من الاحتجاج إلى المقاطعة.. يوروفيجن يتحول إلى اختبار جديد لوحدة أوروبا وسط تصاعد الغضب من سياسات إسرائيل.. إسبانيا وهولندا وأيرلندا تعلن انسحابها من المسابقة و5 دول أخرى تهدد.. وغضب واسع ضد الاحتلال

الإثنين، 08 ديسمبر 2025 03:00 ص
من الاحتجاج إلى المقاطعة.. يوروفيجن يتحول إلى اختبار جديد لوحدة أوروبا وسط تصاعد الغضب من سياسات إسرائيل.. إسبانيا وهولندا وأيرلندا تعلن انسحابها من المسابقة و5 دول أخرى تهدد..  وغضب واسع ضد الاحتلال مسابقة يوروفيجن

فاطمة شوقى

تشهد مسابقة يوروفيجن 2026 واحدة من أكبر أزماتها منذ تأسيسها قبل نحو سبعة عقود، بعدما أعلنت ثلاث دول أوروبية كبرى، إسبانيا وهولندا وإيرلندا، انسحابها الرسمي من المسابقة اعتراضًا على استمرار مشاركة إسرائيل. ما بدأ كتحركات احتجاجية داخلية تحول بسرعة إلى أزمة ثقافية وسياسية أوروبية باتت تهدد وحدة الموقف داخل اتحاد البث الأوروبي (UER)، وتكشف حجم الغضب الشعبي والمؤسسي من السياسات الإسرائيلية في غزة.


ووفقا لصحيفة لاراثون الإسبانية فقد جاء قرار الاتحاد بالسماح لإسرائيل بالمشاركة بعد تصويت داخلي سري خلال اجتماع الجمعية العامة في جنيف، حيث أعلنت المؤسسة إدخال تعديلات تنظيمية قالت إنها تهدف إلى تعزيز الشفافية والحياد. لكن هذه التبريرات لم تُقنع عدداً من الدول التي رأت أن استمرار مشاركة إسرائيل في ظل الحرب وما خلّفته من خسائر بشرية ضخمة في غزة يتعارض مع القيم التي يدّعي المهرجان تمثيلها.

 

إسبانيا أول المنسحبين

إسبانيا كانت أول المنسحبين، إذ أكدت الإذاعة الرسمية RTVE أن المشاركة تتناقض مع موقفها الأخلاقي. وتزامن القرار مع تصريحات وزير الثقافة الإسباني إرنست أورتاسون الذي أكد أن المقاطعة الثقافية أثبتت فعاليتها تاريخيًا في إشارة إلى تجربة جنوب إفريقيا خلال حقبة الفصل العنصري. الموقف الأوروبي لم يقف عند هذا الحد، إذ أعلنت كل من هولندا وإيرلندا انسحابهما للأسباب نفسها، مشيرة إلى عدم إمكانية تجاهل الأزمة الإنسانية في غزة.

 

5 دول آخرى تهدد

وتعتبر أزمة يوروفيجن ، معرضة للتوسع، إذ تدرس دول أخرى مثل سلوفينيا وآيسلندا وبلجيكا والسويد وفنلندا اتخاذ الخطوة ذاتها، ما يهدد بإفراغ المسابقة من جزء معتبر من المشاركين الأوروبيين.


وبينما ترى إسرائيل أن مشاركتها حق مشروع وأنها يجب أن تكون حاضرة في كل المنصات الدولية، يرى معارضو استمرارها في يوروفيجن أن الفن لا يمكن فصله عن الأخلاق، وأن المهرجان لم يعد مجرد حدث موسيقي، بل اختبار لضمير أوروبا ووحدتها وقيمها المشتركة

 

إسرائيل: حقنا في المشاركة غير قابل للنقاش

على الجانب الآخر، رحبت إسرائيل بقرار الاستمرار فى المشاركة ، واعتبره الرئيس إسحاق هرتسوج انتصارًا للعدالة ومنعًا لمحاولات عزل إسرائيل دوليًا.

وترى الحكومة الإسرائيلية أن الضغط الأوروبي هو استهداف سياسي مقنّع، وأن الفن يجب ألا يُستخدم كسلاح عقابي.

وحسب مراقبين، فإن إسرائيل تعتبر المشاركة في يوروفيجن أداة قوة ناعمة مهمة تسعى للحفاظ عليها بعدما تعرضت علاقاتها الثقافية والإعلامية لانتقادات غير مسبوقة هذا العام.

 

أزمة أخلاقية أم سياسية؟

ما يميز أزمة يوروفيجن 2026 هو أنها ليست مجرد خلاف سياسي، بل صراع سرديات: حيث أن دول تعتبر انسحابها موقفًا أخلاقيًا ضد ما تسميه الاستخدام المفرط للقوة في غزة، ودول أخرى ترى أن الخلط بين السياسة والفن يهدد مستقبل المهرجان واستقلاليته، بينما تقف آخرى عاجزة عن إرضاء الجميع.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب