أكرم القصاص

الوزيرة فى القطار والحكومة فى المترو

الجمعة، 21 فبراير 2025 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كالعادة أثارت قصة وزيرة التضامن مع القطار الكهربائى خليطا من الجدل، هناك من صدق ومن اندهش وهناك من أعجب ومن تشكك، لكنها قصة لافتة للنظر، فقد سجلت الوزيرة تجربتها مع القطار الخفيف وذهابها للعاصمة الإدارية قالت الوزيرة مايا مرسى «وصلت العاصمة الإدارية الجديدة بـ20 جنيها فى 42 دقيقة فى قطار العاصمة من محطة عدلى منصور»، وأبدت الوزيرة اندهاشها «أول مرة أدخل محطة عدلى منصور رغم أنى ركبت المترو من محطة الكيت كات قبل كدة للكربة، انبهرت … نعم انبهار ولا أقل من هذا المعنى»، والواقع أننى أصدق أن مايا مرسى انبهرت فعلا، وأى وزير يمكن أن ينزل الشارع أو يركب المترو والمواصلات العامة سوف ينبهر، وأقول ذلك لأننى شخصيا من ركاب المترو وممن يعتقدون أن مترو الأنفاق أحد أهم مظاهر التحضر، بجانب أنه مرفق لا يزال إلى حد كبير يحتفظ بكثير من الانضباط مقارنة بغيره من وسائل الثقل.


ركبت المترو يوم افتتاحه فى 27 سبتمبر 1987، وسافرت كثيرا ورأيت كيف أن المسؤولين والوزراء يركبون المترو والنقل العام، بشكل عام، ورأيت وزراء يذهبون إلى أعمالهم بالدراجات أو بالقطارات إلى آخر الأمر، ويتم ذلك بشكل متكرر ومن دون تصوير، واعترف أن النقل العام والمترو والقطارات الخفيفة تطورت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، مع شبكات الطرق التى تم إنشاؤها.


أعود إلى قصة الوزيرة مايا مرسى،  التى حكت قصتها «سألت المواطنين وجدت فى ناس نازلة الشروق وناس نازلة المستقبل وزملاء وزميلات من وزارت العدل والصحة والثقافة والمالية نازلين العاصمة.. نزلت سألت طيب هنركب إيه للوصول إلى الوزارة وجدت أتوبيسات مجهزة بالمجان «فى أيضا تاكسى العاصمة بالكهرباء» وصلتنى لغاية الوزارة فى ثلاث دقائق بس طبعا فى وزارات فى الطريق قبلى … قعدت فى الأتوبيس جنب زميلة فى مكتب نائب وزير الصحة … قالت لى رحلتها كل يوم …».


الوزيرة توجه الشكر للقائمين على إنشاء هذه الصروح، وإلى وزير النقل المهندس كامل الوزير، وأشارت إلى أن سائقة القطار سيدة مصرية، متوجهة لها بالشكر على حسن قيادتها وتميزها فى عملها، وأن المرأة المصرية قادرة على شغل كل الوظائف وإنجاز كل المهام الموكلة لها بكفاءة وتميز.


والواقع أن قصة الوزيرة مع المترو تحمل كثيرا من الصدق، وربما يكون هناك مسؤولون يركبون المترو لم يهتموا بتوثيق رحلاتهم، لكن الواقع أن الأمر يستحق، وقبل شهور حرص أحد المدعين على نشر صورتهم بالقطار وأنه خال من الركاب مما يجعله غير اقتصادى، بينما الحقيقة أن القطار أو المترو أو غيره الآن تزدحم، ومع الوقت ستكون كاملة العدد وزيادة فى أوقات الذروة، وهو مشهد نراه فى كل دول العالم وليس فقط فى مصر.


النقطة الأخرى وأقولها كأحد ركاب المترو المحترفين فى مصر وخارجها، على العكس من زملاء وأصدقاء يرفضون ركوب المترو، والمفارقة أن بعض من يرفضون ركوب المترو والمواصلات العامة هنا فى مصر، وربما يتعالون عليها يفعلون ذلك فى أوروبا ودول الخواجات، وهو أمر يكشف عن دونية أحيانا وخوف فى أحيان أخرى، أو توفير هروبا من أسعار التاكسى المرتفعة جدا بجانب فرق العملة.


وفيما يتعلق بقصة مايا والمترو، البعض تعامل معها من باب العمق وطرح سؤال: هل تستمر الوزيرة فى الذهاب لعملها بالقطار والمترو، مثلما يجرى بالخارج؟، طبعا السؤال تجيب عليه الوزيرة، وزملاؤها، لكنى أصدقها فى مشاعرها وأتمنى أن يوفر الوزراء تكاليف المواكب والحراسات مثلما نرى فى الخارج، وأن يستخدموا مواصلات متحضرة بالفعل، وربما يكون حلما أن يجرب الوزراء ما يقدم للناس، لأنه لو كانت الحكومة تعيش مع المواطنين سوف تحرص على أن تبقى الخدمات المقدمة لهم بنفس الجودة.


لكن عموما فإننى أصدق قصة الوزيرة وانبهارها، وبالفعل هناك قفزات فى شكل ومضمون وسائل النقل،  وأتمنى ان أرى الحكومة كلها تفعل ذلك فى القاهرة والأقاليم لتكون شاهدا على ما تحقق.

p
p

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة