مها عبد القادر

شموخ الدولة المصرية

الخميس، 20 فبراير 2025 06:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تُعد الدولة المصرية رمزًا للعراقة والأصالة، فهى صاحبة أقدم حضارة عرفها التاريخ، تمتد جذورها لأكثر من سبعة آلاف عام، ولا تزال تتألق عبر العصور، مجسدةً روح التحدى والتجديد محافظة على الهوية والقومية المصرية، فمصر ليست مجرد وطن، بل سجلٌ خالد يحمل بين طياته أعظم الإنجازات التى سطّرها الإنسان، وكانت على مدار التاريخ ركيزةً أساسيةً فى بناء الحضارة الإنسانية، ولا تزال تقف شامخة بقيمها وإرثها، وقوتها التى تتجدد عبر العصور، فشموخ مصر لا يُقاس فقط بقوتها العسكرية أو الاقتصادية، بل يظهر جليًا فى قدرتها على التكيف مع المتغيرات العالمية، ومواكبة التطورات، وترسيخ قيم الاستقرار والتنمية، مما يجعلها فى طليعة الدول ذات التأثير العميق إقليميًا ودوليًا.

وفى ظل قيادة سياسية واعية تضع رفعة وسيادة الوطن وكرامة المواطن فى صدارة أولوياتها، تسير مصر بخطى ثابتة نحو مستقبل مشرق وأكثر ازدهارًا، مرتكزةً على إصلاحات اقتصادية واسعة، ومشروعات قومية كبرى، وتحديث شامل للبنية التحتية، وقد أسهمت هذه الجهود فى تحقيق معدلات نمو قوية، وترسيخ مكانة مصر كمركز اقتصادى واستثمارى عالمى، كما ساهمت السياسات الحكيمة التى تنتهجها القيادة المصرية فى تحقيق الاستقرار السياسى، والأمنى، والاجتماعى، مما وفر بيئة داعمة للتنمية الشاملة المستدامة.

وقد أثبت التاريخ أن الشعب المصرى هو سر عظمتها ومصدر نهضة بلاده، فى ظل قيادة سياسية رشيدو وواعية تقوده، فهو شعب صانع للحضارة، لا يعرف المستحيل، ويواجه التحديات بعزيمة وإرادة صلبة. فكما قاد المصريون أعظم الإنجازات فى الماضى، فإنهم اليوم يواصلون دورهم فى دفع عجلة التنمية، والمشاركة الفعالة فى مسيرة الإصلاح والبناء متسلحين بالعلم والعمل، ومدعومين بمبادرات الدولة التى تسعى إلى تمكين الشباب والمرأة، وتحفيز الابتكار، وتنمية الكوادر الوطنية فى مختلف المجالات.

وتتبنى الدولة المصرية استراتيجية تنموية شاملة وفق رؤية مصر 2030، التى تهدف إلى تحقيق نهضة متكاملة فى مختلف القطاعات، الاقتصادية والاجتماعية، وتطوير التعليم والصحة إلى الصناعة والزراعة والتحول الرقمى وتحقيق ذلك من خلال المشروعات القومية الكبرى، مثل العاصمة الإدارية الجديدة، وتنمية محور قناة السويس، والعديد من المبادرات كحياة كريمة، وبداية، وبناء الإنسان، وتجسد هذه المبادرات رؤية مصر نحو مجتمع أكثر وعيًا، وإنتاجية، واستدامة، حيث يتم إعداد المواطن المصرى ليكون فاعلًا ومؤثرًا فى مسيرة التنمية، قادرًا على المنافسة عالميًا، ومساهما فى بناء وطنه بقوة وإبداع، ومن خلالها تؤكد مصر التزامها ببناء دولة حديثة تتناسب مع طموحات شعبها العريق.

وجدير بالذكر أن مكانة مصر الإقليمية والدولية لم تكن وليدة المصادفة، بل هى نتيجة تاريخ طويل من الجهود الدبلوماسية والسياسات المتوازنة، فمصر تمتلك ثقلًا سياسيًا واقتصاديًا كبيرًا، وتمتلك تاريخًا مشرفًا فى دعم قضايا العدل والسلام ولها دور فعال فى تحقيق الاستقرار الإقليمى والعالمى، ومن خلال سياساتها الحكيمة وعلاقاتها الاستراتيجية والانخراط فى مبادرات التعاون الدولى، تستمر الدولة المصرية وتواصل ترسيخ دورها كدعامة وركيزة أساسية للأمن والتنمية والسلام.

ونؤكد إن شموخ الدولة المصرية ليس مجرد إرث تاريخى، بل هو حقيقة راسخة متجددة تتأكد مع كل إنجاز جديد ومع استمرار مسيرة التطوير والتحديث، والاستثمار فى بناء الإنسان، والانفتاح على المستقبل بروح الطموح والتفاؤل؛ لتظل مصر قوة صامدة وصاعدة قادرة على تحقيق المزيد من التقدم والازدهار، فالدولة المصرية اليوم، لا تكتفى بمجرد استعادة أمجاد الماضى والعيش من خلاله، بل تكتب فصولًا جديدة من النهضة، مستندةً إلى مشروعات تنموية كبرى، وإرادة وطنية لا تلين، ذلك شموخ القائم على أسس متينة من التاريخ العريق، والقيادة الرشيدة، وإرادة الشعب، والتنمية المستدامة، وهو سر استمرار مصر قوة إقليمية مؤثرة وقادرة على مواجهة التحديات وتحقيق التطلعات الكبيرة فى المستقبل مشرق وصولًا لجودة الحياة لجموع الشعب المصرى، إن مصر اليوم ليست مجرد ماض مجيد، بل نموذج حديث يحتذى به لدولة تسابق الزمن نحو التنمية والتقدم، مؤمنةً بأن المجد لا يُورث، بل يُصنع بالجهد والعزيمة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة