مها عبد القادر

مصر.. رسالة خالدة للعالم

السبت، 15 فبراير 2025 05:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مصر ليست مجرد مكان نعيش فيه؛ بل هي وطن يسكن قلوبنا وعقولنا، محفور في أعماق التاريخ ومتجذر في وجدان الإنسانية، حين تذكر الريادة تذكر مصر؛ وحين تذكر الشموخ تذكر الأهرامات؛ وحين تذكر المجد تذكر جيشها الذي لم يُهزم، من الأزهر الشريف انطلق صوت الاعتدال، ومن جيشها خرجت بطولات المجد، ومن شعبها سُطرت ملاحم الكبرياء، مصر هي الوطن الذي مهما ابتعدت عنه، يكمن في قلبك ووجدانك، فهي في المحن تكون صامدة، وفي السلام قائدة، وفي التاريخ خالدة، هي أرض الكنانة، محفوظة بحفظ الله، شامخة بشموخ النيل، فهي المجد الذي لا يُمحى، والحضارة التي لا تغيب، قلب العروبة، حصن الإسلام، ومنبر السلام، ومهد الحضارات، وحاضر يؤسس لمستقبل مشرق.

إذا كانت العروبة بيتًا، فإن مصر هي عموده الفقري؛ وإذا كانت الأمة جسدًا، فهي قلبه النابض؛ وإذا كانت الحضارة نهرًا، فهي منبعه الدائم، وعلى مدار التاريخ كانت مصر حامية العرب وسندهم في الأزمات، قدّمت الغالي والنفيس دفاعًا عن قضاياهم، وتصدّت لأي تهديد لوحدتهم واستقرارهم، ففي ميادين القتال كان جيشها حصن الأمة، يرفع راية العزة والكرامة، مؤمنًا بأن أمن مصر وسيادتها جزء لا يتجزأ من أمن الأمة العربية والإسلامية، وفي ميادين السلام، كانت مصر صانعة المبادرات، وجسرًا للحوار ومؤسسة لاستقرار المنطقة.


وستظل مصر شعلة الإبداع الثقافي والفكري، منارة لا تنطفئ، ومهدًا للحضارات. من أرضها خرج أعظم العلماء، الكتاب، الشعراء، والمفكرين الذين أضاءوا العقول وأثروا الوجدان العربي. لقد أسهمت مصر في تشكيل الهوية الثقافية العربية وكانت مركزًا للإشعاع الفكري، حيث ازدهرت الفنون، والأدب، والعلوم. ولم تكن مجرد موطن للمبدعين، بل كانت حاضنة للإبداع، وبيئة خصبة لنمو الفكر الوسطي، ومنبرًا للحوار والتجديد. مصر رسالة خالدة في صفحات التاريخ، أضاءت الماضي وترسم طريق المستقبل.


وقد أصبحت مصر منذ دخول الإسلام قبلة للعلم والدين، وحاضنة للفكر الوسطي الصحيح، حيث احتضنت الأزهر الشريف، منارة العلم الإسلامي ومنبر الاعتدال، الذي ساهم في نشر قيم التسامح والتعايش بين الشعوب، ولم تكن مصر يومًا أرضًا للفتن أو الصراعات الطائفية، بل ظلت نموذجًا للوحدة الوطنية والتعايش السلمي، تجمعها روابط التاريخ والمصير المشترك، فكانت ولا تزال أرضًا للسلام وموطنًا للتعايش بين الأديان والثقافات، تقف دائمًا في صف القضايا الإسلامية العادلة، تدافع عن وحدة الأمة الإسلامية، وتتصدى للظلم والتطرف، مقدمة نموذجًا فريدًا في الاعتدال ونشر قيم العدل والسلام. كما لعبت دورًا محوريًا في ترسيخ الحوار بين الأديان، فاحتضنت المؤتمرات التي تدعو للتفاهم والتقارب بين الشعوب، وكان للأزهر الشريف مواقف مشهودة في الدفاع عن قضايا الأمة.


ولم تقتصر مصر على الدفاع عن الإسلام، بل كانت أيضًا موطنًا لكبار العلماء والمفكرين الذين أثروا الفكر الإسلامي عبر العصور، مثل الإمام الشافعي والليث بن سعد، وأقطاب التصوف الذين نقلوا للعالم روح الإسلام القائمة على الرحمة والاعتدال، ستظل مصر دائمًا القلب النابض للعروبة، والحصن المنيع للإسلام، ومنارة العلم والحضارة، تضيء الطريق للأمة، وتحمل رايتها الخالدة في بناء الإنسان وترسيخ القيم النبيلة.


وعندما نبحث عن مهد الحضارة، يسطع اسم مصر ويتصدر صفحات التاريخ، متلألئًا كنجم ساطع في سماء الإنسانية، فمنذ آلاف السنين أبهرت العالم بحضارة متفردة، شيدت الأهرامات ونقشت علومها وأسرارها على جدران المعابد، وسجلت معارفها وإنجازاتها الهندسية على أوراق البردي، لتصبح أيقونة الإبداع الإنساني ومهد التقدم والمعرفة، ولم تكن حضارتها مجرد حجارة صامتة آثارها جامدة، بل كانت دولة متكاملة الأركان وضعت أسس العدالة، وسنّت أولى القوانين، وسجلت أقدم وثائق الطب والفلك والهندسة، وأسست نظامًا إداريًا متطورًا انعكست آثاره على الحضارات اللاحقة، وامتدت ريادتها إلى العصور الحديثة، فكانت منارة للفكر والثقافة، وقاطرة للتحرر والاستقلال، ألهمت الشعوب بنضالها وفنونها وآدابها، فظلت في طليعة الأمم، تحمل لواء العلم والإبداع، ورمزًا للحضارة الخالدة التي لا تغيب عنها شمس المجد
وعندما يسجل التاريخ صانعي السلام، فإن مصر تتصدر القائمة بجدارة، فهي قوة دبلوماسية رائدة، لعبت دورًا محوريًا في مفاوضات السلام العربية، وساهمت في إنهاء النزاعات، وأطلقت المبادرات التي جعلت من السلام خيارًا استراتيجيًا، إيمانًا بأن الاستقرار هو مفتاح التنمية والازدهار، وستظل مصر ثابتة على مواقفها الراسخة تجاه القضية الفلسطينية، مدافعةً عن حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة، ورافضةً أي محاولات لطمس هويته أو تهجيره من أرضه المقدسة، التي سُطرت بدماء الأجداد والأبناء تاريخًا من النضال، وستواصل تمسكها بحل عادل وشامل، يضمن إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة.


وتواصل مصر التزامها العميق بالقضية الفلسطينية، بحكم موقعها الاستراتيجي ودورها التاريخي،  مقدمةً الدعم السياسي والدبلوماسي، وساعيةً لحلول سلمية تضمن الاستقرار في المنطقة، من خلال مبادراتها التي تفتح الطريق أمام تحقيق السلام العادل، فمصر بلد العروبة والحضارة، رمزًا للثبات والمصداقية في دعم القضايا العادلة ولم يقتصر دورها على محيطها العربي، بل امتد إلى القارة الأفريقية، حيث أسهمت في تسوية النزاعات، ودعمت التنمية، وعززت الاستقرار، إيمانًا بمسؤوليتها التاريخية في نشر السلام وتعزيز التعاون بين الشعوب، ولقد كانت مصر، وستظل، صوتًا للحق والعدل، نموذجًا يُحتذى به في دعم القضايا العادلة، وحماية الحقوق المشروعة، وترسيخ مبادئ التعايش السلمي، ومدّ يد العون لكل من يحتاج إلى دعم ومساندة، من أجل مستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا للمنطقة والعالم.


مصر رسالة خالدة للعالم، لم تكن يومًا عابرة في صفحات التاريخ، بل كانت التاريخ نفسه صانعة له، تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتواصل مسيرتها في بناء المستقبل، شامخةً بشعبها، عزيزةً بمجدها، وقويةً بإرادتها التي لا تُقهر وستظل النور الذي لا يخبو كالنجم الهادي في سماء العروبة ، إنها الأرض صنعت المجد واحتضنت الحضارات، فقد أهدت للعالم أول معاهدة سلام، وأول جامعة علمية، وأعظم جيش دافع عن الحق، ورغم المحن، ظلت مصر صامدة، ثابتة أمام التحديات، ورائدة عبر الأزمان، وستبقى مرفوعة الرأس، أبية لا تنحني، وقوية لا تُقهر، تحمل راية المجد والعزة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة