- عراقجى: واشنطن تريد وقف تخصيب اليورانيوم وهذا غير مقبول
تلوح انفراجات فى أفق المفاوضات بين طهران وواشنطن تقتصر على التصريحات دون خطوات فعلية على الأرض ؛ بل أن واشنطن تتخذ خطوات بالاتجاه المعاكس فتزيد التوتر مع إيران.
فى هذا السياق ؛ أدانت وزارة الخارجية الإيرانية فى بيان لها قرار وزارة الخارجية الأمريكية بمنع استمرار أنشطة ثلاثة من موظفى بعثة إيران فى نيويورك ووصفته بأنه ذروة تجاوزات الولايات المتحدة للقانون وانتهاكها لالتزاماتها كحكومة مضيفة، الأمر الذى يُشكك أكثر فى أهلية الحكومة الأمريكية لاستضافة هذه المنظمة.
كما أدانت تشديد القيود المفروضة على البعثة الدبلوماسية الإيرانية لدى الأمم المتحدة فى نيويورك، ودعت الأمين العام للأمم المتحدة إلى تدخل أكثر جدية لمنع انتهاك الحقوق القانونية لإيران. وجاء فى البيان: "إن فرض قيود واسعة النطاق على إقامة وتحركات الدبلوماسيين الإيرانيين، وتشديد القيود على حساباتهم المصرفية، وفرض قيود على مشترياتهم اليومية، هى من بين الضغوط والمضايقات المصممة والمنفذة لعرقلة الأداء الطبيعى والقانونى للدبلوماسيين الإيرانيين".
طهران: منفتحون على الدبلوماسية ولكن …
تقول طهران على لسان وزير خارجيتها عباس عراقجى، إنها منفتحة على الدبلوماسية، ولكن فقط ضمن ما وصفها بـ"شروط تضمن نتيجة عادلة ومتوازنة"، معتبرا أن "الأمر يعتمد على الولايات المتحدة"، وذلك بشأن مستقبل المفاوضات المتعثرة من أجل التوصل إلى اتفاق حول الملف النووى الإيرانى. وأضاف عراقجى، أن "المحادثات النووية وصلت إلى طريق مسدود"، مرجعاً السبب إلى مطالبة واشنطن فى عهد الرئيس دونالد ترامب بوقف كامل لتخصيب اليورانيوم، وهو ما ترفضه طهران.
وشدد الوزير الإيرانى على أن "التعاون المحتمل سيقتصر على الجوانب التقنية المتعلقة بالسلامة، وليس على عمليات التفتيش التى تقع ضمن صلاحيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، لافتاً إلى أن "فى الجوانب التقنية لهذه التحديات، يمكن أن يكون التعاون مع اليابان مفيداً للغاية".
وأوضح عراقجى أن "إيران تواجه مزيجا معقدا من التهديدات الأمنية والسلامة لم تشهده من قبل"، مشيراً إلى "الأضرار الهيكلية، واحتمال حدوث تسرب إشعاعي"، عقب الضربات الأميركية فى يونيو الماضى.
دخول أمريكا حرب إسرائيل وإيران..
كانت إيران والولايات المتحدة قدبدأت سلسلة من المفاوضات فى أبريل الماضى ؛ بهدف التوصل إلى اتفاق سلام نووي، عقب رسالة من الرئيس دونالد ترامب إلى المرشد الأعلى على خامنئى. وحدد ترامب مهلة شهرين لإيران للتوصل إلى اتفاق.
وبعد انقضاء المهلة دون التوصل إلى اتفاق، شنت إسرائيل هجومًا على إيران، مما أشعل فتيل حرب شاملة بين البلدين. زاد الأمر تعقيدًا دخول الولايات المتحدة بشكل حاسم فى حرب إيران وإسرائيل، فى يونيو، بعدما أمر ترامب، بقصف 3 مواقع نووية إيرانية، بقنابل "خارقة للتحصينات" وصواريخ.
وقال عراقجى أن "طهران غير مقتنعة بجدوى المفاوضات والتوصل إلى اتفاق نووي"، فى إشارة إلى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووى عام 2018، ودعمها للهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران. وأضاف الوزير الإيراني: "إذا غيروا نهجهم وكانوا مستعدين لمفاوضات عادلة ومفيدة للطرفين، فنحن مستعدون أيضاً. لكن التفاوض يختلف عن الإملاء.. فى الوقت الراهن لسنا مقتنعين بأنهم جاهزون لمفاوضات حقيقية وجادة".
التكنولوجيا النووية السلمية
وأكد عراقجى أن "جوهر الخلاف يكمن فى رفض واشنطن الاعتراف بحق إيران فى التكنولوجيا النووية السلمية، بما فى ذلك تخصيب اليورانيوم، بموجب معاهدة حظر الانتشار النووى التى تُعد اليابان عضواً فيها".
وأضاف أن "إيران مستعدة لقبول قيود على مستويات التخصيب وأنواع أجهزة الطرد المركزي"، مشيراً إلى أن "المفاوضات يمكن أن تتقدم بسرعة بمجرد أن تتبنى الولايات المتحدة نهجاً متبادلاً يسمح للبرنامج النووى السلمى الإيرانى بالاستمرار ويرفع العقوبات".