مؤسسة إعلامية   من منطلق أهمية الإدارة من جهة  واهمية الإعلام  من جهة اخري ،فإدارة مؤسسة إعلامية لا تختلف أبدا عن إدارة اى مؤسسة اقتصادية أخرى ، وهذا يعني أن الواجب يحتم على القائمين على إدارة هذا النوع من الأعمال ، أن يضعوا السوق واحتياجاته ومتطلباته في مقدمة اهتماماتهم بعد أن صارت صناعة الإعلام فرع من فروع النشاط الأقتصادى الذي تحكمه معايير السوق ، وتعد الإدارة الإعلامية الاستراتيجية هي تصور الرؤى المستقبلية للمؤسسة الأعلامية  ورسم رسالتها وتحديد غايتها على المدى البعيد وتحديد أبعاد العلاقات المتوقعة بينها بما يسهم في بيان الفرص ونقاط القوة والضعف المتميزة لها، وذلك بهدف اتخاذ القرارات الاستراتيجية المؤثرة على المدى البعيد في الإعلام ومراجعتها وتقويتها كما أن هناك ارتباطا قويا ومباشرا بين الإدارة  والمؤسسات ، وانه بدون الأخيرة يصعب مزاولة العملية الإدارية بشكل منظم ، كما إنه يكاد يكون من المستحيل إستمرار هذه المؤسسات في الوجود بدون الإدارة الناجحة. والإدارة الإعلامية الرشيدة هي الالتزام بمبادئ الإدارة التي تقتضيها الرسالة الثقافية والاجتماعية للوسيلة الإعلامية التي تديرها ويكمن في الطريقة التي يجب أن لا تحركها مجرد الرغبة في تحقيق أقصى حد من الأرباح لصالح أنماط الملكية المختلفة بل التصميم على تنفيذ المهام الثقافية والإعلامية الملازمة لعملية إنتاج بصورة ملائمة للمصلحة العامة ، وهنا تتحقق المسئولية الاجتماعية للإدارة  الإعلامية التي تسعى للوصول إلى التوازن بين المصلحة العامة والتشغيل الأقتصادى للمؤسسة  في ظل المتغيرات الدولية التي يموج بها العالم حول المنطقة العربية وتلعب  وسائل الإعلام دورا محوريا في تشكيلها.
ولا يختلف اثنان عن أهمية الإدارة في نجاح اى وسيلة سواء كانت شركة أو مؤسسة أو مدرسة أو وزارة أو مستشفى أو مزرعة ولكن اختلاف طبيعة نشاط هذه المنظمات قد ينعكس على شكل الإدارة لا جوهرها ومن ثم فأى نشاط يحتاج إلى إدارة ناجحة تتواءم مع طبيعة هذا النشاط .
ونظر لطبيعة المهنة الإعلامية فان هذه الأهداف متحركة ومن ثم فان إدارةالمؤسسات الإعلامية تحتاج إلى أكثر من مهارة مع التسلح بالعلم ، حتي  يستطيع من في موقع القرار  إن يحل مشكلات مؤسسة تحتاج إلى مرونة في إصدار القرارات وسرعة اتخاذها والقدرة على حل المشكلات السريعة والمتلاحقة والمتداخلة بين الأقسام الإدارية والفنية والتحريرية في مؤسسة إعلامية   ما.
كذلك فان المشكلات التي تواجه مدير إذاعة أو تلفزيون ليست مثل مشكلات اخري إذ إنها مشكلات من نوع خاص تحتاج إلى مرونة والسرعة من قبل مدير مؤسسةإعلامية ومن ثم فان العملية الإدارية في المؤسسات الإعلامية ليست مجرد تسلح بقواعد العلم الادارى فحسب بل إنها علاوة على ذلك تحتاج إلى مهارة خاصة في إدراك طبيعة الرسالة الإعلامية ونشرها وتسويقها.
إن اى مؤسسة تهدف إلى تحقيق أهداف معينة ومهما اختلفت طبيعة المؤسسة فان إنشاءها من الفرض إن تسعى إلى تحقيق هدف يتلاءم مع هذه الطبيعة ومن ثم فان مؤسسةإعلامية تهدف إلى الأخبار والتوجيه والترفيه  ، ستختلف عن مؤسسة أخرى تهدف إلى التعلم مثل الجامعة أو إنتاج الخضروات مثل المزرعة إن كل واحد من هذه المؤسسات يمكن اعتباره مؤسسة ذات طبيعة معينة ومن ثم فان شكل أدارتها يختلف باختلاف هذه الطبيعة.
ومهما إختلفت إشكال المؤسسات أو المنظمات فأنها تتفق باشتراكها في عناصر أساسية هي أهداف المؤسسة ، كادر المؤسسة من موظفين وعمال التمويل ، مقر ومشتملا ته من آلات وأدوات .
كما إن المدير في مؤسسة إعلامية تتنوع وظائفه لتشتمل أحيانا على مسئوليات إدارية وتحريرية ولذا فان تنوع الوظائف وطبيعتها المتميزة بالسرعة تحتاج إلى الاختصار في معالجتها والتوجه الشديد نحو العمل وكذلك فالاتصال الشفوي في ظروف العمل الإعلامي تمتاز بخاصية السرعة والخفة والحصول على رجع الصدى وهو من أفضل الوسائل الاتصالية في المؤسسات الإعلامية.
والحديث عن الوظائف التي تمارسها العناصر القيادية في إدارة المؤسسات الإعلامية سوف تعطى صورة أوضح لطبيعة عمل المديرين في تلك المؤسسات وهذه الوظائف هي التخطيط والتنظيم والتوجيه واتخاذ القرار والرقابة وإعداد الميزانية والتوظيف والتدريب والتمثيل والتفاوض.
* اضافة الي التخطيط وأهميته في المؤسسات الإعلامية.
وأي  عمل نقوم به يحتاج إلى تفكير مسبق يحدد لنا ما يجب عملة ويحدد الوسائل التي نقوم بها لتنفيذ ويحدد الأهداف المرجو من تنفيذه .
وان وضع الخطة لاي عمل هو عنصر من أهم العناصر التي يتحتم توافرها لهذا العمل وينطبق ذلك على اى عمل بصرف النظر عن حجمه ونوعيته وقد يكون العمل على مستوى الفرد أو الأسرة أو على مستوى الدولة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفى جميع الأحوال تكون درجة نجاح العمل مرتبطة بدرجة سلامة الخطة والمعلومات التي بنيت عليها الخطة.
* يجب إن نلاحظ أهمية
العنصر البشرى فهو عنصر فعال واساسى في تحديد كفاءة الإدارةولهذا السبب فان شئون هذا العنصر لا تترك دون تدخل من الدولة أو دون تنظيم يحقق الإغراض والأهداف المطلوبة من خلالها  .
وفي وضع استراتيجية مقترحة لتطوير إدارة المؤسسات الاعلامية  يأتي في المقدمة
تزايد القدرة المهنية لمساعدة المنظمات الإعلامية وتعزيز النزاهة والموضوعية المهنية في الكشف عن حالات الممارسات الفاسدة وكوسيلة للمساهمة في عملية الإصلاح.
والموازنة بين الاستقلال المهني من جانب والضغوط التي تمارسها السلطات والمطالبات الشعبية بالحصول على المعلومات والمشاركة والموضوعية من جانب آخر.
والموازنة بين الحاجة لإدخال تكنولوجيا المعلومات المتقدمة وغيرها من وسائل التقدم التكنولوجي في المعدات وأساليب العمل من جانب ، والموارد المحدودة المتاحة والقوانين الحالية بشان جمع الأموال للمنظمات الإعلامية من جانب آخر وألاستفادة من الفرص الكبيرة للسماوات المفتوحة والتدفق السريع للمعلومات  لتقوية القدرة على المناصرة الاجتماعية ، وإطلاع الشعب على التجارب الناجحة للإصلاح  وتحفيز السلطات لإزالة العقبات التي قد تعوق تنفيذ الإصلاحات
الساعية من اجل مزيد من تطوير أداء الإعلام العربي للإسهام في دفع قضايا الأمة العربية.
مع مواجهة تحديات عديدة في كيف تستطيع وسيلة  إعلامية الحفاظ على هويتها ومنتجاتها وخدماتها المميزة في بيئة سريعة التغير؟ وتصبح منصة فعالة للمناقشات والمشاركات العامة لدعم عملية الإصلاح؟
وهنا فمن الاهمية ان يتوافر مع إدارة المؤسسات الإعلامية المستقلة ( مهارات الإدارة ، وتدريب المراسلين الصحفيين) وأدوات بناء قدرة المؤسسات الإعلامية السائدة في الدول العربية وكيف يمكن دعم قدرة المؤسسات الإعلامية والصحفيين لتغطية التغيرات الاقتصادية ، والسياسية ، والاجتماعية مما يسهم مساهمة حقيقية في تعزيز قيم الشفافية فقد أصبح للإدارة العلمية المتخصصة  للإعلام دورها وذلك لأهميتها كوسيلة لتوجيه وضبط حسن سير الأعمال وكفاءة الأداء بأقل التكاليف وأفضل السبل بما يحقق الأهداف من خلال  نوعين من المهارات وهما المهارات الإدارية والمهارات المتخصصة فهي تحتاج إلى مهارات متخصصة في مجال العمل الإعلامي ( البرامج- المونتاج-التسجيل- التصوير – الإرسال الإذاعي – التحرير الصحفي – الإخراج الصحفي  الخ) كما تحتاج هذه المنظمات إلى مهارات إدارية
وهنا يأتي أهمية تطوير البناء التنظيمي للمؤسسة الإعلامية من اجل مزيد من تطوير وجودة المحتوي الاعلامي لهذه المؤسسات الإعلامية ودورها في المساهمة في التنوير والإصلاح والتنمية في المجتمعات العربية.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب