مصر تبعث رسالة تسامح للعالم من العاصمة الجديدة.. كاتدرائية ميلاد المسيح أيقونة وطنية للوحدة والتعايش.. صرح دينى عالمى يجمع التراث القبطى مع الحداثة المعمارية من كل زاوية.. ورسالة دولة تؤكد المواطنة دون تفرقة

الأربعاء، 31 ديسمبر 2025 09:00 ص
مصر تبعث رسالة تسامح للعالم من العاصمة الجديدة.. كاتدرائية ميلاد المسيح أيقونة وطنية للوحدة والتعايش.. صرح دينى عالمى يجمع التراث القبطى مع الحداثة المعمارية من كل زاوية.. ورسالة دولة تؤكد المواطنة دون تفرقة كاتدرائية ميلاد المسيح

كتبت بتول عصام

تُعتبر كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الجديدة أحد أبرز المعالم الدينية والثقافية في مصر، حيث تمثل رمزًا واضحًا للوحدة الوطنية والتعايش بين أبناء الشعب المصري، وتجسيدًا لرؤية الدولة في بناء مجتمع متماسك قائم على التسامح والمواطنة.

 

افتتحت الكاتدرائية رسميًا في 6 يناير 2019، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وقداسة البابا تواضروس الثاني، لتصبح منذ ذلك الحين وجهةً دينية وثقافية متميزة، ومكانًا للاحتفال بأهم المناسبات المسيحية، وعلى رأسها قداس عيد الميلاد المجيد، الذي يجمع آلاف المصريين سنويًا في أجواء روحانية مفعمة بالإيمان والتاريخ.

 

معمار يجمع بين الحداثة والتقاليد القبطية

تتميز كاتدرائية ميلاد المسيح بطراز معماري يجمع بين العراقة القبطية والحداثة الهندسية، حيث تم تصميمها لتكون أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط، وتقع على مساحة 15 فدانًا، أي ما يعادل نحو 63 ألف متر مربع. وتحتوي على قاعة رئيسية تتسع لأكثر من 8 آلاف شخص، بالإضافة إلى مبنى المقر البابوي، وقاعة استقبال، ومكاتب إدارية، وقاعة اجتماعات، ومتحف يعرض تاريخ الكنيسة القبطية بشكل مفصل.

 

كما تتميز الكاتدرائية بالقباب المرتفعة والنوافذ الزجاجية الملونة، التي تضفي على المكان جمالًا وروحانية، بينما تعكس الرسوم الجدارية الداخلية والأيقونات المرسومة على الحوائط، مثل مشاهد ميلاد السيد المسيح وبشارة القديسة العذراء مريم وبعض المشاهد المستوحاة من سفر الرؤيا، التراث القبطي العريق وارتباطه بالروح الدينية للمصريين.

 

قداس عيد الميلاد.. احتفال بالروح الوطنية والوحدة المجتمعية

مع اقتراب عيد الميلاد، تستعد الكاتدرائية لاستقبال آلاف المصلين لحضور قداس عيد الميلاد، الذي يُعد أحد أهم الأحداث السنوية في التقويم الكنسي المصري. ويترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، القداس يوم الثلاثاء 6 يناير 2026 مساءً، بمشاركة لفيف من أحبار الكنيسة، في مراسم تمثل وحدة المصريين وتأكيد قيم التسامح والمواطنة.

 

وتُظهر الزيارات السنوية للرئيس عبد الفتاح السيسي للكاتدرائية خلال قداس عيد الميلاد التزام القيادة السياسية بالدعوة إلى الوحدة الوطنية، وإرسال رسائل واضحة بأن الدولة تحتضن جميع أبنائها، بغض النظر عن اختلاف دياناتهم أو خلفياتهم الثقافية. ويعتبر هذا التقليد السنوي بمثابة تعزيز للتماسك الوطني وإظهار قدرة مصر على الجمع بين تعدد الثقافات والأديان في إطار من الاحترام المتبادل.

 

بداية الحكاية.. رؤية وطنية للتعايش والتقدم

بدأت فكرة بناء كاتدرائية ميلاد المسيح في إطار رؤية شاملة لتطوير العاصمة الجديدة، لتصبح علامة فارقة في المعمار الديني والثقافي، وتعكس وحدة نسيج المجتمع المصري. وتم الإعلان عن بناء الكاتدرائية بالتزامن مع مسجد الفتاح العليم، في إشارة واضحة إلى التعايش بين الأديان المختلفة. ويؤكد هذا المشروع دعم القيادة السياسية للمواطنة والمساواة بين جميع المصريين، ويجسد رسالة التسامح التي تحرص الدولة على تعزيزها في جميع المناسبات الوطنية والدينية.

 

الكاتدرائية رسالة للعالم

تبعث كاتدرائية ميلاد المسيح رسالة قوية إلى العالم.. مصر بلد التسامح والتعايش، ودائمًا ما تقدم نموذجًا يحتذى به في احترام الآخر وبناء مجتمع متماسك، كما أصبحت الكاتدرائية على مدار السنوات رمزًا للسلام الداخلي والتفاهم بين مختلف الطوائف الدينية في مصر.

 

التراث القبطي في كل زاوية

كل جزء من الكاتدرائية يعكس التراث القبطي الغني، من الأيقونات والرسوم الجدارية إلى التصميم الداخلي للكنيسة وقاعاتها، حيث يمكن للزائر أن يلمس التاريخ والروحانية في كل تفاصيل المكان. كما أن المتحف الداخلي يعرض تاريخ الكنيسة القبطية بشكل شامل، مما يتيح فرصة للتعرف على رحلة الكنيسة عبر القرون، وأثرها في المجتمع المصري، ودورها في تعزيز القيم الروحية والاجتماعية.

 

رمز للروح الوطنية والارتقاء الثقافي

مع اقتراب الاحتفال بعيد الميلاد، تظل كاتدرائية ميلاد المسيح في العاصمة الجديدة، رمزًا للروح الوطنية المصرية، ومساحة لتأكيد التسامح والوحدة، وتعزيز قيم المواطنة بين أبناء الشعب المصري. كما تُعتبر هذه الكاتدرائية منارة ثقافية وروحية تجمع بين التقاليد القبطية والحداثة المعمارية، لتظل شاهدًا حيًا على قدرة مصر على الجمع بين التراث والتقدم في آن واحد.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة