أكرم القصاص

زيارة السيسى لإسبانيا.. التعاون والشراكة والسلام وتأكيد رفض «التهجير»

الخميس، 20 فبراير 2025 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وسط هذه التشابكات الإقليمية والدولية، وتحولات الأوضاع فى غزة وانعكاساتها على مجمل الأوضاع الإقليمية، هناك بالفعل رمال متحركة فى المنطقة الشرق الأوسط والعالم، واستعدادات لعقد قمة طارئة عربية بالقاهرة، تسبقها قمة مصغرة بالرياض، وسط كل هذا يفترض النظر إلى تحركات الدولة المصرية، ومنها الزيارة المهمة للرئيس عبدالفتاح السيسى إلى إسبانيا، وهى زيارته الثانية إلى مدريد، بما يعكس الرغبة الصادقة فى تعزيز العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين، والتعاون المثمر على أساس مشترك من الاحترام والتفاهم المتبادلين.

تمت الزيارة وسط حفاوة من ملك إسبانيا ورئيس الحكومة «بيدرو سانشيز»، وهى الزيارة التى تضمنت مباحثات بمشاركة وفدى البلدين، تتعلق بمجمل العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الأوضاع الإقليمية، والزيارة بشكل عام تأتى فى توقيت مهم، وتتضمن مباحثات وتوجهات للبلدين تجاه القضايا الإقليمية والدولية، بجانب العلاقات الاقتصادية والسياسية وهى علاقات ممتدة على مدى عقود.

بالطبع كانت العلاقات الثنائية جزءا من برنامج الزيارة، حيث تم توقيع وثيقة لترفيع العلاقات المصرية الإسبانية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، مع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المبرمة بيننا، بهدف تعميق التعاون الاقتصادى والاستثمارى، وزيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين، وهى الأمور التى حظيت  بأهمية كبيرة خلال الزيارة. وتم الاتفاق على ضرورة تعزيز تواجد الاستثمارات الإسبانية، والبناء على قصص نجاح الشركات الإسبانية فى مصر، وتكثيف التعاون فى توطين الصناعة بمصر فى كل المجالات، بما فى ذلك مجالات الطاقة المتجددة والنظيفة، والنقل، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتبادل الخبرات والمعلومات فى موضوعات إدارة وتنمية الموارد المائية، فى ظل ما تمثله مسألة الأمن المائى، من أهمية بالغة لمصر.

ومع تصعيد وترفيع العلاقات الاقتصادية والسياسية بين مصر وإسبانيا، شغلت القضية الإقليمية ومواجهة مخططات التهجير من غزة مكانها فى الزيارة، حيث أكد رئيس الحكومة الإسبانية اتفاق إسبانيا الكامل مع موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين، بشكل حاسم وقاطع، وأن بلاده تدعم كل ما سوف يصدر عن القمة العربية المرتقبة، التى سوف تعقد بمصر، بشأن مسألة إعادة إعمار قطاع غزة والخطة المصرية فى هذا الشأن وبما يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم، والسير نحو تطبيق حل الدولتين.

وخلال المؤتمر الصحفى المشترك، دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى، إلى ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، واستمرار تبادل الرهائن والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية اللازمة، لإنقاذ أهالى غزة من الأوضاع المأساوية التى يعانون منها، مشيدا بقرار إسبانيا الشجاع والتاريخى، الذى انحاز إلى الحق والعدل، عبر الاعتراف بالدولة الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى المشروعة، وعلى رأسها حقه فى تقرير المصير، وأن الرئيس السيسى ورئيس الحكومة الإسبانية اتفقا أيضا على ضرورة السعى والدفع لإحياء عملية السلام، بهدف إقامة دولة فلسطينية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية.

ودعا الرئيس إلى ضرورة دعم المجتمع الدولى، وتبنيه خطة إعادة إعمار قطاع غزة، دون تهجير الشعب الفلسطينى، وأكد السيسى «أكرر دون تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه التى يتمسك بها، ووطنه الذى لا يقبل التفريط فيه، وبما يضمن البدء الفورى فى عمليات الإغاثة والتعافى المبكر»، مع ضرورة دعم المنظمات الدولية، العاملة فى المجال الإنسانى بالقطاع، وفى مقدمتها وكالة «الأونروا» التى لا يمكن الاستغناء عنها، فى تقديم الخدمات الإنسانية الأساسية للشعب الفلسطينى.

بالطبع جزء من مباحثات الرئيس مع رئيس الوزراء الإسبانى، تضمنت القضايا الإقليمية، والحرص على وحدة الأراضى السورية والليبية، ودعم مسارات سياسية تضمن مصالح البلدين، وأيضا أمن ووحدة لبنان، بجانب التعاون لمواجهة الهجمات ضد السفن التجارية فى باب المندب وتطورات الأوضاع فى منطقتى القرن الأفريقى والساحل.

الزيارة التى يقوم بها الرئيس لإسبانيا، هى زيارة فى توقيت مهم، وتتضمن تحركات وتنسيقا، حيث إن إسبانيا عضو عامل فى الاتحاد الأوروبى، والمتوسط، ومصر أيضا جسر للعالم العربى وأفريقيا بما يضاعف من أهمية تطوير وترفيع العلاقات بين البلدين.


 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة