علاء شبل

التهجير يخالف عقيدة المسلمين.. وفلسطين وقف إسلامي

الإثنين، 24 فبراير 2025 05:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إن قضية فلسطين ليست جديدة وإنما تمتد لقرون عديدة، ولكن الجديد الذى نود الحديث عنه هو طائفة الجهلاء من خونة الداخل وبائعى دينهم لغرض زائل والذين عبر عنهم الإمام أحمد ابن حنبل بأنهم سفلة السفلة لأنهم يبيعون دينهم لدنيا غيرهم وآخر هؤلاء من خرج علينا ليفتى بأن أهل فلسطين ليسوا مأمورين بالحفاظ على أرضهم، ولكنهم مأمورون بعبادة الله وحده، ونسى العتل الأثيم أن الحفاظ على الأرض من صميم الإيمان بالله تعالى، الذى جعل الله من يموت دون أرضه شهيدا ولأن الأوطان والحفاظ عليها لا يمثل شيئا عند الخونة، فإنا نؤصل بالدليل دعوة القرآن والسنة للحفاظ على الأرض والهوية وأن عشق الوطن أمر فطرى لأصحاب الفطرة السليمة، فكان عقاب الكفار المحاربين للمسلمين إخراجهم من بلادهم فقال تعالى فى الآية 191من سورة البقرة (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ) بل إن الحق تبارك وتعالى قد قرن قتل النفس بالإخراج من الأرض فيقول فى الآية 66 من سورة النساء (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ ٱقْتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمْ أَوِ ٱخْرُجُواْ مِن دِيَٰرِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ) بل إن الكفار أدركوا تلك الحقيقة فكانوا يساومون الانبياء والدعاة على البقاء بينهم أو إخراجهم من الأرض، وقوله تعالى  (قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۚ قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ)88 الأعراف، وقوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۖ) 33 إبراهيم.

وقد شرعت صلاة الخوف من أجل مغادرة الأوطان ولهذا علق العلماء على قوله تعالى(... فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة)  فقالوا لا يكون الاطمئنان إلا بالعودة إلى ديارهم وأوطانهم، وجعل الله الجلاء عن الأرض والعذاب سواء بسواء ( ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب النار) 3 الحشر.

وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على عتبة وشيبة وربيعة بقوله اللهم عليك بهم كما اخرجونا من ديارنا، بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى سعى ربه لإرضائه تنفيذا لوعده تعالى (ولسوف يعطيك ربك فترضي) طيب خاطره عند تهجيره من مكة بقوله تعالى: (إن الذى فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد...) 85 القصص، والمعاد هو إعادته لموطنه الذى أحبه بكل حواسه.
وللجهلاء أقول: إن حادث تحويل القبلة لم يكن هجرا لبيت المقدس وإنما إرضاء لرسول الله حتى تكون القبلة لموطنه الحبيب (قد نرى تقلب وجهك فى السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام) البقرة 144.

وكانت دعوة المسافر أرجى للقبول لمغادرته وطنه ولضعفه واستكانته بتلك المفارقة وعلى هذا فقد قرر علماء الأمة النابهون الذين يعتد بهم أن أرض فلسطين وقف لا يجوز التنازل عن شبر منها وتحرير المسجد الأقصى والعناية به عقيدة من عقائد الإسلام وشريعة من شرائع الله، وإن فلسطين كلها وقف إسلامى إلى يوم القيامة وإجماع الأمة منعقد على حرمة التنازل عن أى جزء من فلسطين بيعًا أو عطاءً لكافر. و‏إن التقاعس عن نصرة غزة فرار من الزحف، وتعين على جميع أفراد السكان فى هذا البلد، وأصبح فرض عين فى حقهم لا يستشار فيه أحد، ولا يؤخذ برأيه، فمن تولّى عنه أو تركه فهو فارُّ من الزحف، كما أن المتولى يوم الزحف يتحمل وزره بقدر ما يتسبب فيه توليه وتخليه من أضرا وأخطار ولنا عودة بإذن الله.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة