لقد علمنا التاريخ والواقع المعاصر أن الأمة العربية من أعظم وأقوى الأمم، تمتلك قواسم مشتركة، تتمثل في اللغة والحضارة والدين والقيم.
وعلى مر التاريخ مرت الأمة العربية بفترات قوة وعلم ونفوذ وفترات ضعف واضمحلال وذلك على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
وعند قراءة صفحات التاريخ نجد تداعي التتار وغيرهم من القوى المعادية، عند ضعف واضمحلال الأمة العربية نجد تدمير بغداد ومن بعدها دمشق، وانتصار القاهرة للأمة العربية فقوة مصر والعرب حائط صد ضد التدخلات الإقليمية والدولية.
ومنذ اختراع البارود تطورت أنماط الحروب وصاحب ذلك تطور في الخطط والتكيكات العسكرية، ودائما يتبني أعداؤنا قاعدة مفادها بطلقة رصاصة نقتل مقاتلا، وبدانة دبابة ندمر دبابة، وبصاروخ نسقط طائرة، فإذا أردنا أن ننتصر على الشعب المصري "الجيش المصري العظيم" علينا تدمير اليد التي تضغط على الزناد بالأزمات والإرهاب وكافة أشكال التطويع والإرغام.
والسؤال المطروح لماذا يتم التعامل هكذا مع شعب مصر دون شعوب العالم؟
الإجابة ببساطة شديدة لأننا الشعب الوحيد على مستوى العالم الذي يتوحد عند الخطر قيادة سياسية وشعبا وجيشا، فنحن الثالوث المقدس الأرض والشعب والجيش الذي خرج من الشعب، نمتلك عقيدة قتالية مفادها النصر مرفوعين الرأس أو الشهادة في سبيل الله تعالى، تلك العقيدة لم يستطع أي مركز من مراكز الأبحاث فك رموزها فعقيدتنا سر من أسرار الله سبحانه وتعالى، وقد لخصها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في حديث شريف بأننا "خير أجناد الأرض وفي رباط إلى يوم الدين".
وقد اشتعلت حروب القيم والروابط المجتمعية ودمرت المجتمعات العربية من الداخل بالخيانة والحصار الاقتصادي والفتن وتصنيف أبناء الوطن الواحد وفق المذاهب والطوائف والمعتقدات الدينية، وتم تدمير العراق وفلسطين وليبيا واليمن.
وكانت الموجة الأولى من تلك الحروب حروب الأجيال في عام 2011 وتم تدمير سوريا والعراق وليبيا واليمن ولبنان، وكادت تنجح تلك المؤامرة في مصر، فمصر هي الجائزة الكبرى، لولا فضل الله تعالي ووحدة شعبها وجيشها.
وفي الموجة الثانية من الشرق الأوسط الجديد بعد السابع من أكتوبر دمرت غزة، وبعدها تم الاعتداء على لبنان، وسقطت دمشق واحتلت إسرائيل أراضي جديدة من سوريا.
وبعد تنصيب الرئيس الإمريكي ترامب تم إيقاف الحرب على غزة، وصدرت تصريحات صادمة عن تهجير سكان غزة لدول الجوار، وصدرت تصريحات من رئيس الوزراء الإسرائيلي بإقامة دولة فلسطينية في بلاد الحرمين الشريفين تلك التصريحات وغيرها مخالفة للقوانيين الدولية والإنسانية.
وتقف مصر موقفا بطوليا بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ومن خلفة شعب مصر العظيم وجميع مؤسسات الدولة، ودعت مصر إلى عقد مشاورات وزارية عربية، ومن ثم دعت إلى عقد قمة عربية أواخر هذا الشهر من أجل فلسطين.
وتكثف مصر من المفاوضات للمصالحة بين الشعب الفلسطيني، ولازالت مصر ومعها الأشقاء يتشاركون في صياغة مشتركة لقرارات القمه تحقق آمال وطموحات العرب، فلابد من الوحدة العربية على كافة المستويات ولابد من امتلاك مقومات القوة والتنسيق العسكري المؤدي إلى تكوين قوة عربية رادعة لأطماع من يتعارضون مع مصالح دولنا العربية.
وأتمنى كباحث وحدة الشعب الفلسطيني على قلب رجل واحد، فالوطن باق، وكلنا زائلون، وبعد دراسة التاريخ والأحداث السابقة نجد أن التاريخ سيعيد نفسه مرة أخرى، وأن الحق دائما منتصر، وكما انتصرت مصر على قوى الظلام وأنقذت المنطقةالعربية في 30 يونيو.
سينتصر العرب بوحدتهم على قلب رجل واحد، وستظل مصر الصخرة التي تتحطم عليها الغزاة.
فليطمئن كل منا على أهله ونفسه.
فقد أثبتت الأيام الحالية صدق رؤية القيادة السياسية المصرية وتطويرها للقوات المسلحة في مجال التسليح والتدريب والتصنيع وإنشاء القواعد العسكرية، وبث روح العدل والتسامح والبناء وقد أصبح ظاهر للعيان لكل من كان يتساءل "بتسلحوا الجيش ليه".
فلولا تسليح الجيش وإعادة بناء قدرات الدولة الشاملة لما ارتدع أعداء الوطن، حفظ الله تعالي الشعب والجيش والقيادة السياسية، ووحد العرب ورفع رايتهم وثبت قلوبهم على الحق في زمن الفتن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة