دينا شرف الدين

مصر على مر العصور .. مصر الأيوبية

الجمعة، 26 ديسمبر 2025 11:22 ص


اختلف الكثير من المؤرخين على أصل الأيوبيين، فهناك بعض الروايات التي ترجع أصل الايوبيين إلى الأكراد، والأرمان، وأذربيجان المستعربين، ولكن بنو أيوب قد أنكروا ذلك وقالوا إن اصولهم عربية، كما قال بعضهم إن أصلهم يرجع إلى قريش.

نشأت الدولة الأيوبية وهي دولة إسلامية في مصر، وامتدت لتشمل الشام والحجاز واليمن والنوبة وبعض أجزاء من بلاد المغرب.

يعد (صلاح الدين يوسف بن أيوب) مؤسس الدولة الأيوبية، ذلك بعد أن تم تعيينه وزيرًا للخليفة الفاطمي العاضد لدين الله ونائبًا عن السلطان نور الدين محمود في مصر بعد وفاة عمه الوزير أسد الدين شيركوه، حيث عمل على أن تكون كل السلطات تحت يده، وأصبح هو المتحكم بالأمور، وأعاد مصر إلى تبعية الدولة العباسية، فمنع الدعاء للخليفة الفاطمي، ودعا للخليفة العباسي، وأغلق مراكز الشيعة الفاطمية، وعمل على إعادة نشر المذهب السني من جديد.

وعلى الرغم من هذا التأييد، لم يمرّ تولّي صلاح الدين وزارة مصر بسلام، فقد تعرّض بعد بضعة أشهر من توليه لمحاولة اغتيال من قبل بعض الجنود والأمراء الفاطميين،
كما دبر  أصحاب المصالح مؤامرة أخرى، حيث ملأوا صدور خمسين ألف جندي بالحقد والكره للوزير الجديد في القاهرة، لكنه استطاع أن يقمعهم ويكسر شوكتهم، لتكون تلك الواقعة هي آخر انتفاضة ضد صلاح الدين تقع في المدينة.

أخذ صلاح الدين يقوّي مركزه في مصر بعد زوال الدولة الفاطمية، ويسعى من أجل الاستقلال بها، فعمل على كسب محبة المصريين، وأسند مناصب الدولة إلى أنصاره وأقربائه.
وعزل قضاة الشيعة واستبدلهم بقضاة شافعيون، وألغى مجالس الدعوة وأزال أصول المذهب الشيعي الإسماعيلي، ثم أبطل الأذان بحي على خير العمل محمد وعلي خير البشر.

بعد وفاة نور الدين زنكي توجه صلاح الدين إلى بلاد الشام، فدخل دمشق، ثم ضمَّ حمص ومن بعدها  حلب، ليصبح بذلك صلاح الدين سلطانًا على مصر والشام.

كانت دولة الأيوبيين قد امتدت إلى بلاد الحجاز ، حيث قام صلاح الدين بتحصين جنوب فلسطين، والاستعداد لأي أمر يقوم به أرناط صاحب قلعة الكرك ، والذي كان يدبر للهجوم على الأماكن المقدسة في مكة والمدينة.
وكان صلاح الدين قد اعتنى بميناء القلزم وميناء جدة لأن أرناط كان قد جهز أسطولا في ميناء (العقبة)،
فاستولى صلاح الدين على العقبة واسترد بيت المقدس في 27 رحب 583هـ الموافق 3 أكتوبر 1187م.
                                                     موقعة حطين
بعد وفاة الملك بلدوين الخامس عام 582 هـ، أحد ملوك مملكة بيت المقدس، وقع صراع حاد بين الملوك الصليبيين حول تولي الحكم ونشبت الصراعات الداخلية، وعمل صلاح الدين على استغلال الظروف لصالح خططه في التحرير وتكوين قوة عسكرية قوية لخوض معركة فاصلة مع الصليبيين.

كانت معركة حطين بمثابة النهاية للوجود الصليبي، والتي تعد أكبر كارثة عسكرية حلت بهم في هذا  التوقيت، إذ استطاع فيها المسلمون هزيمة أكبر استعمار في العصور الوسطى.
كما تعد نهاية عصور الضعف والاضمحلال التي مرت على الشرق الإسلامي قرابة تسعة عقود من الزمن.
وكانت مفتاحا للفتوحات الإسلامية،  حيث يسرت الطريق أمام تحرير بيت المقدس وطريق النصر لباقي فلسطين وتحريرها من الوجود الصليبي.
إذ قتل جيش صلاح الدين 30 ألف مقاتل من جيش الصليبيين وأسر  ٣٠ ألفا آخرين.

وبعد ثلاثة أشهر من انتصاره في موقعة حطين، سقطت في يده كل موانئ الشام، ما عدا مينائي إمارة طرابلس و أنطاكيا، وانتهت الحرب الصليبية الثالثة بسقوط عكا بيد الصليبيين، وتوقيع اتفاقية صلح الرملة بين صلاح الدين وريتشارد قلب الاسد ملك إنجلترا.

توفي صلاح الدين عام 589 هـ بعد أن قسم دولته بين أولاده وأخيه العادل، لكنهم تناحروا فيما بينهم، وظل بعضهم يقاتل بعضًا في ظروف كانت الدولة تحتاج فيها إلى تجميع القوى ضد الصليبيين. و بعد وفاة العادل تفرقت المملكة بين أبنائه الثلاثة:

"الكامل محمد" على حكم مصر،
"المعظم عيسى" على دمشق وما حولها
"الأشرف موسى" على باقي الشام..

للحديث بقية




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة