- 1133 زوجًا بالتعليم المتوسط و264 أميًا و99 حاصلًا على شهادة أقل من المتوسطة يمارسون التعدد
- التعليم لا يغير شيئًا.. 730 جامعيًا و17 من حملة الماجستير والدكتوراة يجمعون أكثر من زوجة في عصمتهم
- حين يصبح المستحيل واقعًا.. 1252 رجلًا فوق 75 عامًا يتزوجون فتيات بين 18 و35
- هجرة عاطفية: 2959 مصريًا يتزوجون غير مصريات.. والسوريات والفلسطينيات الأكثر تفضيلًا
- 9 مراهقين فى سن 18 يجمعون أكثر من زوجة.. 1656 شابا بين 18 و35 عاما يمارسون التعدد
- 2538 سيدة تتزوجن أجانب.. والرجل المصرى يفضل السوريات والفلسطينيات
فى وقتٍ بدا للكثيرين أنه ذروة التحول الاجتماعى، مع ارتفاع نسب التعليم وتوسع مظلة الوعى، جاءت سجلات الزواج لعام 2024 لتكشف واقعا آخر موازٍ ومنفصل تماما عن كل التوقعات.
عام شهد مفارقات حادة فى طبيعة الزيجات، بدأت من ارتباط سيدات يحملن درجات علمية عليا برجال لا يجيدون القراءة والكتابة، وارتباط أزواج فى سن السبعين بفتيات فى عمر الزهور، وصولا إلى مراهقين لم يتجاوزوا الثامنة عشرة يجمعون بين أكثر من زوجة.
السطور التالية ستكشف أغرب الزيجات التى وثقتها الدولة خلال 12 شهرا هى كل شهور عام 2024، من واقع إحصاءات رسمية صادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء ترصد تفاصيل حالات الزواج التى تمت العام الماضى.
فروق تعليمية.. فى واحدة من أكثر الظواهر إثارة للدهشة، سجّلت مصر خلال 2024 تزويج 870 امرأة من الحاصلات على درجة الماجستير أو الدكتوراه برجال أقل تعليما بشكل بالغ لحد يصل إلى الأمية، ورغم أن المؤشرات الاجتماعية عادة ما تربط ارتفاع التعليم بارتفاع شروط واعتبارات اختيار الطرف الثانى، إلا أن الأرقام كشفت عكس ذلك تماما، فقد اختارت 74 امرأة ممن على درجات علمية عليا الارتباط برجال أميين، فيما تزوجت 11 سيدة من رجال لا يجيدون سوى القراءة والكتابة، وارتبطت 14 أخرى بذوى تعليم أقل من المتوسط.
المتميزات في البحث العلمي يتزوجن درجات علمية أقل
أما العدد الأكبر فجاء من خلال 732 حالة لنساء تميزن فى الدراسة والبحث العلمى، إلا إنهم ارتبطن برجال يحملون شهادات متوسطة، إضافة إلى 39 حالة ارتبطن بأزواج يحملون شهادات فوق المتوسطة.
هذه المفارقة لا تعكس فقط قرارات فردية، بل تطرح تساؤلات اجتماعية واسعة حول تغير معايير الاختيار ودور التعليم الحقيقى فى تشكيل الزيجات داخل المجتمع.
تراجع اعتبارات العمر أمام الرغبة.. شهد العام نفسه حالات لا تقل غرابة عن المذكورة بالأعلى، إذ وثّقت السجلات الرسمية 241 زيجة لنساء فى عمر يتراوح بين 60 و64 عاما تزوجن رجالا أصغر منهن بفوارق عمرية تصل إلى 40 عاما كاملة، حيث تنوعت هذه الفروق بشكل لافت، إذ تزوجت 4 سيدات مسنات من شباب لم يتجاوزوا العشرين من العمر، فيما ارتبطت 32 مسنة أخرى برجال يبلغون 25 عاما، و41 حالة برجال فى الثلاثينيات، بجانب 33 حالة أخرى بأزواج فى الخامسة والثلاثين، وامتد هذا النوع من الزيجات إلى رجال فى سن الأربعين بعدد 38 حالة، وإلى 48 زيجة برجال فى عمر 45 عاما، كما تزوجت 45 سيدة من رجال فى سن الخمسين.
وتأتى هذه الأرقام بما تحمله من مفارقات واضحة فى الفوارق العمرية بين الزوجين تساؤلات كثيرة حول دوافع هذه الزيجات، وعما إذا كانت ناتجة عن اختيارات عاطفية بحتة، أم عوامل اجتماعية ونفسية ومادية أخرى أكثر تعقيدا.
فجوة بلا حدود
الفجوة بلا حدود.. وفى زاوية مشابهة، سجل عام 2024 حالات زواج تشبه سابقاتها، ولكن بعكس الأطراف، حيث تزوج 1252 مسنا فى سن الخامسة والسبعين فيما فوق من فتيات وسيدات أصغر منهم بفوارق كبيرة للغاية بدت شاسعة إلى حد يصعب تفسيره، فقد تزوج العام الماضى خمسة رجال فوق 75 عاما من فتيات أتموا سن الـ18 حديثا وربما قبل الزواج ببضعة أيام، بينما ارتبط 24 رجلا بأخريات فى سن العشرين، فيما اختار 69 مسنا زوجات لهم فى عمر الخامسة والعشرين، واستمر هذا النوع من الزيجات على مدار عام «2024» فى مستويات عمرية مختلفة، شملت سن الثلاثينات للفتيات مع 67 رجل فوق 75 عاما، وسن الـ35 بعدد 118 زيجة، وكذلك سن الأربعين بواقع 272 حالة، بينما سجل سن الخمسين للزوجات بأزواج مسنين 261 حالة، إضافة إلى 191 زيجة لرجال فوق السبعين من سيدات يبلغن 60 عاما.
وعلى الرغم من أن فارق العمر - خاصة عندما يكون الزوج هو الأكبر - لم يعد ظاهرة جديدة، إلا أن هذا المستوى الشاسع من الفوارق العمرية يفتح الباب أمام نقاشات اجتماعية حول الدوافع والآثار لتلك الزيجات.
لم تتوقف المفاجآت التى كشفتها إحصاءات الزواج خلال عام 2024 عند الفوارق العمرية فقط، بل امتدت إلى حالات صادمة لمراهقين لم يتجاوزوا الثامنة عشرة يجمعون بين أكثر من زوجة فى الوقت نفسه، حيث كشفت البيانات عن 9 حالات لأزواج فى سن 18 عاما فقط يجمعون أكثر من زوجة، 3 منهم يجمعون 3 زوجات، بينما جمع الـ6 الآخرون بين زوجتين.
وبالرغم من عدم كثرة هذه الحالات إلا أنها تنذر بفجوة كبيرة بين الأعمار القانونية للزواج والنضج الاجتماعى، كما تثير التساؤلات حول طبيعة الظروف التى سمحت بحدوثها.
الأزواج الذين جمعوا أكثر من زوجة 193 حالة
ومع التقدم قليلا فى العمر، يتضخم رقم حالات التعدد بشكل لافت، ففى سن العشرين، بلغ عدد الأزواج الذين جمعوا أكثر من زوجة 193 حالة، منهم 111 شابا جمعوا 3 زوجات، مقابل 82 حالة جمعوا زوجتين، وعند سن 25 عاما وصل العدد إلى 419 حالة تعدد، بينها 136 حالة بثلاث زوجات و283 بزوجتين.
أما الشباب فى سن الثلاثين فقد سجلوا 509 حالات، منها 93 حالة بتعدد ثلاثى و416 حالة بتعدد ثنائى، ويستمر هذا المنحنى التصاعدى فى سن 35 عاما ليبلغ 526 حالة، منها 53 حالة بـ3 زوجات و473 بزوجتين، وفى سن الأربعين، يرتفع العدد إلى 594 حالة، بينها 36 حالة لـ3 زوجات و558 حالة لزوجتين، قبل أن يتراجع قليلا عند سن 45 عاما -لكنه يظل مرتفعا- بإجمالى 422 زوجا يجمعون فى عصمتهم أكثر من زوجة.
وتعكس هذه الأرقام، أن التعدد لا يزال ممارسة قائمة وفكر متجذر عبر الشرائح العمرية المختلفة، بل يتصاعد ويزيد فى سن النضوج عند الرجال.
زواج عبر الحدود.. فى محورٍ آخر، كشفت الإحصاءات عن صورة لافتة للزواج المختلط، سواء من مصريين لأجنبيات أو العكس، فقد تزوجت 2538 مصرية من رجال غير مصريين، وفى المقابل، تزوج 2959 رجلا مصريا من زوجات غير مصريات، ومثلت السوريات والفلسطينيات الجنسيات الأكثر تفضيلا لدى الرجل المصرى.
تعدد الزوجات ومستوى التعليم.. ومن المفاجآت التى كشفتها الأرقام أيضا، والتى تعود بنا إلى ظاهرة تعدد الزوجات، هى أن التعدد لا يرتبط بالضرورة بانخفاض المستوى التعليمى كما يُشاع، بل يمتد إلى كل الدرجات التعليمية، فبين حملة الماجستير والدكتوراه سُجلت 17 حالة لتعدد الزوجات، بينها حالة واحدة جمعت ثلاث زوجات، بينما جمع 16 آخرون بين زوجتين، وارتفع الرقم لدى الحاصلين على مؤهلات جامعية ليصل إلى 730 حالة، بينها 55 حالة بـ3 زوجات و675 بزوجتين.
أما بين الأميين فبلغ العدد 264 حالة، بينها 55 حالة بثلاث زوجات، و209 حالات لزوجتين، وفى فئة أصحاب الشهادات الأقل من المتوسطة سُجلت 99 حالة تعدد، بينما جاءت الشهادات المتوسطة فى صدارة تلك الفئات التعليمية، مسجلة 1133 حالة، منها 182 حالة لـ3 زوجات و951 لزوجتين.
وبعد التطرق إلى أبرز غرائب حالات الزواج التى تم رصدها لعام 2024، يتبين أن هناك بعض الجوانب غير التقليدية التى باتت تشغل مساحة ما فى صورة الزواج بالمجتمع المصرى، فهذه الوقائع حتى وإن كان عددها ليس بالكثير مقارنة بإجمالى حالات الزواج التى تمت خلال العام، لا تُعد مجرد أرقام جامدة، بل قصصا اجتماعية معقدة تحمل خلفها الكثير من الدوافع والضرورات والاختيارات الإنسانية التى تحتاج مزيدا من البحث والتفسير.
تغيّر فى مفهوم الزواج
فعلى سبيل المثال، الفروق العمرية الكبيرة بين الأزواج والتى كشفت عن تغيّر فى مفهوم الزواج لدى بعض الشرائح، حيث لم يعد فارق السن معيارا حاسما بقدر ما أصبحت العوامل الاقتصادية والاستقرار الأسرى والدعم الاجتماعى هى المحرك الأكبر لقرارات الزواج، سواء بالنسبة للنساء الأكبر سنا الباحثات عن رفيق أو دعم عاطفي، أو للرجال المسنين الذين يسعون إلى رعاية أو حياة أسرية متجددة. أما ارتباط صاحبات الدرجات العليا برجال أقل تعليما، فيعكس حقيقة أن التعليم أيضا لم يعد هو الآخر العامل الحاسم فى اختيار شريك الحياة، بقدر ما تلعب الظروف الاجتماعية، والفروق الاقتصادية، دورا أكبر مما يبدو على السطح، أيضا حالات تعدد الزوجات سواء فى سن مبكرة أو فى مستويات تعليمية مرتفعة، تُشير إلى بقاء التقاليد الاجتماعية راسخة لدى قطاعات واسعة، مع وجود شبكات دعم أسرى تسهّل هذا النوع من الزيجات خاصة لدى أصحاب الأعمار الصغيرة، لنصل فى النهاية بمحصلة هذه الأرقام إلى وجود تحولات ثقافية ودوافع نفسية تصنع فى النهاية زاوية فريدة من زوايا وصورة الزواج فى مصر.
