علاء شبل

هل أصبحت الصحافة مهنة من لا مكانة له؟

السبت، 01 فبراير 2025 03:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

دعونى أعزائى القرّاء الكرام أن أغرد اليوم خارج السرب وأكتب عن أمر بالغ الأهمية والخطورة بل هو أمر حياة لممتهنى مهنة البحث عن المتاعب المثقلين بهموم الوطن وشجونه إنها مهنة الصحافة التى يقدرها من أجهد نفسه للانتساب إليها ويجنى ثمارها الآن ثلة من المنتحلين والمرتزقة الذين يتمسحون فيما حققه شرفاء المهنة من مكانة وإنجاز ولعل مرتزقة هذا العصر يجنون الكثير من المكاسب المادية لأنهم يأخذون ما ليس لهم وما لم يبذلوا جهدا للوصول إليه ولا يخضعون للمساءلة ولا رقيب عليهم فكل ما يجنونه أرباح بالنسبة لهم بجانب أعمالهم الأصلية التى لا توفر لهم مكانة مرموقة فى المجتمع ولا تمكنهم من التحدث مع مسئول أو أن يتبوأوا مكانة فى مقاعد الصف الأول فلم يجدوا أمامهم سوى الزعم بأنهم صحفيون بمجرد مشاركتهم منشور على الفيس أو كتابة خاطرة بليدة على صفحاتهم البالية.

وإن تعجب فعجب لمعلم يعمل بمهنة الأنبياء والرسل ويأنف من مهنته ويدعى أنه صحفى بالإضافة إلى مدرس فهو فى قاعة درسه الخاص صاروخ المادة وفى لقائه برؤسائه صحفى وكاتب وأديب، وكذلك حماة لواء العدالة المحامون الذى لا يكتفى بعضهم بمهنته المقدسة ويضيف إليها نعت الصحفى ولن نتحدث بالطبع عن أرباب المهن الحرة بداية من سائقى التوكتوك ومروراً بالميكانيكى ونجار المسلح والمبلط والنقاش وكلها مهن شريفة يجب أن يعتز صاحبها بالانتماء لها ولكنها الوجاهة يا سادة وحب الظهور والادعاء الكاذب بما لم يستطع المدعى الوصول إليه بجهده وعرقه فنجد كل هؤلاء ومعهم عدد من ربات البيوت يتحدثون بكل ثقة أنت صحفى وإحنا كمان صحفيين ويبرزون لك كارنيه مضروب أو أكثر ربما دفع فيه رزق شهر كامل.

وحينما نتحدث عن منتحلى الصفة فاللوم الأكبر على من أعطاهم تلك الفرصة وأتاح لهم اختراق الصفوف ليملوا شروطهم ويمارسوا ابتزازهم، لأن الصحفى الحق لا يفعل هذا ومن ثم فالعبء الأكبر على نقابة الصحفيين العريقة المحترمة التى هى أمل لكل من يمتهن تلك المهنة السامية أن تتصدى وبحسم لمنتحلى الصفة ومن يسيئون إلى كل صحفى حقيقى بذل من وقته وعرقه وماله لتصبح مهنته المدونة بإثبات شخصيته أنه صحفى، بالإضافة إلى دور الأجهزة الرقابية فى ملاحقة المزورين والمنتحلين ومن يحصل على أموال باهظة لاستخراج كارنيهات مضروبة تتعارض مع ما هو مثبت بإثبات الشخصية الرسمى الذى يحمله كل مواطن ولا يتم التعامل رسميا إلا من خلاله.

وبالأمس القريب أراد أحدهم أن يحرر محضرا بقسم الشرطة وحتى يزيد الاهتمام به أبرز كارنيه مكتوب فيه صحفى وتم الترحيب به ليكتشف الجميع أنه فرد أمن على المعاش وهذا هو  المدون رسميا ببطاقته.

والغريب أنك لا تجد ذلك فى مهن كثيرة فلن تجد مثلا قاضيا وصحفيا أو وكيل نيابة وصحفيا أو ضابط شرطة وصحفيا وهكذا، ولكن ستجد مهنا كثيرة وبجوارها وصحفى بعد الضهر ناهيك عن المواقع التى تخرج من فوق السطح ومن تحت السرير وتثير الفزع وتهدد المواطن البسيط قبل المسئول مرتعش اليد والعقل.

وعندما سألنى شخص مرة عن مهنتى فقلت له صحفى فقال ماشى صحفى وإيه بقى !!!
ثم أردف لأنه مفيش مهنة اسمها صحفى وبس
فقلت وقتها لك الله يا صحافة مصر وإنا لله وإنا إليه راجعون وسامح الله المقصرين فى حق مهنتنا العزيزة










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة