حازم حسين

حق العودة والقدس الشريف.. عن معركة مصر الدبلوماسية لإنقاذ السياسة من الجنون

الأربعاء، 12 فبراير 2025 02:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يُمكن أن تُبرَم الصفقات دومًا؛ شريطة أن يكون الطرفان جاهزين للتفاوض. وفيما يخص المُتداول اليوم عن تهجير الغزّيين؛ أكان لمصر والأردن أم غيرهما، لا يبدو أن للصفقة حظًّا من البحث أصلا. حسمت القاهرة أمرها منذ زمن بعيد، وما تزال على العهد، ومستعدّة بالتأكيد لِما وراء الرفض.

يغيب عن وعى الإدارة الأمريكية أنها مسألة وجودية على جانبى الحدود: القضية وبقاؤها هناك، والأمن القومى وما دُفع من دماء لتحرير سيناء هنا. وقد لا يكون البيت الأبيض مؤمنا بقوة العاطفة فى المسائل الوطنية؛ لكنه يحتاج فى كل الأحوال للخروج من وهم القوّة إلى حقائق الواقع، واستكشاف أن الجغرافيا محكومة بالتاريخ أبدًا، على الأقل فى منطقتنا، وكلاهما مضبوط بهويّة مُسيّجة بالحكمة والنار؛ لا سيما مع بلدٍ لم تتبدّل حدوده لعدّة آلاف من السنوات.

يُخطئ من يتصوّر أن القضية الفلسطينية قابلة للتصفية أصلاً، أو أنها يُمكن أن تُزَحزَح من بيئتها لتُلقَى على أكتاف الآخرين. والخطيئة ليست فى أن النظرة الاستعمارية تتخطّى سوابق إخفاقاتها فحسب؛ إنما أنها تنبع من محاولة الارتداد فى الزمن بمنطق الحاضر، وافتراض أن عجلة النكبة يُمكن أن تدور ثانية، من دون أن تستجلب معها ما كان من يومها حتى اللحظة الراهنة.

ما نجح فى أربعينيات اليهود كان ناشئا عن هشاشة أربعينيات العرب. لم تكن الدول الوطنية قد تشكّلت على نحو واضح، ولا مخيال المنطقة قادرًا على استشراف ما يُبشّر به اختراع إسرائيل من العدم. أما وقد فُرِدَت الوقائع على طاولة الأيام، ولم يعُد محلَّ شكٍّ أن الصهيونية غول نازى جائع؛ فلا سبيل لتكرار الانتكاسات لمُجرّد أنها تبدو أقل كُلفة فى الظاهر، ولا مجال لمُجاراة نزوات الغرب فى تسييل الإقليم وتجميده ضمن قوالب مُحدَّثة. وبهذا يعود الصراع لبدايته؛ لا كما يتصوّرون أنهم يدفعونه بعيدًا إلى الأمام.

ما تحدّث ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض عن شىء أكثر من غزّة. صحيح أنه لا يتوقف عن إثارة موضوعى كندا وجرينلاند، ويُفكِّك وكالات داخلية ويفرض رسوما على التجارة الخارجية؛ لكنه يتعاطى مع التزاماته الرئاسية كلها كفواصل بين الذهاب إلى القطاع والعودة منه. وإذ يبدو مأخوذًا بسيرةٍ رائجة عن المنطقة، بأنها تستجيب للإلحاح، وتقبل بالترهيب ما كانت ترفضه بالترغيب؛ فإنه يُفوِّت نقاطًا جوهرية حتى من زاوية البزنس مان، وأهمها أنه لا صفقة أصلاً فى إخراج أحد المُتنافسين من السوق!

إن لم تُقدِّم ما يُرضى الطرف الآخر، ويُحقِّق له الحدّ الأدنى من رغباته العادلة؛ فلن يكون مضطرًّا للنقاش أصلاً، ولن يُقصّر فى الذهاب إلى آخر مدى مُمكن فى الدفاع عن حضوره أوّلاً، وعن ألَّا تتحول انتكاساته إلى مكاسب خالصة لعدوّه المباشر. وإزاء ما يُساق عن رؤية تحلّ وثاق الشرعية والقانون عن عنق تل أبيب؛ فلن يتبقى سوى تطويقها بالخيارات المتاحة لدى المعنيِّين بحراسة وجودهم ومصالحهم، والباب فيها مفتوح على كل الاحتمالات.

وبإيجاز؛ وكى لا يكون الكلام مستورًا بالتورية، ولا بليغًا بزيادة فيما لا يحتمل البلاغة. فإن الرسالة العارية تبدو شديدة الوضوح. الأرض لأصحابها، والسلام للراغبين فيه، وإرباك الإقليم سينقلب على العالم كله وبالا. وما اقتلاع مليونين وأكثر من غزة، ثم الالتفات كما هو مُتوقَّع لاحقا إلى ضعفهم فى الضفة الغربية؛ سوى تفجير للتوازنات القائمة، وتصعيد لأوضاع حرجة بالأساس، لا سيما مع ما يُراد من تصدير الأزمة للجوار، وما وراء ذلك من إطعام الوحش الصهيونى بدلاً من محاسبته على افتراساته القديمة.

عجزت إسرائيل عن إنجاز المهمّة لثمانية عقود تقريبًا، ومُلاقاة واشنطن لها على رأس الميدان قد تُعزِّز قواها؛ لكنها لا تحلّ الإشكال أو تُنهى الانسداد العظيم. فالمشكلة ليست فى كثافة النار، ولا فى افتقاد «مقاول التطهير» الذى يتكفّل عبء كنس البشر وتعقيم الحجر؛ إنما فى الثابت المبدئى الذى ترسّخ مع الوقت، وجذّرته الفواجع فى التراب والصدور، وما عاد مقبولاً أن يذهب الناس للفصل الأردأ فى ذاكرتهم مُجدَّدًا؛ بينما يتباكون بأسىً على نُسخته السابقة حتى الساعة!
حنين اللاجئين ما زال مُشتعلاً إلى العودة، وبين حديثى الأعمار من لم ينس فلسطين من النهر إلى البحر. يبذلُ المؤمنون بالسياسة جهدًا مُضنيًا لإقناع الجمهور العريض بتجاوز الماضى، والاحتكام إلى قواعد تسووية تعترف بالعدوّ على شطر من الأرض؛ إنما لا كُلها ولا أن يكون بديلاً عنهم. إحباط خطاب العقل لا يصبُّ لصالح الاحتلال؛ بل يُعزِّز مراكز الساعين إلى تجديد الصراع من نقطة انطلاقته الأولى، والسعى إلى تصحيح الأوضاع بأثر رجعى.

قد لا يكون فى مقدور الفصائل، والشعب بكامله من خلفها، أن يرتدّوا إلى زمن التقسيم ليقبلوه أو يرفضوه بصورة مُغايرة. لكن حالما تفقد البقية العاقلة منهم إيمانها بالتسوية السلمية؛ لن يعود الباب مفتوحًا لخيار آخر سوى التأجيج الكامل، والدائم، وإلى نهاية واحدةٍ ستتعاظم تكاليفها كلما تعذّر الوصول إليها على أحد الطرفين.

لا جدال فى أن الولايات المتحدة قُطب العالم وقمّة هرم القوّة فيه، ولا فى أن الفوارق واضحة بين المُحتل والمقاوم؛ لكن المُعادلة ستتغير حتمًا بمُجرّد استدعاء آخرين للمواجهة، أو فرضها عليهم. خلط الأوراق راهنًا لا يُلوث الحاضر فحسب؛ بل ينقض الماضى، وينبش ما فيه من مواجع وامتحانات قاسية للجانبين.
والحال؛ أن الإقليم على هشاشته يبدو فى موقف أقوى للغاية. الكُتلة السُكانية المُراد إزاحتها مُتجذّرة فى أماكنها، والمُحيط اللصيق يقفل الباب بالمتاريس والجاهزية لكل الاحتمالات، وما تكرار ترامب لدعاواه على فواصل ضيّقة؛ إلا لاستشعاره أنه يطلب المُستحيل، ومن مركز ضعف وانعدام حيلة. لن يتولى المهمة بجنوده، وإسرائيل عاجزة عنها، والضغط كلما تصاعد ينطفئ بريقه، ويفقد قدرته على الفعل.

فى زيارته لواشنطن، سجّل وزير الخارجية موقف مصر النهائى بشأن المسألة. قالها فى أروقة الإدارة الأمريكية مثلما تُقال فى القاهرة، وكان لافتًا أن يتزامن بيان لقائه بنظيره الأمريكى ماركو روبيو، مع بيان آخر من ديوان الوزارة يُشدِّد على الثوابت نفسها، ويستحثّ مفردات كانت مُنحّاة عن التداول لرغبة فى التفاهم.

قيل بوضوح إنه لا تفريط فى حق العودة للاجئين، ولا نزول عن دولة فلسطينية مُستقلّة وعاصمتها «القدس الشريف». المعنى أن التصعيد بالتصعيد، والرسالة واحدة فى السرّ والعلن، ولن تتبدّل اللغة أكان فى البيت أم من غرفة الضيوف. الحق واضح ومُدوَّن فى كل المحافل الدولية، واختصام الغزّيين فى وجودهم لن يُلاقيه دفاع عن الحدود فحسب؛ بل مُنازعة وجودية مع كيان الاحتلال.

قرار التقسيم أصل باقٍ ولم تُسقطه التطورات الميدانية، ويُمكن أن تمتدّ آثاره إلى الطعن فى شرعية إسرائيل نفسها، إذ لم تستوف شروطه الكاملة. وقد ينفتح المسار إلى سحب الاعتراف بها، أو التحلُّل من الالتزامات معها، وتنشيط ورشة سياسية إقليمية لتقويضها وملاحقتها دوليًّا. كل الأبواب مُشرّعة على طريق آخرها لن يكون مُريحًا لها على الإطلاق.

وفى مقامٍ كهذا؛ ينبغى القول من دون حرجٍ إن بعض المواقف العربية ليست على ما يُرام، وأقل من الطبيعى بالنظر لحال المشهد، ومستوى التهديد المُتصاعد إزاء القضية الفلسطينية، ثم ما يتّصل بها من نطاقات ليست غائبة عن الأطماع. وربما يتعيّن على القمة الطارئة أواخر فبراير الجارى، أن تصكّ باقة إجراءات تصعيدية مُرافقة لما ستُؤكِّده من ثوابت، بحيث يكون واضحًا للعقل السياسى فى واشنطن وتل أبيب، أن ما بدأ بالطمع فى صفقة عقارية، قد يؤول إلى نبذ كامل، وعداوة لا سقف لها.

كان بيان الخارجية واضحا، لجهة أن انتهاكات الاحتلال تُهدد بنسف أُسس السلام، وما وراء تلك الأُسس ليس تبريد الأوضاع على بعض الجبهات، أو تطبيع العلاقات لدرجة مُقنعة أو زهيدة؛ بل فى الإقرار بإمكانية التعايش أصلاً مع دولة مارقة وخارجة على القانون والأخلاق، واتخاذ الاحتياطات اللازمة للتعاطى معها بعدما يُعاد توصيفها وفق تعريف آخر.

السيد دونالد يرى المكاسب وراء مُخطّط التهجير؛ ويحتاج لمن يُبصّره بالخسائر، لتُدار مجادلات الصفقة على بيّنة كاملة. فلسطين من دون أهلها ستكون أشدّ إزعاجا مما هى عليه معهم، والجوار لن يكون شريكًا فى تصفية القضية، ولا متواطئا على أمنه القومى، وفيما بعد  تقعيد تلك المُحدِّدات الواضحة؛ عليه أن يُطلق خياله فى استشراف ما يُمكن أن تتطوّر إليه الأحوال.

ورقة المساعدات المقدمة لمصر تُثار فى الإعلام الأمريكى، وهى فضلاً عن ارتباطها المباشر باتفاقية السلام مع إسرائيل؛ فإنها فى الأثر المادى لن تُحقّق مردودًا فيما يخص الضغط؛ إذ تقل عن ربع فى المائة من الناتج الإجمالى، والمكوّن العسكرى منها لم يعُد فاعلاً بالنظر إلى تغيير الاستراتيجية المصرية خلال السنوات الأخيرة، وتنويع مصادر التسليح، وإعادة بناء عناصر القوة على قاعدة لا تحتكم لمنشأ واحدٍ.

وافتراض شىء من العقل فى واشنطن، يُرجّح ألا تذهب إلى حافة البركان، ولا أن تمضى العلاقة لنقطة اللا عودة. الرئيس العائد بنشوة عارمة لديه تكتيك تفاوضى بات مكشوفا، يرفع فيه الحدود إلى مداها الأقصى، على أمل أن يصل مع الطرف الآخر لنقطة وسيطة، تكون بمثابة تنازل منه، بينما فى الواقع تحقق له غايته المقصودة منذ البداية. وبعيدًا عن فاعلية الطريقة من عدمها؛ فإنها تصطدم بسقف وضعته القاهرة، وصار القبول مرهونًا بأن يكون المطروح دون هذا السقف.

لا تريد الإدارة الأمريكية أن تتورّط فى حروب مُستجدّة؛ حسبما قال ترامب نفسه فى خطاب التنصيب. الاقتصاد ورقتها الوحيدة لقتال العالم، وعلى ما فيه من مخاطر داهمة لأسواق ناشئة أو هشّة؛ فإن خسائره مُتبادَلة، وخيوطه مُتشابكة بين الشرق والغرب، وقد تستدعى خصومًا فى نزاع القطبية إلى ميدانٍ جانبى من الشرق الأوسط.

واستشعار الإقليم لحراجة اللحظة؛ يفرض أن تكون المواجهة عموميّة وتضامنية بين قواها الفاعلة. وهذا مِمَّا يُوجب التكاتف السياسى أوّلاً، والبحث من الآن عن بدائل لتحييد تهديدات المساس بالمصالح الاقتصادية، أو الضغط على النقاط الطرية فى منظومة العمل المشترك. كل بلد بمفرده ضعيف أمام الولايات المتحدة قطعًا، وكلها معًا قد تغيّر الحسابات فى قليل أو كثير.

يُوزّع نتنياهو شررَه فى كل الاتجاهات. اتّهم مصر بأنها تمنع خروج الغزّيين، وتجرّأ على مطالبة السعودية باحتضان دولة فلسطينية فى أراضيها، والحبل على الجرار. مَن لم يتحضّر للمواجهة اليوم مع المجموع، سيخوضها مُنفردًا فى الغد.

بناء جبهة لم يعُد من خيالات الدعاوى القومية القديمة، ولا رفاهية، أو مسربًا يتفلّت منه الفقير على حساب الغنى؛ إنما مصلحة جماعيّة مُشتركة لأجل تقويض مرحلة جديدة من المشروع الصهيونى، ما ينجلى منها اليوم ليس أكثر من رأس جبل الجليد المطمور فى محيط من الدماء والنوايا الخبيثة.

إضعاف المراكز الإقليمية الفاعلة لن يكون فى صالح الولايات المتحدة نفسها. المنطقة مشدودة بين خيارين لا ثالث لهما: المدنية والأصولية/ الاعتدال والمُمانَعة. وإذ يفترض ترامب أنه يُكافح الرؤوس الساخنة بتصفية قضية فلسطين؛ فإنه يتورّط فى العكس تماما، وحتى مع إحباط مُخطّط التهجير؛ فإن استمراء التجارة به والتشغيب فيه يصبُّ الزيت على النار، ويُهدّد بإرباك التوازنات القائمة، وربما يُغامر بالتلاقى بين الضدّين فى لحظةٍ من خارج التوقعات.

تبدّلت إسرائيل عما كانت عليه إلى ما قبل ثلاثة عقود. لا هى الجيش الذى انتصر على عدة دول فى الأربعينيات والستينيات، ولا الحكومة التى أبرمت معاهدتى مصر والأردن واتفاقية أوسلو. يتسلّط عليها خيال مريض، يطمع فى خلط السلام والحرب فى كيس واحدٍ؛ ليُحصِّل مكاسب النصر دون تسديد أثمان التسوية. والعرب من جانبهم تغيّروا أيضًا، وفى الذاكرة أنهم هزموها مرّتين: بالقتال والسجال، ولا سبيل لإجبارهم على التضحية بالخيارين معًا.

وواجب الراعى الأمريكى أن يكون أمينًا فى رعايته لربيبته؛ حتى مع أشد صور الانحياز بربرية وفجاجة. لن يجلس الخصوم إلى طاولةٍ غير عادلة، ولن يرتضوا من الميدان بغير ما حققوه سابقا. والمعنى؛ أنه من دون التزام صهيونى بما يقنع محيطها الواسع؛ فلن يكون بمقدورها البقاء فيه بشروطها القديمة، ولا الازدهار كما تتطلع؛ إذ لا أفق لمزيد من التطبيع، ولا ضمانة على ما كان منه سابقا، ولا مفر من التعبئة الدائمة بعدما تتعسكر الحياة، وتُجرب «العيش على حد السكين» فعلا، لا كما تستهلك الفكرة بلاغيا فى سرديتها وأنشطة الهاسبراه الدعائية.

ومهما بدا سيد البيت الأبيض متمسكا بفكرته الحارقة؛ فلعل العقلاء فى الإدارة أرشدوه إلى ما فيها من ألغام وفخاخ، وإلى استحالة تمريرها كالحراب فى أبدان الفلسطينيين، أو كدبابة أمريكية ثقيلة على تراب الجيران. ربما يُكابر؛ لكنه يعرف بالتأكيد أنها ليست نزهة، ولا تمريرا لسكِّين فى قالب الزبد. سيسمع للقاهرة حتمًا فى لحظة ما؛ لكنَّ الخطر ألا يعود للرُّشد قبل أن تنفلت الأمور تمامًا.
تُقدم الإدارة المصرية أداءً حكيمًا دون تفريط، وصارمًا دون إفراط، وما من دليل أكبر على عراقة مدرستها الدبلوماسية مِمَّا تفعله الآن. ردَّت الوقائع عمليًّا على مَن كانوا يُزايدون فى بادئ الطوفان، وتجسَّدت معانى الصلابة والاقتدار فى المُجاهرة الواثقة بالمواقف، دون اعتبارٍ لتوازنات القوى غير المُنكَرة. يتبقّى أن يتحلَّى الأشقاء بالدافعيّة نفسها، وأن يُديروا مُحرّكاتهم مع عاصمة العرب فى اتجاهٍ واحد.
والمعركة صعبة وقاسية من دون شكٍّ، ولها كُلفة مُحتمَلة، وقد تكون باهظة. لكن الحاضنة الشعبية تُثبت أنها على وعىٍ بالحال والمآل، ومُتراصّة وراء الدولة وقيادتها، وجاهزة للتبعات على أى شكل تكون. وسوابق المصريين أنهم ما نكصوا فى المُلمَّات، ولا فرّطوا فى امتحانات الكرامة والمصالح الوطنية العليا.
لا ثقة فى شىء سوى أن مصر لن تتراجع، وأنها لن تدّخر جهدًا أو إمكانية لتحصين نفسها أوّلا؛ ثمّ الذود عن فلسطين وقضيتها العادلة. بدأت إسرائيل كيانًا مُلفّقًا على وجه المنطقة، وعودتها للنقطة ذاتها أسهل من أن تصير ضبعًا مُطلق السراح، أو أن يُسلِّم لها من هزموها سابقًا بالانفلات والتبجّح على الجميع. امتحانات تأتى فى أوانٍ غير مناسب، ولم نخترها؛ لكننا مُضطرّون لها وقادرون عليها.. الوجود ليس صفقة، وأسئلته لها دومًا إجابة واحدة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة