فيسبوك
واتساب
أعلن علماء الآثار بالمعهد الوطني للأنثروبولوجيا والتاريخ بالمكسيك، عن أول دليل على التعديل المتعمد للجمجمة في المنطقة الشمالية من هواستيكا، وكشفوا أن الجماجم ذات الشكل المربع كانت جزءًا من الممارسات الثقافية القديمة في ما يعرف الآن بولاية تاماوليباس في المكسيك، وفقا لما نشره موقع" greekreporter".
جمجمة رجل تجاوز الأربعين
يتمحور الاكتشاف حول بقايا رجل تجاوز الأربعين من عمره، عاش خلال العصر الكلاسيكي لأمريكا الوسطى بين عامي 400 و900 ميلادى، تُظهر جمجمته، التي عُثر عليها في منطقة بالكون دي مونتيزوما الأثرية في سييرا مادري الشرقية، شكلاً نادراً من أشكال الجمجمة.
قال الباحثون إن هذا الشكل، الذي يُعطي الجمجمة مظهراً مربعاً، يختلف عن الأشكال الأخرى المعروفة في جميع أنحاء أمريكا الوسطى.
أوضح عالم الأنثروبولوجيا الفيزيائية خيسوس إرنستو فيلاسكو غونزاليس، أن الجمجمة تُظهر نمطًا يُعرف بالجمجمة المنتصبة اللوحية، ولكن بسطح علوي مسطح غير مألوف لم يُوثّق سابقًا في هذه المنطقة، هذا الهيكل المربع ناتج عن ضغط من مؤخرة الرأس إلى قمته، مما يُنتج شكلًا هندسيًا بدلًا من الأشكال المخروطية الأكثر شيوعًا في أماكن أخرى.
التحليل العلمي يدعم الأصل المحلي للتشوه
يقود فيلاسكو غونزاليس وعالم الآثار كارلوس فانويث بيريز سيلفا أبحاثًا متجددة في الموقع من خلال المعهد الوطني للأنثروبولوجيا والتاريخ (INAH) ويعيد مشروعهما النظر في العمل الذي نُفذ لأول مرة في تسعينيات القرن الماضي، ويطبق أساليب مُحدثة لدراسة أنماط الاستيطان المبكرة في المنطقة.
بالإضافة إلى الحفريات الجديدة، فحص الباحثون بقايا بشرية وراجعوا مجموعات سابقة. وأكدوا أن هذا التعديل المميز في الجمجمة لم يُسجل من قبل في مواقع شمال هواستيكا.
ورغم العثور على أشكال مشابهة في فيراكروز ومنطقة المايا، إلا أن النسخة الموجودة في بالكون دي مونتيزوما تُظهر نسبًا مختلفة.
ساعد تحليل نظائر الأكسجين المستقرة في تأكيد أن الرجل صاحب الجمجمة المعدّلة لم يكن مهاجرًا ووفقًا للنتائج، وُلد وعاش ومات في نفس المنطقة الجبلية التي عُثر فيها على الرفات.
وقال فيلاسكو جونزاليس إن هذا يستبعد وجود صلة مباشرة بمناطق أخرى مثل إل زابوتال في فيراكروز، حيث شوهدت أشكال جماجم مماثلة.
الأهمية الثقافية للجماجم المربعة الشكل في المكسيك القديمة
مع ذلك، ربما كانت لهذه الممارسة دلالة رمزية أو ثقافية تتجاوز المظهر الجسدي، كان تعديل الجمجمة شائعًا في أمريكا الوسطى القديمة، وغالبًا ما كان يعكس الهوية أو الروابط الاجتماعية أو المكانة الاجتماعية. تضمنت التقنيات الضغط أثناء الطفولة باستخدام ألواح أو أغلفة أو مهد.
أكد تونانتزين سيلفا كارديناس، مدير المعهد الوطني للتاريخ والتاريخ في تاماوليباس، على أهمية الاستفادة من الأبحاث السابقة.
فقد أتاحت المواد المُستعادة منذ عام 2010 للعلماء توسيع نطاق النتائج السابقة وفهم الروابط الثقافية لهذا المجتمع الجبلي بشكل أفضل.
يعتقد الباحثون أن الموقع كان له روابط مع الأراضي المنخفضة في أمريكا الوسطى وسكان أقصى الشمال حتى جنوب الولايات المتحدة الحالية.
تعديل الجمجمة
