عادل السنهورى

مستر بيست فى أهرامات الجيزة.. ضربة معلم

الأحد، 16 فبراير 2025 03:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى شهر ديسمبر الماضى ثار جدل غير مسبوق بين مئات الملايين المتابعين لصانع المحتوى الأمريكى- أو اليوتيوبر جيمى دونالدسون- على وسائل التواصل الاجتماعى الذى صرح بأنه قام باستئجار منطقة الأهرامات فى مصر لمدة 100 ساعة لتصوير فيديوهات يبثها على وسائل التواصل الاجتماعى.

اليوتيوبر الأمريكى نجح فى الترويج المدهش لبرنامجه وحلقته الأسطورية عن أهرامات الجيزة، وتسبب فى جدل ضخم فى إطار الحملة الترويجية حول العالم وفى مصر. فهل حقا استأجر "مستر ذا بيست" منطقة الأهرامات؟ وهل الأهرامات قابلة للاستئجار؟، تدخلت وزارة السياحة والآثار لتنفى قصة الاستئجار وتصريحات دونالدسون جاءت فى إطار حملة الترويج لحلقته المدهشة عن الأهرامات بعد حصوله على تصاريح تصوير، وبعد مواعيد العمل الرسمية برفقة خبراء أثريين وبعد أن دفع مقابل ذلك للجهات المعنية فى مصر ما يقرب من مليون و400 ألف دولار.

مستر بيست كان يدرك مسبقا وبخبرته الكبيرة، أن حلقته الأسطورية وتجربته الاستثنائية ستحقق مشاهدات ومتابعات غير مسبوقة من عشرات الملايين، بالفعل فبعد أن قضى 100 ساعة تصوير فى قلب هضبة أهرامات الجيزة فى ديسمبر الماضى وتجول داخلها فى مناطق لم يرها المشاهدون والزائرون من قبل، وعرض أسرارا جديدة فى فيديو مدته 21 دقيقة فقط على قناته الشهيرة عبر اليوتيوب، بلغت مشاهدات فيديو الأهرامات فى اليوم الأول أكثر من 40 مليون مشاهدة وبعد مرور 6 أيام فقط بالأمس على عرض الفيديو بلغ عدد المشاهدات ما يقرب من 110 ملايين مشاهدة...!! والمتوقع أن يتجاوز فيديو الأهرامات الـ400 مليون مشاهدة حول العالم.

ما حققه "مستر بيست" للسياحة المصرية ولأشهر مقاصدها وإحدى عجائب الدنيا السبع من ترويج وتعريف وجذب، يفوق بمئات المرات الزيارات التقليدية والمشاركات الروتينية فى معارض السياحة العالمية وما ينفق عليها من آلاف وملايين الدولارات ولا تحقق العائد منها بالصورة التى تتواكب وعظمة المقاصد السياحية المصرية.

حلقة الأهرامات تأتى ومصر تستعد لافتتاح مبهر للمتحف الكبير وسط تطوير كبير للمنطقة لجذب ملايين السياح، وبالتالى فالدعم الكبير والترويج الذى حققه مستر ذا بيست هو إضافة كبرى للترويج الضخم للمنطقة وللحضارة المصرية القديمة التى ما زالت تحمل الكثير من الأسرار وهذا هو المطلوب، وهذا هو ما تنادت به الأصوات الخبيرة بمعايير ومقاييس الترويج السياحى الحديث والمعاصر للتطورات الكبيرة فى عالم التسويق والترويج للسياحة المصرية فى كل مكان داخل مصر، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعى والمؤثرين العالميين فيها، وتقديم كل التسهيلات المطلوبة لهم مثلما حدث مع مستر ذا بيست فى تصويره لمنطقة الأهرامات وداخل الأهرامات الثلاثة وأبو الهول، فهناك عقول مصرية ساهمت فى إخراج هذا العمل الدعائى والترويجى الضخم عن مصر والأهرامات، وهى عقول تستحق التحية والإشادة، فقد حدث فى السابق أن عطلت "البيروقراطية الصغيرة" محاولات كبار المشاهير من الفنانين وعارضى الأزياء ولاعبى الكرة ومقدمى البرامج الأجنبية فى التصوير والترويج لمصر، وأضاعت فرصا تاريخية للترويج للسياحة المصرية، وهو ما يجعلنا نتفاءل ونأمل فى أن يستمر هذا النهج فى التعامل مع مشاهير العالم والمؤثرين حول العالم، وهو ما سوف يتحقق- كما صرح عبد الفتاح الجبالى رئيس مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامى والعضو المنتدب-بتضافر جهود كل الجهات والمؤسسات المعنية بالدولة المصرية، وتحت إشراف لجنة مصر للأفلام بمدينة الإنتاج الإعلامى التى تعد الجهة الرسمية المسؤولة عن إصدار تصاريح الأفلام السينمائية الأجنبية داخل جمهورية مصر العربية، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية وفقاً لنظام الشباك الواحد الذى يتيح لشركات الإنتاج العالمية تنفيذ أعمالها السينمائية فى مصر من مكان واحد دون أى معوقات أو صعوبات إدارية، حيث تقدم اللجنة كل الخدمات الإنتاجية والتسهيلات الجمركية واللوجستية، وتوفر المرافقة الأمنية وطائرات الهليكوبتر والدرون أثناء التصوير فى مصر.


وحسب المعلومات، فإن اللجنة قامت خلال الأربع سنوات الماضية بالإشراف على تصوير أكثر من 70 عملاً روائيا من مختلف الجنسيات فى العديد من المواقع الأثرية والمعالم السياحية فى مصر، وهذا هو الدور المطلوب لاستعادة الدور الريادى لمصر ولقوتها الناعمة بتقديم كل التسهيلات وعدم منح الفرصة "للبيروقراطية الصغيرة" فى وضع العراقيل. فتجربة مستر ذا بيست يجب أن تكون النموذج الناجح، وأن نكررها فى أماكن أثرية أخرى فى مصر، وأماكن سياحية غير تقليدية أيضا . فمثلا لدينا الآن فرصة تاريخية لوضع "نجريج" قرية محمد صلاح على الخارطة السياحية المصرية وتهيئة القرية وتجهيزها لاستقبال السياح والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي. الأفكار كثيرة وتحتاج فقط إلى إرادة وعقول تفكر "خارج الصندوق" وأيادٍ غير مرتعشة.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة